عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
18

المشاهدات
12083
 
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي


محمد جاد الزغبي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,179

+التقييم
0.18

تاريخ التسجيل
Jan 2006

الاقامة

رقم العضوية
780
10-29-2010, 04:14 AM
المشاركة 1
10-29-2010, 04:14 AM
المشاركة 1
افتراضي الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى
الإعجاز العلمى .. والعجز العلمانى

" رد الشبهات المكررة فى أفكار بعض المغيبين "


مما يُروى من قصص النبوغ أن أحد الأطفال جاء شيخه الذى يحفظه القرآن فاستوى أمامه كى يبدأ التحفيظ ..
وبالشكل التقليدى قال الشيخ " إقرأ يا ولد .. تبت يدا " يريد أن يحفظه بالشكل المجزئ المبسط
فحملق الطفل فى شيخه وهو صامت فنهره الشيخ قائلا .. ردد خلفي " تبت يدا "
فقال الطفل فى حيرة " يدا من تلك يا سيدى ..؟! "
رفض الطفل النابغ أن يردد الآية الكريمة خلف شيخه كالببغاء وأصر على أن يقرأ جملة مفهومة لا إشارة غامضة بالتلقين
وفى بداية التسعينيات بمصر
إستوت مدرسة العلوم بإحدى المدارس الاعدادية فى صعيد مصر جالسة تشرح لطلبة الصف الثانى الاعدادى منهجا مبسطا عن نظريات نشأة المجموعة الشمسية قررته الوزارة بما يناسب سن وعمر هؤلاء الطلبة الذى لا يزيد عن أربعة عشر عاما
ومن خلال المنهج كان المقرر محتويا على النظريات القديمة لعلماء أوربا وهى تلك النظريات التى سقطت بانتقاد علماء هذا العصر ومن ضمنها كانت نظرية التصادم الكونى التى تقرر أن نشأة الأرض بما فيها من معادن غريبة لا توجد بغيرها من كواكب المجموعة الشمسية قد نتجت عن تصادم جرم سماوى من خارج المجموعة الشمسية بالشمس وهذا الجرم كان محتويا على العناصر والمعادن المعروفة ونتج عن التصادم تكون كوكب الأرض بعد ذلك
وقد سقطت النظرية عندما انتقد العلماء فيها أنها بلا أى دليل علمى فضلا على أنها لا تفسر كيف احتفظت الأرض وحدها بتلك المعادن مع أن الانفجار كان من الممكن أن يترك أثرا منها على كواكب أخرى أو ينتج أقمارا تحتوى نفس العناصر عن طريق الشظايا
وقبل أن تكمل المدرسة بقية النظريات فوجئت بأحد طلبتها المشاغبين وقد ظهرت بوجهه علامات التساؤل ورفع يده مستأذنا
فأبدت المدرسة ضجرها لأنها تعرفه لحوحا وهى تريد أن تؤدى وظيفتها وفق القناعات المترسبة فى أذهان المعلمين بالتلقين وحسب ولا داعى للفهم !
لكن الطالب أصر وقام متسائلا
" يا أستاذة هل هناك انتقادات أخرى للنظرية لم يذكرها الكتاب ؟ "
فضحكت المدرسة بسخرية وقالت
" ألا تنتبه لما هو مقرر عليك وتفهمه قبل أن تطالب بالمزيد "
فرد الطالب فى ثبات
" أنا أسأل لأجل المعلومة .. أجيبي من فضلك ؟ "
فقالت المدرسة فى ملل
" لا توجد انتقادات أخرى .. هل ارتحت الآن "
فقال الطالب
" لا .. لأننى أرى أن هناك انتقاد لم أره مع أنه منطقي وطبيعى وكفيل بهدم النظرية تماما "
وبالطبع علت ضحكات المدرسة مع بقية الفصل فأطرق الطالب بوجهه ينتظر انتهاء ضحكاتهم وهو ينظر إليهم ببرود ثم قال
" ألا تلاحظوا أن النظرية تتحدث عن تصادم والتصادم كما أفهمه تلاقي جسمين ماديين فتنتج عن الصدمة شظايا تبعا لقوة التصادم أما إن كان التصادم بين شيئ مادى محسوس وآخر كالهواء مثلا فهو لا ينتج لا صوتا ولا شظايا .. لأن المادى سيعبر من الغازى ولن يصطدم به فهل لى أن أعرف كيف أن الجرم السماوى الذى يتكون من المعادن المعروفة من الفلزات على الأرض اصطدم بالشمس التى لا تتكون من أى عنصر فلزى ؟!
الطبيعى أن يعبر منها إلى الجانب الآخر أو يذوب تماما فى داخلها نتيجة لحرارتها الرهيبة "

وبعد تلك الإجابة بهتت المدرسة خريجة الجامعة من منطقية التفكير ولو أن العلم له رد بهذا الشأن فى أن حرارة الشمس والتفاعل قد تولد انفجارا ينتج الأثر المطلوب إلا أن هذا التفسير كان من المستحيل على الطفل إدراكه فجلست مع الطفل وشرحت له وهى تدارى انبهارها به وبعقله الذى رفض التقين وأصر على الفهم

ما الذى يمكن استنباطه من تلك الروايات .. ؟!
الذى يمكن تقريره منها أن التسليم المسبق بأى حقيقة خارج نطاق القرآن والسنة النبوية الصحيحة أمر يقف فى وجه الهدف من خلق الإنسان لأنه مُطالب بالسعى والإدراك وعدم أخذ الحديث على عواهنه طالما أنه فكر بشرى وبأقلام بشر لهم أهواؤهم وأغراضهم والحيادى فيهم أندر من الماس ..
وكنت أتمنى أن يكون هذا الرأى هو حاكم كل شاب عربي مثقف لأن فئة المثقفين هى المرهون بهم إصلاح الأمة ومن دواعى الأسي المطلق أن نجد من أهل المواهب الجادة أو حتى المحترفة من يُسند إلى كتابات غيره كما لو كانت وحيا دون أن يكلف نفسه عناء الشك فيستقصي بنفسه قبل أن يعلن تأييده أو رفضه لفكر معين .. وهذا مطلوب بالقطع فى جميع الأحوال ..
فمن باب أولى أن يكون البحث واجبا إذا ما كان الفكر المقروء ناتجا عن قلم معروفةٌ توجهاته أو عدم حيادية طرحه ..
ويتحول الواجب إلى فرض ثابت عندما يضاد هذا الفكر معلوما من الدين بالضرورة كالتسليم بعصمة كتاب الله تعالى وإعجازيته اللامحدودة والشاملة والمستمرة إلى يوم الدين

والفكر العلمانى أو فكر المستشرقين أو الشيوعية أو أى من المذاهب التى اتخذت الإسلام هدفا رئيسيا لها كله كان عبارة عن فكر مغرض تماما لا سيما وأننا لم نسنتنج تلك النية بل قـيلت صراحة على ألسنتهم
وهؤلاء هم أنفسهم مواريث أصحاب الدس فى عصور الإسلام الأولى الذين هدفوا إلى هدم العقيدة من خلال نشر الأحاديث المكذوبة
فمجال الإستشراق أساسا يرمز إلى علماء الغرب الذين أمعنوا وقضوا السنوات فى دراسة الفكر الإسلامى كله بهدف الوصول إلى نقطة ضعف من داخله لضربه بعد أن أعجزتهم تلك العقيدة فى مجال المواجهة المباشرة عصورا طويلة فهدفوا إلى التشكيك الذى يؤدى الغرض بأفضل من السلاح لأنه سيخلق تيارا مضادا للعقيدة الاسلامية من أبنائها ..
وكذلك العلمانيون والشيوعيون وهى الفئات التى تنافي أى عقيدة دينية بالذات العقيدة الاسلامية ولا ننسي جوزيف فيسرافيتش " ستالين " الرئيس الثانى للإتحاد السوفياتى مهد العقيدة الشيوعية هو الذى قال " الدين أفيون الشعوب "
ورئيس الولايات المتحدة " رونالد ريجان " كان هو القائل عند سقوط الإتحاد السوفياتى " انتهت الشيوعية ولم يبق لنا إلا الإسلام "
وسابقه الرئيس نيكسون فى كتابه الفرصة السانحة " مذكراته الشخصية " قال " حاذورا من اتحاد مصالح العرب بالعقيدة وإلا تكررت كارثة حرب أكتوبر "
وجورج بوش الإبن وحليفه سيليفيو بيرلسكونى رئيس الوزراء الإيطالى الصفيق هما من أبتدعا مفهوم الحرب الصليبية الجديدة

أى أننا لم ندَع أن الغرب يترصدنا وينسج حولنا المؤامرات فما ظهر كان أقل بكثير مما خفي
أما العلمانيون فكان هدفهم فصل الدين عن الحياة البشرية وكثرت دعاواهم عن تحرير الحياة المعاصرة المتطورة من سيطرة رجال الدين وسيطرة العقيدة التى تحشر نفسها حشرا فى كل شيئ
كأنى بهم يريدون أن ينتهى القرآن الكريم إلى ما انتهت إليه التراتيل الكنسية من ألحان وكلمات غامضة المعنى والنطق يرددها أصحابها دون وعى أو فهم !
وقد تكفل أهل العلم من علمائنا بالرد والتفنيد على كل تلك الفئات من الغربيين ولم يتركوا نقطة واحدة دون رد حتى انقسم هؤلاء على أنفسهم فمن من أراد الله به خيرا فاعتنق الإسلام عن اقتناع ومنهم من غلبه هواه فلجأ لسبيل الإستعانة بأهل الهوى فى أرض العرب ذاتها وهم الفئات التى تعيش خارج إطار الواقع من العلمانيين واليساريين العرب
ويستبد بالمرء الدهشة عندما نراهم يصرون على قناعات ومسائل أثارها حلفاؤهم من الغرب وتراجعوا هم أنفسهم عنها فإذا بهم يعيدون الجدل فيها فاذا أعدنا الرد أعادوا الترديد ولذلك فقد كف عنهم علماؤنا تجنبا للمراء ولهوان شأن هؤلاء الفئة على الناس
فقد تصدى الشعراوى من أيام الستينيات لأقوال المستشرقين حول أن الإنسان مخير أم مسير وحول قصة الخلق والكون وحول ما ظنه المستشرقون تناقضا فى القرآن وبانت تلك الحجج تماما وكذلك فعل أحمد ديدات والغزالى ومحمود شلتوت وياسين رشدى وغيرهم ..
وفى هذه الأيام ومع ظهور منهج الإعجاز العلمى بشكل مكثف عما قبل بعد إنشاء لجانه المعتمدة بمصر والسعودية وعدد كبير من البلاد الإسلامية ظهرت نفس الإنتقادات التى بليت على يد المراهقين الفكريين الجدد ممن يحاولون لفت نظر الغرب إليهم متمنين من أعماقهم أن يلتفت إليهم علماء المسلمين بالرد والاهتمام حتى تصبح معركة يجنون فيها عطف الغرب وكسبه باعتبارهم حضاريين فى بلاد التخلف !!
الا أنهم اتسموا بالغباء الشديد فيما قرروه وكتبوه لسببين
الأول ..
جهلهم الواضح وأحيانا الفاضح بما يستشهدون به ويظنونه داعما .. فإذا به حليفا هادما
الثانى ..
ظهور غرضهم الأصلي فى الشهرة بشكل ساطع وذلك عندما اعترضوا علنا على مسلمات دينية لا تخفي على أصغر طفل مسلم

وبالتالى تجاهل العلماء التعرض لهم إلا فى حالات محدودة رآها العلماء تمس جمهور الناس وتبلل أفكارهم ليس لقيمة من قالوا بها بل لخطورة مواقعهم فى المجتمع فمنهم أساتذة جامعات ورجال فكر لهم جمهور وبالتالى كان لابد من إيقافهم
لكن مهما وقف العلماء وتصدوا فهذا لن يجدى إذا كانت الفئة القليلة من شباب المثقفين تأخذ الأقوال على عواهنها ويستبد بها هوى التغريب فتعجز عن رؤية حقائق أبرز من أن توضح كما حدث فى أمثلة تلك الوقائع

فرج فودة .. وكتاب الإمام الطبري


وهذا هو سبب حديثي فى المقدمة عن العقول التى غابت وهى العقول التى لا تقبل التلقين لا سيما وأن الأمانة العلمية والفكرية كانت غائبة تماما عندما تحدث العلمانيون الجدد وظهرت أنشطتهم تحمل مغالطات فادحة ومتعمدة بعض الأحيان كتدليل رهيب على سوء النية المتعمد ومثال ذلك ما تحدث به فرج فودة فى كتابه الماكر الحقيقة الغائبة والذى ينادى فيه بأن الخلافة الاسلامية بعد الراشدين كانت دولة تخلف وديكتاتورية كما أنها حوت مظاهر كفر !! ..
إضافة إلى أنه شكك فى كبار الصحابة أنفسهم كحبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بهدف هدم المصادر الرئيسية التى نقلت السنة والعقيدة ومن ثم يسهل ضرب أساس هذه المرجعيات عند الناس
فقد قال فى كتابه المشار إليه أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وفى خلال أزمة الفتنة الكبري قد خان الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه وهو فى حربه مع الخوارج وفرَ بالمال الذى معه إلى مكة ورفض إعادته للإمام على حتى استشهد الإمام على بخنجر بن ملجم وكنت أستشعر بين سطور كتابه هذا بأن ابتسامته العريضة تقفز فى وجهى وهو يؤكد فى حواشي الكتاب أن الواقعة مذكورة بهذا النص فى مرجع الإمام الطبري عن التاريخ الاسلامى المعروف باسم " تاريخ الأمم والملوك " ومع الواقعة خطاب الإمام على إلى بن عمه حبر الأمة وهو الخطاب المملوء لوما وتقريعا من الإمام على لبن عباس وتصل اللهجة فيه إلى حد الاتهام بالضلال ونص الخطاب ورد منسوبا للإمام على ورد ذكره فى كتاب " نهج البلاغه " الذى جمعه الشريف الرضي من خطب وحديث الإمام على بن أبي طالب

وهو بهذا يجنى الكسب من شقين فإما أن يضرب عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بكل قيمته ومرجعيته وإما يضرب مصداقية الإمام الطبري صاحب التفسير الأشهر للقرآن وأحد أئمة السنة العظام

لكن
ولأن فرج فودة معروف بتوجهاته تلك فقد كان لزاما السعى خلف كتاب الطبري رضي الله عنه ليس لقراءته فقط بل والقراءة عنه أيضا خاصة بعد ملحوظة بسيطة يكتشفها المتفحص للكتاب أن فرج فوده لم يلجأ فى اتهاماته ومرجعية رواياته عن التاريخ الاسلامى إلا لتاريخ الطبري بصفة أساسية وبعض مراجع وكتب غير مرجعية من مؤرخى الوسط و المتقدمين ولا وجود لاستدلال واحد لمرجع يماثل الطبري فى قيمته الفكرية والتاريخية لا سيما لو عرفنا أن المراجع الأساسية فى التاريخ الاسلامى والتى تعد أمهات هذا المجال تزيد عن عشرين مرجعا كلها متوافرة فلماذا اختار فرج فودة التدقيق فى الطبري وحسب ؟! ..
وأهمل مثلا
الطبقات الكبري لبن سعد ـ البداية والنهاية لبن كثير ـ تاريخ الإسلام لشمس الدين الذهبي ـ الكامل فى التاريخ لبن الأثير ـ تاريخ البخارى ـ
كما أهمل المراجع المتخصصة فى حياة الصحابة مثل
الإصابة فى تمييز الصحابة لبن حجر العسقلانى ـ الإستيعاب فى أسماء الأصحاب لبن عبد البر ـ أسد الغابة لبن الأثير ـ حلية الأولياء للأصبهانى
فضلا عن عشرات الكتب المحققة والدراسات الإسلامية المعاصرة لأكبر كتابنا ومفكرينا مثل عباس العقاد وخالد محمد خالد والسيد سابق ورشيد رضا وغيرهم عشرات
وبالفعل
بمطالعة المراجع السابقة نكتشف أن أئمة الحديث الذين تلوا الطبري فى كتابة التاريخ عابوا عليه منهجه فى كتابة التاريخ القائم على ذكر جميع الروايات التاريخية حتى الشاذ منها على سبيل الأمانة ودون أن يعلق على المنكر من تلك الروايات فى زمن تعتمد فيه كتابة التاريخ على استقصاء الرواية من معاصريها ومستمعيها الثقات وبالطبع لم نجد لتلك الرواية أثرا فيمن جاء بعد الطبري ولا حتى الطبقات الكبري المرجع الوحيد الذى سبق تاريخ الطبري
وقال بن كثير فى تاريخه ما يفيد
" أن الطبري باهماله هذا الجانب فتح المجال أمام الهادفين لتلويث تاريخ الامام على أو معاوية بن أبي سفيان بسبب أغراض قبلية وكان يجدر به أن ينقي الروايات فيذكر الصحيح المسند منها وينوه عن ضعف الشاذ فيها "

ولم يعلم بن كثير رضي الله عنه أنه وبعد قوله هذا بتسعة قرون سيأتى من يستغل تلك الروايات لضرب ذات الشخصيات بهدف ضرب العقيدة
وكدليل آخر على افتراء الواقعة ..
فقد ورد بنفس كتاب تاريخ الطبري ومعه كل كتب أئمة السنة رواية موثقة عن خروج الامام الحسين رضي الله عنه إلى العراق بأهله قبيل واقعة كربلاء .. ويذكر الأئمة أن كثيرا من وجوه القوم عارضوا خروج الإمام الحسين لثقتهم بغدر أهل العراق وطلبوا منه البقاء بالمدينة أو مكة ثم خففوا الطلب إلى أنهم أملوا فى خروجه وحده دون أهله حتى لا يعرضهم للمهلكة وهو ما وقع فعلا بعد ذلك .. واستشهد الحسين مع أصحابه وأهل بيته وحدهم دون نصير إلا الله تعالى
وما يعنينا فى تلك الواقعة أن أكبر معارض لخروج الإمام كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بعد أن لجأ إليه الناس لمنع خروج الناس باعتباره كبير آل هاشم ومارس بن عباس دوره فعلا مع الإمام الحسين حتى كاد يمنعه الخروج بالقوة لولا مكانته التى لا تسمح بذلك ..

فهل من المنطقي يا ترى أن تكون العلاقة بين بن عباس اوالحسين رضي الله عنهما بمثل تلك القوة التى تسمح بتلك المعاملة بينهما بالرغم من موقف بن عباس المنسوب إليه من خيانة أبيه ؟!
من المنطقي أن تنقطع كل علاقة بين الامام الحسين عندئذ ببن عباس رضي الله عنه
أما عن الخطاب المنسوب ظلما إلى الامام علي رضي الله عنه متهما بن عباس بكل خبيث جزاء لواقعة السرقة المختلقة فلم يرد فى أى مصدر آخر بالطبع خلافا لكتاب نهج البلاغه لأن الواقعة نفسها من ضروب الافتراء
أما كتاب نهج البلاغه فالذى جمعه هو الشريف الرضي الشيعى المعروف واختلق على الإمام على هذا النص وربما غيره جريا على أسلوب الشيعه فى طعن وكراهية الصحابة لا سيما من ولوا الخلافة قبل الإمام أو من كان ضده أو ممن انتسبوا لآل أمية وبنى العباس
فهل تظنون أن فرج فوده أو غيره غفلوا عن تلك الحقائق التاريخية وهم يتصدون لكتابة التاريخ الاسلامى لا سيما وأنها قضايا قديمة تناولها المؤرخون بالنقد فى شتى عصورهم
أم أن الأمر كان تدبيرا بليل .. لا سيما وهو يدرك مدى ضحالة الثقافة الإسلامية عند بعض الكتاب أنفسهم فما بالنا بالجمهور

نصر أبو زيد .. والامام الشافعى


وهذا مثال آخر يبعث هذه المرة على الضحك لا الغضب .. !
لأن الدكتور نصر أبو زيد أستاذ مساعد اللغة العربية سابقا بآداب القاهرة والرجل الذى أثار زوبعة من لا شيئ اسمها أزمة نصر أبو زيد فى بداية التسعينيات من القرن الماضي لم يكن إلا مهرجا لا أكثر ولا أقل
وما يحيرنى بالفعل كيف تمكن هذا الرجل من الوصول إلى مقعد مدرس الجامعة وكرسي الأستاذ المساعد !
والقصة بتلخيص أن الترقيات الجامعية فى أساتذتها تخضع لمعيار القدم ببحوث علمية بقيمة معينة حسب الدرجة المطلوب الترقية فيها فبعد الحصول على الدكتوراه يكتسب الباحث صفة مدرس جامعى ويكون عليه اعداد بحوث تالية على الدكتوراه لها قيمتها العلمية فيتقدم بها متى شاء إلى مجلس الجامعة الذى يقرر الترقية من عدمها بناء على قيمة البحوث بعد تحكيمها وتكون الدرجة التالية هى درجة أستاذ مساعد وتليها أخيرا درجة أستاذ جامعى ...
فتقدم د. نصر أبوزيد إلى مجلس الجامعة الذى يضم خيرة الأساتذة بعدد من البحوث منها ما نشر بمجلات غير معروفة كمجلة "إبداع" التى تصدرها وزارة الثقافة وتعتبر الثلاجة التى يعيش بها اليساريون عقب سقوط الشيوعية
وإما بحوث غير منشورة وذلك بغرض الحصول على درجة أستاذ جامعى فى فقه اللغه العربية
ورفضت اللجنة رفضا قاطعا بإجماع الآراء ترقية الأستاذ الفاضل الذى تقدم ببحوث أقل ما يقال عنها أنها فضيحة جهل علمى كاسح قبل أن تكون تعديا غير مسبوق على ثوابت العقيدة

ولكى لا أطيل سأعرض للأمر بعنوان كتاب واحد تقدم به وهو كتابه " الشافعى وتأسيس الأيدويولوجية الوسطية "
ويذكر فيه نصا ما يلي
أن الشافعى رضي الله عنه انتصر للقريش عندما أسس لعروبة القرآن ورفض غير العربية !!!
أن الشافعى باع دينه بدنياه عندما قبل التعاون مع العباسيين ضد الأمويين نظير أن يولوه ولاية نجران !!
وهنا نتوقف قليلا أمام هدف هذا الكتاب ..
فقد صعق المحكمون عندما قرأوا اتهام الشافعى بانتصار لقريش فى تأسيسه لعروبة القرآن وكأن القرآن نزل بعدة لغات إضافة الى أن تأسيس عروبة القرآن تعبير فاجر ينفي عن القرآن انتسابه للعربية بنزوله قبل أن يقوم الشافعى بتأسيسها !!
والخلط بين استخدام لفظ اللغة ولفظ القراءة أو اللهجة ومن أستاذ لغوى فى الأصل ليس خطأ هنا بل هو جريمة ..
أما الذى يضحك إلى حد البكاء فهو ما اتهم به الإمام العلم محمد بن إدريس الشافعى أنه ولى ولاية نجران للعباسيين على سبيل المكافأة لتعاونه معهم ضد بنى أمية وفى الواقع لست أدرى كف تمكن الشافعى من اجتلاب آلة الزمن ليعبر فوق السنوات حتى يبلغ السنة التى قامت فيها الدولة العباسية عام 150 هـ مع أنه توفي بمصر أساسا عام 132 هـ قبل قيامها وقبل تحول دعوة العباسيين لنشاط مناهض علنى !!
ناهيكم عن بقية البحوث التى تدعو لترك النص " وهنا يقصد القرآن فلم يشر اليه فى كتبه قط بأنه القرآن "
وغير ذلك مما يوجب الخروج من الملة حتما .. وكما حدث بالفعل فى دعوى التفريق بينه وبين زوجته وهو الأمر الذى أثار العلمانيين واليساريين فطفقوا يناصرونه داخل وخارج مصر وقام سلمان رشدى صاحب كتاب " آيات شيطانية " بكتابة وتدبيج المقالات فى أشهر الصحف الغربية لنجدة العالم الكبير المضطهد من شيوخ الاسلام وعلمائه بمصر لا سيما وأنه ـ على حد قول سلمان رشدى نصا ـ واحد من عباقرة القانون فى العالم والمشهود لهم بالكفاءة ..
" ونسي سلمان رشدى فى غمرة حديثه عن قيمة نصر أبو زيد أن يتذكر مهنة هذا الأخير كأستاذ لغة بآداب القاهرة !! "

وهذا هو الذى وددت الاشارة إليه من أن اليساريين والعلمانيين يتعاملون بمنطق القبلية الذى يرفضونه فتهب القبيلة لنجدة أذنابها بغض النظر عن فهم الموضوع أو إدراك المشكلة المهم أن من يهبون لنجدته واحد ممن يشككون بالإسلام وفقط مستخدمين فى ذلك أساليب المغالطات والجدل البيزنطى ودرايتهم وعلاقاتهم بوسائل الاعلام المتنوعة والتى يبثون فيها كتاباتهم دون أن يتحرى خلفهم إلا القليل بالرغم من أخطائهم التى تنوء بها أمة جهلا

وبالمثل وفى قضية الاعجاز العلمى للقرآن خرج بعض أشبالهم بعد أن احترفوا ليخرجوا علينا بدعاوهم المألوفة واشفاقهم المصطنع على المسلمين من التخلف الذى يحكمهم نتيجة تمسكهم بنصوص بليت من أربعة عشر قرنا
وإن تركنا مؤقتا اتهام للقرآن بتلك الأوصاف
فهل يتفضل أحدهم فيبين لنا كيف أن هؤلاء الذين يعيبون فيهم من أربعة عشرقرن من الزمان ما زالوا يثيرون انبهار الغرب نفسه من مطلع الدعوة الإسلامية حتى سقوط الخلافة العباسية ببغداد على أيدى التتار
لأن الغرب لم يمكنه التفسير حتى الآن ـ بمنطقهم الذى لا يعترف بالرسالة ـ كيف استطاع الرسول عليه الصلاة والسلام تأسيس دولة كاسحة بنت نفسها فى بضع سنين هى كالثوانى فى عمر الحضارات وتصبح هى القوة العظمى الوحيدة بالعالم بعد قضائها عى إمبراطوريتي الفرس والروم بالرغم من عدم تملك العرب لأى وسيلة تقدم بعكس الفرس والروم وحضارتهم التى امتدت لعشرات القرون السابقة دون هزيمة أو انهيار
وكيف أن الغرب ما زال حتى الآن يقيم بعض علومه على ما اكتشفه علماء الحضارة الاسلامية ويقفون أمامها كأنها مسلمات علمية لا شك فيها ـ وهى كذلك ـ كالخوارزمى فى الجبر وبن سينا فى الطب وبن حيان فى الكيمياء وبن خلدون وبن رشد فى الفسلفة والتاريخ
فلو كانت تلك العصور كما يعلقون عليها عصور بداوة وجهل فكيف أصبحت علومهم أسسا تتبع ؟!
ولو أن الغرب لا يعنيه الإسلام وحضارته لأنه بلاد لا تشغل البال لتخلفها فعلام كان نشاط المستشرقين إذا ؟! .. وعلام كانت المؤامرات والحملات المتكررة على الدين والفكر الاسلامى ؟!
والأهم من ذلك
كيف تتخذ التشريعات الاسلامية نظاما معترفا به فى التقنين ودراسة القانون وتفرد له جامعة السوربون بفرنسا قسما كاملا مستقلا بكلية الحقوق بها وهى أشهر معهد قانونى فى العالم أجمع ومنها يتخرج بعض حملة الدكتوراه فى التشريع والفكر الإسلامى ؟!
إن الكارثة ليست فى عداوة الغرب .. مطلقا والله
فمن الغرب أعداء عاقلون خير ألف مرة من أصدقاء وأبناء حكمهم الجهل بشريعتهم تارة ـ وبفكر دينهم تارة أخرى ..
هذا إن سمعوا من الأصل عن مجال شاسع الإتساع اسمه الفكر الإسلامى والفلسفة الإسلامية

وللحديث بقية