عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
7471
 
الدكتور سيد نافع
من آل منابر ثقافية

الدكتور سيد نافع is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
29

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Nov 2011

الاقامة

رقم العضوية
10647
12-07-2011, 01:09 AM
المشاركة 1
12-07-2011, 01:09 AM
المشاركة 1
افتراضي تأملات في عالم النفس والروح..النفوس وأنواعها
النفس ( الروح ) على ثلاث أنواع كما جاء في القرآن الكريم .

* الأمارة * اللوامة * المطمئنة

1.النفس الأمارة :

هي مطية الشيطان فهي تأمر صاحبها بكل سوء وتزين له كل شر ولا تقبل إلا كل نتن وعندها المعروف منكراً والمنكر معروفاً . . فهي نفس غليظة ثقيلة تهوي بصاحبها إلى الدرك الأسفل من النار ، فهي نفس المنافقين والكفار والفاسقين والعياذ بالله.

صاحب هذه النفس مختوم على قلبه وهو حي الجسد ومع ذلك فهو يعد ميتا, لأن الموت الحقيقي انما هو موت القلب وإن مشى صاحب هذا القلب على الأرض وحصد ملذاتها وصار من أعيان الناس وعلية القوم وأوجههم ، لأنه قلب تشرب بحب الدنيا وتعلق بملذاتها وخلى من حب الله فصارت الدنيا أكبر همه ومبلغ علمه .



2.النفس اللوامة : وبها يقسم رب العزة تبارك وتعالى لأهميتها وخطورتها وهو سبحانه وتعالى لا يقسم إلا بكل عظيم وجليل , وهي نفس فيها يتصارع فيها الخير والشر , وهذه النفس تلوم صاحبها علي فعل المنكر وتذكره بالله ليتوب ويرجع إن غلب الخير علي الشر فيها ، وإن غلب الشر عليها فإنها تهوي بصاحبها إلي أسفل وتصبح نفسا أمارة حيث يموت القلب وتمحى مادة الخير فيها فليحذر صاحبها وليستعن بالله على إصلاحها ليرتقي بها لتصبح نفسا مطمئنة . . . يقول تعالى :

﴿ إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ الأنفال70

فمن كان في قلبه إيمان زاده الله إيماناً وهدى . . يقول سبحانه وتعالى في وصف أهل الكهف: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى{13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً{14}﴾



3.النفس المطمئنة :-

وهي الواثقة بالله المستكينة إلى جواره لا ترتاح إلا إلى الخير ولا تجد لذتها إلا فيه وتنفر من الشر وعنها قال سبحانه :

﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ{27} ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً{28} فَادْخُلِي فِي عِبَادِي{29} وَادْخُلِي جَنَّتِي{30}﴾ الفجر ، وصاحب هذه النفس سليم القلب واثق بنصر الله وتأييده ,لا يفزع إذا فزع الناس ولا يحزن إذا حزن الناس ,لأنه يولى أمره الله تعالى ويرضى بمشيئته وقدره ويسلم زمامه إلي الله سبحانه وتعالى ويتجرد من أهواء نفسه ليدخل في ولاية الله .

﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{64} ﴾ يونس

فلينظر كل منا إلى نفسه ليعلم من يكون وأي نفس تلك التي بين جنبيه ، والنفس لا تظهر منزلتها ولا تبدو حقيقتها إلا لحظة أن تستقر على حال واختيار, وتمضي فيه باقتناع وإصرار فتخلد فيه وتستريح وتجد لذتها وذاتها في الخير أو في الشر . .

فلقد أعطى الله سبحانه وتعالى النفس البشرية معراجاً عجيباً تتحرك فيه صعوداً وهبوطاً بلا حدود . . فتارة تراها في أعلى درجات المعراج وتارة تهبط . . إلي أن تستقر على حال يشكل حالتها .

﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً ﴾ الإسراء84

ففي الطرف الصاعد من هذا المعراج تلطف وترق المشاعر والطبائع وتصفوا المشارب والأخلاق حتى تكاد تضاهي الأخلاق الملائكية وهذا هو سمو الروح حيث يغلب على الإنسان الجانب الروحي العلوي فيه .

وفي الطرف الهابط : تكثف النفس وتغلظ الرغبات والطبائع والشهوات وتتدنى الغرائز حتى تضاهي الحيوان في بهيميته

﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ الفرقان44 . .

ثم الجماد في جموده وآليته وقصوره الذاتي . . . ثم الشيطان في ظلمته . . وهذا هو الجانب الجسدي الطيني في تكوين هذه النفس . . . فالنفس في هذا المعراج تتذبذب منذ ولادتها حتى تستقر على شاكلتها وحقيقتها . . وعند هذا المستقر تمضي النفس في إصرار واقتناع في الخير أو في الشر .

والله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان حرية الاختيار وأعطاه الإدراك والقدرة الكامنة في ذاته لكبح جماح نفسه وشهواته والسيطرة عليها إن أراد لنفسه صلاحاً .

وقد أودع الله سبحانه وتعالى في النفس البشرية دوافع للخير ونوازع للشر وأعطاها ألقدره والإرادة الكافية كي تختار وتغلب أحد الطرفين علي الآخر وهي للغالب منهما .

فإذا غلبت دوافع الخير فقد تزكت هذه النفس وأصبحت من المفلحين, وإن غلبت نوازع الشر عليها فسدت هذه النفس وهلكت وصارت من الفاسقين , فقد خاب من دساها لأنه محى دوافع الخير في نفسه ومال إلى كل فاسد ونتن وما فيه معصية الله وغضبه, فمصيره خيبه الدنيا والآخرة وإن امتلك الدنيا بكل ما فيها, والعياذ بالله .
جعلنا الله وأياكم من ذوي النفس المطمئنة..اللهم امين.