عرض مشاركة واحدة
قديم 10-29-2010, 04:21 AM
المشاركة 9
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
(2) العلماء كارنيه وجريس ومانيتون وغرائب الهرم الأكبر


ربما كان غريبا أن نتعرض لقصة العلماء مع غرائب الهرم الأكبر أعجب الأعاجيب الموجودة على سطح الأرض منذ فجر التاريخ .. لأن الهرم إنجاز بشري يقع أمام حيرة بشرية ..
إلا أن دافع الإستشهاد به يتضح عندما نتعرف على مدى الكبر الذى يعصف بنفس الإنسان فيدفعه أمام غرائب البشر إلى إسباغ الألوهية علي صانعيها .. وعندما يحتك بما هو أسمى وأعلى فى الإعجازية الإلهية يرفض الإعتراف بذلك !
فمنذ بدأ التاريخ الفرعونى بمصر يعلن عن نفسه عقب الحملة الفرنسية على مصر فى القرن الثامن عشر وهى الحملة التى اصطحبت أدوات الحضارة معها وكان من نتائجها فك طلاسم ورموز حجر رشيد على يد شمبليون وهو الحجر الذى سطت عليه بريطانيا ضمن العديد من الآثار المصرية التى سُرقت وتم تهريبها إلى أوربا .. ولا زال الحجر يحتل مكانه فى المتحف الملكى البريطانى وتوجد منه عدة نسخ مصغرة أشهرها تلك الموجودة فى المتحف المصري بالقاهرة ..
ومنذ ذلك التاريخ وهناك حالة جنون اسمها التاريخ الفرعونى عصفت بالعلماء الغربيين والجماهير العادية حتى أنها ازدادت اشتعالا لتصبح جنونا متخصصا عقب ظهور حقائق الهرم الأكبر ليصبح بالغرب علوم فرعونية مستقلة تحتل قسما رهيبا هو الأكبر بين أقسام دراسات التاريخ والحضارة بمختلف جامعات الغرب الأوربي والأمريكى وتم تصنيفها إلى علوم الهرميات " البيراميديولوجى " والعلوم الهندسية الفرعونية وعلوم التاريخ الفرعونى وغيرها عشرات ..
ومن المعروف والمؤسف فى نفس الوقت ..
أن علوم التاريخ الفرعونى علوم نشأت من دراسات غربية بريطانية وفرنسية الأصل ولذا يعد الغرب هو المرجعية الرئيسية فى التاريخ الفرعونى وتخصصاته وهو الأمر الذى يثير الدهشة عندما لا نجد بمصر وهى بلد الحضارة الفرعونية نهضة مماثلة أو مقاربة فى هذا العلم فلم يبرز فى هذا المجال إلا العلامة المصري د. سليم حسن صاحب أشهر موسوعة فى التاريخ الفرعونى بمصر وهى موسوعة " مصر القديمة " بالاضافة الى بعض العلماء مثل د. زاهى حواس العقلية الأكبر فى هذا المجال بمصر حاليا والمهندس سيد كريم أحد عشاق وقراء علم الهرميات ..
والهرم الأكبر هو الأكثر اهتماما من العلماء والباحثين حتى اليوم منذ مائتى عام ودرجة الإهتمام تفوق التصور بهذا الأثر العبقري الذى لا زال رهن اكتشاف جديده كل فترة .. ويخضع لعشرات البحوث والدراسات على يد عشرات اللجان العلمية والبحثية التى تأتى لدراسته بمصر سنويا بالإضافة إلى الزيارات والإهتمامات بالغرب على مستوى الجمهور ومنها بعض الحركات الدينية التى تتخذ الهرم أساسا لعقيدتها وعباداتها وقوام تلك الجماعات بعشرات الألوف يحجون إلى الهرم سنويا فى أوقات مختلفة !
ومما توقف عنده العلماء ويهمنا أمره الآن .. الحقائق التالية عن الهرم الأكبر وطريقة تفسير بعض العلماء لها مثل " مانيتون " أشهر وأكبر متخصصي علم الفرعونيات والعالمان " جريس " البريطانى و" كارنيه " الفرنسي .. وتتمثل تلك الحقائق فيما يلي
يبلغ عدد الحجارة المبنى منها الهرم الأكبر 2600000 قطعة صخرية وزن القطعة منها يتراوح حسب موقعها بين 2 طن إلى 15 طن فيما عدا وزن قطع الحجر التى تتكون منها سقف الغرفة الملكية حيث يبلغ وزن الواحدة منها 70 طنا وكل تلك الأحجام المهولة مرصوصة بدقة مذهلة ومتلاصقة دون أى مادة لاصقة من الأسمنت أو غيره
ولا زال سر رفع تلك الأحجار مغلقا على العلماء وقد سقطت كل النظريات التى أتت لتفسيرها فيما عدا نظرية واحدة وهى القائلة بوجود علم خاص لدى الفراعنة وعلمائهم فى هذا الوقت استطاعوا من خلاله تحييد الجاذبية الأرضية !
المعجزات الهندسية للهرم تتمثل فى وجوده فى موقع منتصف القارات الخمس بالتحديد .. والإتجاهات التى تشير إليها أطرافه هى الإتجاهات الأربع بمنتهى الدقة والإتجاه الشمالى فيها يشير للشمال المغناطيسي وليس للشمال الجغرافي .. كما يشير الممر الداخلى إلى نجم الشعرة اليمنية , ويشير الدهليز الداخلى إلى النجم القطبي ..
بالإضافة إلى أن محيط الهرم مقسوما على ارتفاعه يعطى النسبة التقريبية المعتادة فى الرياضيات وهى ط = 3.14 وبالمثل كل غرفة بالهرم وكل مكان بالهرم تحقق نفس النسبة بين الإرتفاع والمحيط .. وأخيرا يبلغ ارتفاع الهرم بالضبط 149.4 مترا .. وهذا الرقم مضروبا فى مليار يعطى المسافة بين الأرض والشمس والتى تبلغ 149.4 مليون كيلومتر .. والجرانيت الذى تتكون منه صخور الهرم مصقول صقلا تاما لا يمكن أن يتم بغير تقنية بالغة التقدم ووحدة القياس بالهرم والتى عرفها العلماء على أنها البوصة الهرمية تساوى فى القياس البوصة الإنجليزية المعروفة ..
والشكل الهرمى ذاته وهو الأساس الى قام عليه اختياره من المهندسين الفراعنة هو أغرب الأشكال الهندسية فقد أثبت أحد العلماء الفرنسيين أن ما يحدث بداخل الهرم الأكبر من بقاء المواد والأطعمة والخضروات بنفس حالتها الطبيعية مهما استطالت المدة عليها دون أن تفسد .. أثبت أن هذا يتحقق فى الشكل الهرمى إذا تم بناؤه بنفس القياسات الخارجية على هيئة " ماكيت ورقي " .. وهو الإختبار الذى نفذه أيضا الدكتور مصطفي محمود وظلت الأطعمة دون فساد لمدة ثلاثة أشهر كما استعادت أمواس الحلاقة الصدئة قدرتها الحادة
وتلك الحسابات الفلكية والرياضية لو أضفنا إليها ما تم اكتشافه فى معبد أبي سمبل الموجود بأسوان والذى يحتوى على تمثال للملك الفرعونى الشهير رمسيس الثانى موجود داخل غرفته الملكية فى موقع هندسي خرافي بحيث لا تقع عليه الشمس مطلقا من خلال فتحة معينة بالجدار إلا مرتين .. مرة يوم ذكرى مولده والأخرى ذكرى يوم توليه العرش
كل تلك الحسابات الفلكية من المستحيل محاكاتها فى العصر الحالى بكل ما نملكه من تكنولوجيا وقياسات رياضية متطورة لأن تلك الرياضيات تتناسب مع الهندسة الكونية والتى رأينا مما سبق كيف أن مبادئها مغلقة عجز أمامها أينشتين أكثر علماء الرياضيات والفيزياء عبقرية وقدرة فى العصر الحديث
• كان الهرم بالكامل مكسوا بطبقة جيرية تغطيه بأكمله ومنقوشا على تلك الطبقة جداول فلكية دقيقة وأرقام وحسابات كلها غامضة على الفهم وقد سقطت معظم تلك الطبقة الجيرية فى الزلزال الذى ضرب المنطقة عام 1616 .. ولكن العلماء تمكنوا من رؤية ومعالجة تلك الطبقة عن طريق رسوم الهرم .. ولا زالت أيضا سرا مغلقا
يضاف إلى هذا أن الهرم نفسه مجهول الهوية تماما بعد أن أسقط علماء التاريخ الفرعونى بالإجماع ما استقرت عليه العلوم القديمة حول أن بانى الهرم هو الملك خوفو لأن تلك الحقيقة تم استنباطها من عبارة وحيدة موجودة بإحدى " الخرطوشات " بالهرم ومكتوب عليها العبارة الفرعونية " هيليوم خوفو " وهى التى تمت ترجمتها حرفيا وتعنى " الله جل جلاله " وبالتالى لا علاقة نهائيا بين خوفو وبين الهرم ولا وجود لأى دليل اضافي يؤيد تلك النظرية ..
ومع تلك الحقيقة التى سقطت ..
أسقط العلماء أيضا نظرية أن الهرم عبارة عن مدفن ملكى وهى النظرية التى وصفها العلماء بالسذاجة لكون الهرم محتويا على كل تلك الألغاز التى تجعل من هدف بنائه لغزا اضافيا .. كما أن المدة التى حددها العلماء لعمر الهرم وبلغت خمسة آلاف عام اختلف حولها العلماء بعد نظرية مانيتون التى جزمت بوجود الحضارة الفرعونية منذ 12500 عام بالرغم من أن العلم الحديث يمكنه تحديد عمر الصخور بمنتهى الدقة بنسبة خطأ لا تتجاوز مائة عام فى الأربعة ملايين عام عن طريق قياس نسبة البوتاسيم ومقدار نقصها لأن البوتاسيم يتحلل مع مرور ملايين السنين ويتحول إلى غاز الأرجون .. ولكن صخور الهرم وقفت لغزا مضافا لألغازه التى تُوجت بعجز الأشعة الكاشفة كالأشعة السينية عن اختراق الهرم بالرغم من أنها أشعة قادرة على النفاذ المطلق إلا من الرصاص وحده ومع ذلك فلم يستطع العلماء حتى الآن كشف موضع الغرفة السرية والتى ظهرت نظريات تؤكد احتواءها على مقدار رهيب من العلوم

وجاء العالمان جريس وكارنيه وتدارسوا الهرم فى مجمله
بعد كشف تلك الحقائق ليخرجوا بنظرية بالغة الغرابة وهى أن كل تلك القياسات الموجودة وبشكلها البالغ الدقة من المستحيل أن تكون محض صدفة أو أنها متعمدة وبالتالى فالهرم ـ وفقا لتلك النظرية ـ عبارة عن معهد فلكى بالغ الرقي وحدة قياسه وهى البوصة الهرمية تمثل فيه بالحساب الزمنى عاما كاملا وبالتالى يحتوى الهرم على تنبؤات وأحداث العالم من ساعة بنائه وحتى نهاية العالم التى حددها العالمان وفق نظريتهم بأنها فى عام 2815 م
وبغض النظر عن تلك النظرية وعن الجماعات التى اتخذت الهرم وسيلة عبادة وديانة .. هنا ألا يحق لنا التساؤل المنطقي كيف وقف العلماء والجماعات فى عجز منبهر وتسليم تام أمام حقائق الهندسة الفرعونية والتى رأوا فيها مبادئ الهندسة الكونية وبالتالى آمنوا بها .. ولم تقدهم عقولهم بنفس المنطق إلى الهندسة الأصلية وصانعها جل سبحانه ؟!
وكيف انبهروا بالهرم كمعجزة هندسية وفلكية وغاب الإنبهار والإحقاق عن النظام الكونى البديع الذى يستقر بآلاف الملايين من المجرات فى مسارات مفرطة الدقة لا تحيد مليمترا واحدا فى كون يبلغ اتساعه 15 مليار سنة ضوئية ؟!
فعلا ما أصدق العزيز الحكيم الرحيم الذى قال فى محكم تنزيله
( وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ )