عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-2010, 07:35 PM
المشاركة 81
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

المصدر
ديوان صراخ الجحيم
رقم القصيدة (18)



غبيَّة



قالتْ : غبيٌّ تحبُّ الناسَ تُؤثرهمْ
بما لديكَ وتجني غايةَ الألمِ


وأَتبعتْها بألفاظٍ تُمزِّقني
كالسُّمِ يكمنُ في كأسٍ من الدسمِ


فقلتُ : والشوق في عينيَّ ملتهبٌ
لا ينطفي .. وفؤادي ذائبٌ بفمي


ليت التي بادرتْني القولَ قد علمتْ
أني لرؤيةِ عَينيْها أُريق دمي


نعم غبيٌّ لأني كنتُ أجهلها
لم أدرِ يوماً بأني عاشقٌ عَدَمي


يا قصةً كنتِ حتى الأمسِ غامضةً
واليوم قد وضحتْ بالسخفِ والنَّدمِ


خلَّدتُ حسنكِ في شعري فوا أسفي
خلَّدتُ حسناً عديمَ الحسِّ كالصَّنمِ


* * *
لا ..لستِ ليلايَ ..أنتِ الوهم في نظري
يَمرُّ في خاطرِ الأيامِ كالحُلُمِ


غداً سأجمعُ أوراقي وأحرقها
غداً سأكسرُ يا شؤمَ الهوى قلمي


غداً أُريقُ دماء السُّهد أقتله
وأُسلمُ العين للأحلامِ في حرمي


غداً أعود لآمالي أُجدِّدها
وأُسقِطُ الوهم بعد الصحوِ من قممي


فلستُ أُلعوبةً في كفِّ عابثةٍ
ولستُ صيداً بوكرِ الجائع النَّهمِ


لي في حدائقِ نفسي ألفُ مُرقصةٍ
وألفُ مطربةِ في أعذب النغمِ


وأنتِ واحدةٌ من ألف خائنةٍ
عهدَ الهوى في خيالِ الشاعرِ العلَمِ


بيني وبينكِ في التفكيرِ منحدرٌ
لا يستوي النورُ في حالٍ مع الظُّلمِ


هيا اغربي من سمائي أنتِ تافهةٌ
ذكركِ أضحتْ بُعيد الهجرِ كالرِّممِ


أعيشُها لحظاتٍ جدُّ مؤلمةٍ
لأنني كنتُ عمَّا تكتمين عمي


وأنثني أشكرُ الأقدارَ أن كشفتْ
ما كنتِ تُخفين يا لأُضحوكة القيمِ




حماة 24-7-1973