عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2020, 07:48 AM
المشاركة 27
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: حينما كنتُ طفلة
كانت أحلامي الطفولية تدفعني للقول ، أنني سأصبح طبيبة و سأعالج أبي من الصداع ، ربما سأخلص عمتي من آلام ظهرها المستمرة ،فتارة أريد أن أصبح جراحة وتارة طبيبة مفاصل ، طالما ظننت بأن قضاء الإنسان معظم أوقاته في الفراش، و عجز قدميه عن حمله ، هو سبب لتحويل حياته إلى دموع تلازمه وآلام لا تـفارقه ، و طالما ظننت أن حبة الدواء ستحل كل شيء ، و تنهي أوجاعه ليعيش حياة هانئة ، لم أدرك أن شعور الإنسان بأنه عالة على غيره ، هو ما يجعل دموعه رفيقة سنينه المتـقدمة ، فهل ستستطيع حبة الدواء أن تعالج إحساسه هذا ؟ وهل ستستطيع أن تنزع اليأس من جوفه الممزق؟بالطبع لا ..هنا تغيرت أحلامي ، وانحرف مجرى نهري عن مساره ، فلقد باتت أوراقي البيضاء و قلمي الأزرق أصدقائي وأصدقاء حزني و أملي معا ، فأنا لم أعد أرغب بردائي الأبيض ، ولم تعد تستهويني سماعة الطبيب ،أو عـقاقير أصفها لتخـفف من الآلام وتعالج المرضى..أصبح دوائي من نوع آخر ، فمحاولتي لرؤية الحـقيقة ساعدتني على كشف الزيف ،فهمت أن كلمة الحق قد تجرح أو تصمت و لكنها في النهاية تعود لتكتب نفسها بإشعاع ، الكلمة التي يعجز أو يخاف كثيرون من قولها أصبحت طبيبي وطبيب الناس المداويا ..