عرض مشاركة واحدة
قديم 03-28-2018, 11:31 AM
المشاركة 2
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
لمحة عن القنفذة و وادي حلي و ما جاورهما:
تسمية القنفذة:
المشتهر تسميتها بالقنفذة _ كما _ أسلفت إليك ، جاء في تاج العروس للزَّبيدي :
( القُنْفذة : ماءَةٌ لبنِي نُمَيْرٍ كذا في النُّسخ وفي التكملة : لبني تَمِيمٍ بين مكّة واليمن وهي الآن قَرْيَةٌ عامرة على البحر والمشهور بإِهمال الدال وقد ذكرناها هناك . )
قال حمد الجاسر معلقا على كلام الزَّبيدي :
( هذا الكلام فيه خلط يتضح بما يلي:
(أ) اسم القنفذة _ بالذال المعجمعة_ يطلق على : (1) ماء بني سُبيع ، من حنظلة من بني تيم ، وهذه في شمال القصيم بقرب الطُّرفية و الرمادة كما يفهم من كتاب (بلاد العرب ) ص -272_ .
(2) ماءة لبني يربوع _ وهم من تميم _ في بطن وادي وادي ذي طلوح من روافد فَلْج ، المعروف الآن باسم الباطن ، كما نقل صاحب ( معجم ما استعجم) _ص893 _ عن عمارة بن عقيل .
(3) ماءة لبني نُمير ، كما نقل صاحب ( معجم البلدان) عن أبي زياد الكلابي ، وبلاد هؤلاء تقع غرب السِّرِّ في أطرافه غلى عرض باهلة المعروف الآن باسم عرض القويعية .

( ب ) : كلمة بين مكة و اليمن من زيادات الزَّبيدي و ليست في (( التكملة )) ذالك * أن التي بين مكة و اليمن حادثة ، و ليست من المياه التي تقدم ذكرها ، ثُمَّ إنَّها بالدال المهملة كما في رحلة الموسوي** ، .....) ***أ.هـ


والذي يظهر لي أن القنفذة التي على البحر الأحمر و من أعمال مكة المكرمة هي ماء و شجر قرب البحر لعموم التسميات السابقة لماءات غيرها ، و لجملة تعاريف وردت في المعاجم القديمة و منها قول ابن منظور في لسان العرب:
( والقنفذ: المكان الذي يُنْبِتُ نبتاً ملتفّاً؛ ومنه قُنْفُذ الذُّرَّاجِ، وهو موضع.
والقنفذة الفأْرة.
وقُنْفُذ البعير: ذُفْرَاه.
والقنفذ المكان المرتفع الكثير الشجر.
وقُنْفُذ الرمل: كثرة شجره. قال أَبو حنيفة: القنفذ من الرمل ما اجتمع وارتفع شيئاً.
وقال بعضهم: قُنفَذه، بفتح الفاء، كثره شجره وإِشرافه.
ويقال للشجرة إِذا كانت في وسط الرملة: الِنْفَذَة والقُنْفذ.
ويقال للموضع الذي دون القَمَحْدُوة من الرأْس: القُنْفُذَة.
والقنافذ أَجبل غير طوال، وقيل: أَجبل رمل. ****
وقال ثعلب: القنافذ نَبَكٌ في الطريق؛ وأَنشد: مَحَلاٍّ كَوَعْسَاءِ القنافذ ضارباً به كَنَفاً، كالمُخْدِرِ المُتَأَجَّمِ وقوله محلاًّ كوعساءِ القنافذ أَي موضعاً لا يسلكه أَحد أَي من أَرادهم لا يصل إليهم، كما لا يوصل إِلى الأَسد في موضعه، يصف أَنه طريق شاق وَعْر. ) أ.هـ

فبلدة القنفذة يحدها الرمل من الشمال و الجنوب و الشرق وهي سبخة على البحر حيث يحدها من الغرب و به سميت بندراً لأنها مرسى سفن ( ميناء) .

و أما قول بعضهم إن تسميتها بالقنفذة مرة و بالبندر أخرى لأن أول من سكنها رجل اسمه (بندر )و زوجته ( القنفذة ) فهذه خرافة لا تستحق الذكر .


يتبع إن شاء الله تعالى .



______________________
* هكذا يكتبها و إلا فهي (ذلك) .

** لم أجد للقنفذة و لا للقنفدة ذكر في رحلة الموسوي المسماة ( رحلة الشتاء والصيف) ، والموسوي هو محمد بن عبدالله بن الحسيني الموسوي الشهير بـ (كبريت) والذي عاش بين ( 1012 هـ -1072 هـ) .
وقد ذكر الجاسر بيتين قال قالها الموسوي في هجاء أهل القنفذة :

لمَّا أتيت القنفذة = تَبَّاً لها من قنفدهْ
رجالها شبَّهتهم = ثعالبا و قردهْ
و لم أجد لهما أثرا في رحلة الموسوي .
قلتُ:
1 .إن صحت عنه فالذي يبدو لي أن أهالي القنفذة كانوا _ من القديم _ من أهل السنة والجماعة فلم يعجبه حالهم وخلو بلادهم من مظاهر الشرك ،لأن الموسوي كان حفي لالمزارات و الترب و الأضرحة و بآثار ابن الفارض و جلالد الدين الرومي أصحاب عقائد الحلول و الاتحاد الكفرية .

و على عكسه فقد قال حمد الجاسر : ( وقد ظلم أهلها ففيها رجال كرام ذوو فضل و حسن أخلاق ، ولكن الشاعر يتجاوز الحدّ .)
2. كثيراً ما هجا أو أورد هجاءً في البلاد التي يمر بها و لم يسلم منه سوى أمهات البلاد .

** حمد الجاسر ، نظرات في كتاب تاج العروس من جواهر القاموس للسيد محمد مُرتضى الحسيني الزَّبيدي ، المطابع الأهلية للأوفست - الرياض ، ط: الأولى 1407هـ - 1987م ، ص: 193-194 .

*** كثيرا ما استدرك حمد الجاسر على الزبيدي صاحب ( تاج العروس) قوله ( أجبل رمل) بقوله هي ( أحبل رمل) بالحاء جمع حَبْل ، و العرب تسمي الرمال المتصلة بحبل رمل أو حبال رمال أو أحبل رمل . و الزبيدي كثيرا ما ينقل عن ابن منظور .

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا