عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2016, 05:48 PM
المشاركة 20
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي

16- ليزا ستيل
تحت عنوان النجاح خطوة خطوة تحدث السيد صالح الخزيم عن ليزا ستيل وقال عنها لم تجد ليزا سايل حلا امام سخرية زملائها وتلقيبها بالأبوة الا ترك المدرسة في عامها الرابع عشر لتنتقل الي الحياة العملية مبكرا حيث عملت منظفة للصحون في احد المطاعم بمدينتها . تطورت ليزا اثناء عملها واصبحت تاخذ الطلبات من الزبائن ولانها أمية فقد كانت تحفظ ما يملوته عليها من آكلات وتذهب سريعا الي احد العاملين وتملي عليه ما حفظته ....
انتقلت الي دبي للعمل في فندق ثم تحولت الى سيدة اعمال حيث افتتحت ثلاث صالونات طلاقه بالشراكة مع اناراتي وفي عام 2008 قامت ليزا بافتتاح فندق في لبنان تلاه بعد سنوات فندق اخر في ابو ظبي .

--
ليزا ستيل..الأمية التي اصبحت سيدة أعمال
ماجد الحربي

عندما كانت ليزا ستيل تعمل كنادلة في أحد المطاعم وعمرها لا يزيد عن العشرين عاما، لم تكن تسخدم الورقة والقلم في أخذ طلبات الزبائن.
ولم يكن عزوفها عن كتابة الطلبيات حبا منها بالاستعراض بل كان بسبب كونها أمية لا تقرأ ولا تكتب. إذ تقول ستيل “كنت أحتفظ بكل شيء في رأسي. فقد كنت أعود إلى مطبخ المطعم لأملي على شخص آخر الطلبيات حتى يقوم بكتابتها. كان علي أن أجد سبيلا لمعالجة هذا النقص، فقد كنت بحاجة إلى النقود وبحاجة إلى الوظيفة”.
لقد أقدمت ستيل على ترك المدرسة وهي بعمر 15 عاما بسبب سخرية زملائها وبسبب عزوفها عن التعلم عبر الكتب. تقول “كانوا يصفوني بالغبية. وقد بقي هذا الوصف معي لفترة طويلة جدا”.
غير أن هذه الحالة المأساوية التي واجهتها في مراهقتها قد أثبتت فيما بعد بأنها الدافع الذي وقف وراء نجاح الآنسة ستيل التي أصبحت تدير الآن فندق “وان تو وان” في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
فقد علمتها تلك الحالة أهمية العاطفة وساهمت في مساعدتها على صياغة أخلاقيات العمل في الشركة التي تمتلكها واسمها “وان تو وان هوسبيتاليتي”. تقول ستيل “أنا أحب السكر بدلا من الملح. والتعامل مع الناس باحترام يجعلهم يقومون بما تريد”.
بدأت رحلة الآنسة ستيل إلى منطقة الخليج العربي من مقهى في إنجلترا. وعن ذلك تقول “ذهبت لأول مرة إلى العمل وأن بعمر لم يتعد الثانية عشرة. وهذا ما فعلناه جميعا. فأخواتي كن يعملن ووالدتي كانت تعمل أيضا”.
ليزا ستيل وهي الإبنة الخامسة لأسرة مؤلفة من ثمان شقيقات بدأت حياتها العملية بغسل الصحون في مدينة لينكولن بشمال إنجلترا حيث تسكن أسرتها. غير أنها سرعان ما تحولت إلى مهنة الطبخ وخدمة الزبائن في المطاعم. وعن ذلك تقول “أدركت بأنني أحب عملي في المطاعم وأحب إطعام الزبائن لأن مثل هذا العمل يظهر حبي للعناية بالزبائن أكثر من حبي لأي شيء آخر”.
وفي كل مطبخ عملت فيه، استطاعت ليزا ستيل كسب متعاون معها. هذا المتعاون المتعاطف معها، وهو الوحيد الذي يعرف سرها، كان يقرأ لها قائمة الطعام بصوت عال لتقوم ليزا بحفظ مواقع الكلمات. وعندما يشير زبون ما إلى مادة ما في القائمة، فإن ليزا تعرف من مكان تلك المادة في الصفحة ما هي الوجبة التي طلبها الزبون. إذ تقول بصوتها الأبح بسبب سنوات عديدة من التدخين “كنت أقرأ لغة الحركات لدى الزبائن. فلدي بالفعل ذاكرة قوية”.
وشأن العديد ممن نشأوا وترعرعوا في المدن الصغيرة، فقد تركت ليزا ستيل منزلها إلى مدينة كبيرة حيث انتقلت إلى العاصمة لندن في عام 1980. وقد عملت هناك بعدة وظائف خدمية، لتتخصص في الكلام الودود والابتسامة المرحبة.
عملت في خدمة الطبخ لصالح أسرة تسكن في منزل خاص بحي نايتسريدج الراقي. وتشبه عملها هذا ببرنامج “أبستيرز داونستيرز” التلفزيوني الذي يعرض القصص التلقائية لمالكين أثرياء يسكنون الطوابق العليا من منازلهم في علاقاتهم مع الخدم والموظفين الذين يسكنون الطوابق الدنيا من تلك المنازل الراقية.
غير أنه بسبب مللها من التعامل معها باعتبارها مواطنة من الدرجة الثانية، أقدمت ليزا على شراء كتب مدرسية للأطفال لتبدأ بتعليم نفسها القراءة والكتابة وهي بعمر يبلغ الثماني عشرة. وعن ذلك تقول “كنت أعرف تمييز الحروف ولكنني لم أكن أستطع كيفية جمعها لتكوين الكلمات والجمل”.
وفيما عدا سنة كامله – 1983 – قضتها في السفر في أنحاء أوروبا، فقد قضت ليزا ستيل غالبية سنوات عقد الثمانينات من القرن المنصرم وهي تدير قسم الاستقبال أو قسم الأغذية والمشروبات في أحد الفنادق. غير أنها قررت عندما بلغت الرابعة والعشرين من العمر الالتحاق بالجامعة. فقد سجلت في جامعة برايتون لكي تدرس إدارة الفنادق.
بعد ذلك وقبل 13 سنة من هذا الوقت تلقت ليزا ستيل دعوة للذهاب إلى الإمارات العربية المتحدة. غير أنها تجاهلت تلك الدعوة. وسبب ذلك أنه وعلى الرغم من أنها تعلمت القراءة والكتابة إلا أن تهجي الكلمات بقي مشكلة عويصة بالنسبة لها. لذلك وجدت الأسم الذي تركه صاحب الدعوة بلكنته الأجنبية على مسجل الهاتف صعبا على الكتابة مما منعها من رد المكالمة له.
بيد أن رانجان ناداراجا، الذي قضي وقتا طويلا يعمل في الفنادق بمنطقة الخليج العربي، لم ييأس، بل استمر في مكالماتها حتى وجدها مرة في منزلها في تمام الساعة الخامسة والنصف.
وافقت ليزا على الذهاب إلى دبي لتصبح مديرة قسم التدريب في الفندق الذي يعمل فيه ناداراجا مقابل راتب شهري لم يزد عن 4200 درهم إماراتي (1143 دولار)، وهو راتب يساوي ثلث الراتب الذي كانت تتقاضاه في عملها بالمملكة المتحدة.
وعن ذلك تقول “كان الأمر مثيرا بالنسبة لي. فأحيانا يتعين على المرء أن يخطو خطوة إلى الوراء حتى يتقدم عشر خطوات إلى الأمام. وفي الواقع ربما يتعين عليه أن يخطو عشر خطوات إلى الوراء حتى يتقدم 25 خطوة إلى الأمام”.
لم تكن دبي عام 1993 تشبه من قريب أو بعيد ما أصبحت عليه اليوم من مدينة متألقة ومزدحمة. فلم يكن في دبي آنذاك أي من تلك الفنادق الشهيرة ذات السبع نجوم مثل “بالم أتلانتس” أو “برج العرب” بل كانت هناك فنادق أصغر بكثير تعمل ضمن قطاع محدود موجه بصورة رئيسية نحو خدمة رجال الأعمال الذين كانوا يمرون بالمدينة للقيام ببعض الأعمال. تقول ليزا إن قدومي إلى دبي قد مثل “صدمة ثقافية كبيرة بالنسبة لي. فقد وجدت عددا هائلا من الجنسيات التي كان يتعين علي أن أتعامل معها مثلما أن عليها أن تتعامل مع إمرأة إنجليزية ساذجة للغاية. ولم يكن مثل هذا التعامل سهلا”.
غير أن ذلك لم يمنع ليزا من الانغمار في العمل. ومن بين انجازاتها التي تعددها ليزا، حصول سلسلة فنادق “لو ميريديان” على تصنيف (iso 9000) ليكون بذلك أول فندق في منطقة الشرق الأوسط يحظى بذلك المعيار الدولي للتميز في مجال السيطرة النوعية.
في عام 2000 تركت ليزا فندق “لو ميريديان” لتتولى منصبا في دائرة السياحة بدبي والتي تحولت فيما بعد إلى دائرة السياحة والتسويق التجاري، حيث بقيت لمدة خمس سنوات.
خلال السنوات الأخيرة نجحت ليزا في توسيع مجالات حياتها المهنية. فقد قامت بافتتاح ثلاثة صالونات للحلاقة في دبي وأبوظبي وذلك بالتعاون مع شقيقتها وشريك إماراتي كانت قد التقت به بعد ستة أيام من وصولها إلى الإمارات العربية المتحدة. وعن ذلك تقول “أنا محظوظة لكوني محاطة بالعديد من الناس الخيرين”.
في عام 2005 ساهمت ليزا بتأسيس مؤسسة استشارية تحمل اسم “ذي تشينج أسوشييتس” تختص بتقديم خدمات الاستشارة إلى الأعمال والهيئات الحكومية في مجال السيطرة النوعية وهو مجال أصبح مربحا في الآونة الأخيرة. ومن بين زبائن هذه المؤسسة هيئة أبوظبي للسياحة، حيث قامت ليزا بمساعدة إمارة أبوظبي في تطوير نظام جديد لتصنيف الفنادق حسب عدد النجوم.
في وقت سابق من عام 2008 قامت ليزا بالتعاون مع شريك لبناني بافتتاح فندق “وان تو وان” الذي أصبح يمثل أكبر تحديا لها. وعنه تقول “أستيقظ في بعض الأحيان في تمام الساعة الثالثة صباحا لأفكر بما قمت به وبكيفية قيامي بدفع رواتب العاملين”.
وخلافا للعديد من الفنادق في إمارة أبوظبي، فإن فندق “وان تو وان” والذي يسمى أيضا بفندق القرية (ذي فيليج) ليس بالفندق المتكامل الواقع في منطقة النادي السياحي أو في منطقة الكورنيش، بل هو عبارة عن مجموعة من الفلل تقع في شارع المرور تم تحويلها لتصبح فندقا يتكون من 128 غرفة تتوزع على 18 مجموعة يوجد في كل مجموعة مسبح مغطى.
خلال الأشهر الستة التي سبقت افتتاح الفندق في أغسطس 2008، قادت ليزا مجموعة من الموظفين تدربهم أولا على خبرة النزلاء حتى يكونوا على أتم استعداد لتقديم أفضل الخدمات.
وبعد مضي عام كامل على إدارتها لفندق خاص بها، أصبحت ليزا ستيل التي بلغ عمرها الرابعة والأربعين مرتاحة على طريقة إدارة الفندق رغم أن قائمة المتطلبات اليومية لا تنتهي أبدا.
في هذه الأيام تتنقل ليزا باستمرار بين الإمارات العربية المتحدة ولبنان حيث سيتم قريبا افتتاح فندق “وان تو وان” ثاني.
ورغم هذا النجاح المتواصل الذي حققته إلا أن ليزا تلاحظ بأن بعض الناس ما يزالون سريعين في وصولهم إلى الاستنتاجات الخاطئة كما فعل زملاؤها في المدرسة قبل 30 عاما. إلا أن الأمر أصبح بالنسبة لها متعة هذه المرة.
وباعتبارة سيدة أعمال تعمل في منطقة الخليج واجهت ليزا من وقت إلى آخر مواقف تمييزية ضد المرأة. فعندما تحضر اجتماعات للأعمال إلى جانب مدير العمليات في شركتها فإن الآخرين يفترضون بأن هذا المدير وباعتباره رجلا هو المدير التنفيذي وهي التابعة له. إلا أنه عند انتهاء الاجتماع يشير مدير العمليات إلى ليزا ليقول للحاضرين عليكم أن تسألوها هي فهي المديرة.

ظروف طفولة صعبة تركت المدرسة وهي في سن 15 بسبب سوء معاملة أقرانها لها ونعتها بالغبية وهي الخامسة في الترتيب من بين أخواتها الثمانية . لا نعرف شيء عن ظروف والديها لكننا نستطيع القول انها كانت تعيش حياة أزمة في طفولتها.

مأزومة