عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2022, 05:39 PM
المشاركة 8428
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال

4434

.... أَوْفَى مِنَ الحَارثِ بْنِ ظَالِمٍ ....


وكان من وفائه أن عياض بن دَيْهَث مَرَّ برعاء الحارث وهم
يسقون، فسَقَى فقَصُرَ رِشَاؤُه فاستعار من أرِشيَةِ الحارث
فَوَصل رشاءه، فأرْوَى إبله، فأغار عليه بعضُ حَشَمِ النعمان
فاطردوا إبله، فصاح عياض‏:‏ يا جاراه يا جاراه، فَقَالَ له
الحارث‏:‏ متى كنتُ جارَك‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ وصَلْتُ رشائي برشائك
فسقيتُ إبلي فأغير عليها، وذلك الماء في بطونها، قَالَ‏:‏ جِوَار
ورَبِّ الكعبة، فأتى النعمانَ، فَقَالَ‏:‏ أبيْتَ اللعن‏!‏ أغار حَشَمُك
على جَاري عياض بن ديهث فأخذوا إبله وماله فاردد عليه،
فَقَالَ له النعمان‏:‏ أفلَا تشد ما وَهَى من أديمك، يريد أن
الحارث قتل خالد بن جعفر بن كلاب في جوار الأَسود بن
المنذر، فَقَالَ الحارث‏:‏ هل تعدون الحلبة إلى نفسي‏؟‏ ويروى:
هل تعدون الحلبة من الأعداء‏؟‏ يعني تركضون، ويروى
‏"‏تعدون‏"‏ من التعدي أي تتعدون أي تتجاوزون، فأرسلها
مثلًا، أي أنك لَا تهلك إلَّا نفسي إن قتلتها، فتدبر النعمان
كلمته، فرد على عياض أهله وماله.
قَالَ الفرزدق يضرب المثل لسيلمان بن عبد الملك حين وفى
ليزيد بن المهلَّب:

لَعَمْرِي لقد أوفَى و زَادَ وَفَاؤُهُ
عَلى كلِّ جَارٍ جارُ آلِ المُهَلَّبِ

كَمَا كان أوْفى إذ يُنَادِي ابنُ دَيْهَثٍ
وَصِرْمَتُهُ كالمَغْنَمِ المُتَنَهَّبِ

فَقَامَ أبُو لَيْلَى إلَيْهِ ابْنُ ظالم
وَكَانَ مَتَى ما يَسْلُلِ السيفَ يَضْرِبِ