الموضوع: سلوى
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3862
 
ريم العتيبي
أنثـى من آل عـطـر

ريم العتيبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
396

+التقييم
0.08

تاريخ التسجيل
Apr 2011

الاقامة
أقيم في أحداق الليل

رقم العضوية
9843
09-11-2011, 07:38 PM
المشاركة 1
09-11-2011, 07:38 PM
المشاركة 1
افتراضي سلوى
منذُ مدّة كُنتُ قد امتطيتُ عقارب الساعات، وحول مِعصمي ساعةٌ بها أخذتُ أُحصي كم لي من زمنٍ وأنا أُزاحمُ الأوقات باحثةً عنكِ في سراديبِ عُمري،، وخلف جدرانِ أيامي،، باحثةً عنكِ بين جُيوشِ أسئلتي،، ونزف آهاتي،،،
بحثتُ كثيراً ًوكثيراً، حتى شاءتِ الأقدارُ أن أجدكِ،، نعم وجدتُك ياصديقتي وياليتني لم أجدكِ،، تمنيتُ لو أن الوقت طاف بي طويلاً في البحثِ عنكِ، لأن في البحثِ مُتسعاً لِلُقياكِ،، وجدتُك ياسلوتي مفقودةً بين يديَّ، في زاويةٍ من صحيفةٍ تقول(( رحم اللهُ الفقيدة))
هنا توقفت بيَّ الأوقاتُ لأجدُكِ تُلوّحين بيديكِ ونورُ الحياةِ قد مات في عيّنيكِ،، هنا وقّع لكِ التاريخُ عُمراً غائباً لِترحلي فوق جناحيّ اسمُكِ المُهاجر، ولِتختلِط أحرفكِ بأحرفِ الوداعِ والضياع،، هنا وجدتكِ وكأنما تقولين لي(( هذا يومُ رحيلي ،كُلُ من عليها فان ،فلم عيناكِ تفيضان))؟!!
عيناي تفيضان لأني لم أُصدق،، عيناي تفيضان لأني حاولتُ الفرار من الحقيقة، إلا أن الحقيقةَ فرّت مني إليّ لِتُنشِبَ سهامها بين أضلُعي، ولِتسقيني الواقعَ مُراً وعلقماً،، تمنيتُ وقتها لو أن الدنيا تجاهلتني، أو أن الأرض إبتلعتني،،،

صديقتي في يومِ العيدِ كنتِ قد أعلنتي رحيلك، وعند رحيلُكِ أجهض العيدُ فرحتهُ ليكتسي ثوب العزاء،، عند رحيلكِ شحُب لونُ الصداقة ،وأصبح صوتُها كصداً لأصواتِ الأنين،،،
صديقتي الآن سأمحو طيفكِ النّديُ من ذاكرتي ولكني أعدُكِ وعد مؤمنٍ ألا أنساكِ في صميمِ دعائي،،



الوداع،، الفراق،، والنهاية،، تلك هي مواطنُ الرحيل،، وتلك هي ملامحهُ التي يظهرُ بها علينا،،
أيُها الرحيل،، لمَ لا تكونُ رحيلاً للأسقام،، لَم لا تكونُ رحيلاً للآلامِ والأحزان،، وإن غِبت سُرعان ماتعودُ في لحظِ غيابِك، لِتُفجر العيون دمعاً،، وتُدمي القلوب حُرقةً وألماً،، سرعان ما تعودُ بمخالبك الحادّة،، وروحك المُنتقمة لِتُشتّت الأرواح، وتُفرّق الأهل والصحب والأحباب،،
ياصفعة الأيام،، ياطعنة الأعوام،، وياظلمة الأكوان،، أما كفاك إحراقي منذُ سبعِ سنين،، وهذهِ سنةٌ،، وستتلوها سنينٌ وسنين ،،

الآن سأرحل،، سأرحلُ إلى دفترِ ميلادي لأبحث بين الأرقامِ عن بسمةٍ تُنيرُ لي ماتبقّى من حياتي،، ولكن قبل أن أرحل ،أودُ أن أُخبرك أيها الرحيل أني أصبحتُ مُدركةً لما تقول ،،أصبحتُ أُتقِنُ لُغتُك الحارقة،، الحامية،، المشتعلة،، إنها لفظةٌ واحدةٌ تدخل في مصطلحِ الإحتراق،، لغةٌ لن تترك للبقاءِ نصيبٌ في هذهِ الدنيا،، لغةٌ تلتهِمُ قيود الحذر،، لغةٌ لا تُبقي ولاتذر،، لغة ٌحديثها مختصرٌ يقـــــــــــــــــــــــــــــــول: (لاحذر من القدر،، لاحذر من القدر) .