سأطير فوق سحائم وأطوف البلاد
وأختار أودية لا تنبت إلا الهرس
وأنظر إلى أحولهم
وأقتنص من أفعلهم أي عجب
وأصوغها بكلمات وأسحرها بالبيان
والتهم عقولا
تحب وتترقب لما يكتب
ورأيت أودية قد عفت من ظمئها
وأغصان أصبح الهشيم كنفها
تذره الرياح وعصفت به
لجرف سكنه موقد فاتحا فاه
يلتهم ما.. سقط
وجدب الأرض يصارع الأرض
وتمزقت أشلائه
وأصبح غورا جافا حادا بجرفه
سكنته أفاعي مجلجلات سودا وغبرا
تصطاد فرائسها من دون تعب
وويل لمن نزل بها
عصائب الطير تحوم بالفضاء
ناشرين أجنحتها
وقد عزمن على سفك الدماء من دون حق
وتقتات منه اللحم والدماء
وسمعت عن بعد عائدات
يحملنا ألسن مسنونة
تقطر عويلا وبكاء
ودموعهن خادعات
تنزف بدرهم ودرهما
وقد مزقن الثياب
لرديد أقارب تاه بفعله
وأطرق دروبا بغير وعي
وهام كم هامت السحائب
وأنطلق رجال من بعده
وأرقلوا بين البراري
بوجه عبوس والغضب سكن الأقنعة
لحر شديد تجعدت منه الأقنعة
وقد لاح لهم عن بعد
فتاهم لابسا عمامة ومئزرا
والأرض من حوله تتنفس ماء بلسما
يقشب الأرض براحتيه
وينبت من حوله عشب أخضر