عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2011, 10:28 PM
المشاركة 2
إلهام مصباح
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييك دكتورنا النافع"سيد" على هذه السلسله الرائعه التي تكتب ومتابعة لها بشغف والله ذكرتني بدروس أصول رواية قالون التي أحن إليها وجعلتني أرجع إلى إلى دفاتري وقتها.
كما أحيي أستاذي الفاضل حميد ونور كلماته،وهذا ردي فاسمح لي سيدي.
للقرآن الكريم وللسنة النبوية ترتيب للأنفس
حسب عطائها لربها ولدينها ولنفسها،فمنها الصالح بإذنه،ومنها من ينازع وتنازعه نفسه فإما أن يغلب خيره أو تكون عاقبة أمره خسرا،ومنها الخاسر الظالم لنفسه والعياذ بالله.
وحتى مع اختلاف القرآءات تظل الأنفس ثلاثة حسب الترتيب وكما أوضحت سيدي:
-المطمئنة-التي تدخل الجنة راضية مرضية بعملها وسعيها
يقول تعالى:" يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئنّةُ ارْجِعي إلى رَبّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيّةً" يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل الملائكة لأوليائه يوم القيامة: يا أيتها النفس المطمئنة, يعني بالمطمئنة: التي اطمأنت إلى وعد الله الذي وعد أهل الإيمان به, في الدنيا من الكرامة في الاَخرة, فصدّقت بذلك.
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك, فقال بعضهم نحو الذي قلنا فيه. ذكر من قال ذلك:
ـ حدثني عليّ, قال: حدثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس يا أيّتُها النْفْسُ المُطْمَئِنّةُ يقول: المصدّقة.
ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ هو المؤمن اطمأنت نفسه إلى ما وعد الله.
ـ حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: حدثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة والحسن, في قوله يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ قال: المطمئنة إلى ما قال الله, والمصدّقة بما قال.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: المصدّقة الموقِنة بأن الله ربها, المسلمة لأمره فيما هو فاعل بها. ذكر من قال ذلك:
ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن منصور, عن مجاهد, في قوله: يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ قال: النفس التي أيقنت أن الله ربها, وضربت جأشا لأمره وطاعته.
حدثنا ابن بشار, قال: حدثنا عبد الرحمن, قال: حدثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ قال: أيقنت بأن الله ربّها, وضربت لأمره جأشا.
حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن يمان, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ قال: المنيبة المخبتة التي قد أيقنت أن الله ربها, وضربت لأمره جأشا.
حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّة قال: أيقنت بأن الله ربها, وضربت لأمره جأشا.
حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى وحدثني الحرث, قال: حدثنا الحسن, قال: حدثنا ورقاء, جميعا عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله: المُطْمَئِنّةُ قال: المُخبِتة والمطمئنة إلى الله.
حدثنا أبو كريب قال: حدثنا وكيع, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ قال: التي قد أيقنت بأن الله ربها, وضربت لأمره جأشا.
حدثني يعقوب, قال: حدثنا ابن عُلَية, قال: حدثنا ابن أبي نجيح, عن مجاهد, في قوله يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ قال: المخبِتة.
حدثني سعيد بن الربيع الرازي, قال: حدثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ قال: التي أيقنت بلقاء الله, وضربت له جأشا.
وذُكر أن ذلك في قراءة أُبيّ: «يا أيّتُها النّفْسُ الاَمِنَةُ». ذكر الرواية بذلك:
ـ حدثنا خلاد بن أسلم, قال: أخبرنا النضر, عن هارون القاري, قال: ثني هلال, عن أبي شيخ الهنائي في قراءة أُبيّ: «يا أيّتُها النّفْسُ الاَمِنَةُ المُطْمِئَنّةُ» وقال الكلبي: إن الاَمنة في هذا الموضع, يعني به المؤمنة.
وقيل: إن ذلك قول الملك للعبد عند خروج نفسه مبشرة برضا ربه عنه, وإعداده ما أعدْ له من الكرامة عنده. ذكر من قال ذلك:
ـ حدثنا أبو كريب, قال: حدثنا ابن يمان, عن جعفر, عن سعيد, قال: قُرئت: يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ ارْجِعي إلى رَبّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيّةً عند النبيّ صلى الله عليه وسلم, فقال أبو بكر: إن هذا لحسن, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما إنّ المَلَكَ سَيَقُولُهَا لك عِنْدَ المَوْتِ».
وهذا كما فسره الإمام الطبري والله أعلم.
-النفس اللوامة : هي نفس ينازعها أمران الخير والشر وتلوم نفسها فيما أخطأت،فإن غلب خيرها الشر عندها كانت من الفائزين ،وإن قوي الشر عندها خسرت رغم لومها لنفسها!
يقول تعالى:"لاأقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة"
وقد فسر هذا عند الجلالين كالتالي:
(لا) زائدة في الموضعين (أقسم بيوم القيامة)
(ولا أقسم بالنفس اللوامة) التي تلوم نفسها وإن اجتهدت في الاحسان وجواب القسم محذوف أي لتبعثن دل عليه
-النفس الأمارة بالسوء:
العياذ بالله" اللهم اجعل نفوسنا تأمر بالخير وأعنا عليها"
هذه النفس لاتأمر صاحبها إلا بالسوء ليفعله،فيصير الشيطان له قرين وبئس القرين.
فلا يعين نفسه في ولطلب الخير مادامت نفسه هكذا فخسر بل وأضل ليضل.
ولكن مع الأنفس الثلاث يكون الحساب إما لنعيم وملك لايبلى أو لعذاب دائم أجارنا وإياكم
فتشهد كل نفس بعملها.
أكرر شكري وتقديري لك سيدي د.نافع
وتقديري واحترامي لأستاذنا الفاضل حميد عطية
أجارنا وإياكم من النار وكتب لكما الأجر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته