عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
1214
 
مُهاجر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


مُهاجر is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
412

+التقييم
0.50

تاريخ التسجيل
Feb 2022

الاقامة
مسقط

رقم العضوية
16905
05-16-2022, 07:36 AM
المشاركة 1
05-16-2022, 07:36 AM
المشاركة 1
افتراضي " تكميم الافواه "
قالت :
عندما يحاجك شخص بالمنطق والعلم الدنيوي فهو أهون
من أن يحاجك إنسان ترى فيه ملامح الصلاح ومظاهر
الورع،فأنا أقول ملامح ومظاهر لأن الصلاح والورع
للوهلة الأولى لا يعرف إلا بالمظاهر،أو باللسان.
نرجع لموضوع المحاججة من قبل الاثنين، الأول
يعرض أدلة علمية قد تكون صحيحه وقد تكون طئه
ولك الحرية ومطلقها في اعتناقها أم لا، فلن يجبرك
الشخص العلمي على إتباع مبدأه وليس هناك تبعات
سلبية نفسيا من عدم إقتناعك بكلامه،لذلك محاورة
هؤلاء أسهل وألطف على النفس والروح من محاورة
شخص ديني يناقشك من مبدأ إيماني بحت وخاصة
حين يتعلق هذا بقرآن كريم أو حديث نبوي شريف،

فلا أحد ممن يملك قلبا ينبض بالإيمان
أو عنده ذرة مما يفيض به روح المسلم
يستطيع أن يمنع قلبه من سرعة الخفقان
أو يوقف عقله من سيال التفكير، حين
يذكر له من يحاوره قول الرسول الكريم
أو آيات من الذكر الحكيم ،فعلى هذين
الطريقين تبنى حياته وتستقيم أفكاره
وهي التي تحدد مصيره من سعادة أو
شقاء،لذلك تجد أغلب الشباب لا يحبون
أن يناقشون في الدين ولا يتحملون أن
يدخلون في حوار مع شيخ أو عالم، فالشباب
بجانب القدرة العاطفية التي تتميز بها سنهم
فهم يملكون قدرة فكرية هائلة ،قد يمر يوم
كامل وهو يفكر في موقف حصل معهم، أو
يتذكر حوار ديني حدث له مما يجعله قلقا
مضطربا وقد تتردى نفسيته أو تتأثر سلبيا
تأثرا هائلا،فقد لمجرد حوار بسيط قام به
مع رجل تكلم باسم الدين أو نطق به. لذلك
تجد الشباب يبتعدون عن هذه الأجواء قدر
المستطاع ويفضلون الأجواء العلمية والحوارات
المتعلقة بها، بل يرتاحون لها ويطلبونها، وقد يمضون
ساعات كثيرة وهم يناقشونها دون كلل أو ملل، بل
يجدون متعة في ذلك وسبيل لتفريغ طاقاتهم الفكرية
الإبداعية.

يواجه الدعاة في هذا،العصر الكثير
من التحديات، ومعظم هذه التحديات
سببها التطور العلمي الهائل الذي
وصل له البشر، فأصبحوا لا يحركون
ساكنا إلا بقياسات وتحاليل علمية
دقيقة جدا، وهذه التطورات مغرية
للشباب بشتى أعمارهم وميولاتهم
ومن حقهم التعرف عليها والمضي
قدما لمواكبة الركب، ومن واجب
الدعاة مراعاة ذلك في دعوتهم
والأخذ بعين الإعتبار ما يواجه
هؤلاء الشباب، بل يجب عليهم
دراسة هذه العلوم والتعمق فيها
قبل مخاطبة أي من هؤلاء الشباب،
فليس من المعقول أن تلقي نصائح
دينية لطبيب نفسي عن أمراض
النفس بالمصطلح الديني فيتفاجأ
بالبون الشاسع بين تعريفها في
قاموسك الديني وتعريفها في قاموسه
الطبي،بل قد يصل الأمر إلى وصول
الحوار إلى نقاط مسدوده يجعله
يجحد مبادئك ومصطلحاتك، وأحيانا
قد يصل به الأمر إلى التحريض عليك
ولن تخرج من هذه المعركة البغيضة
إلا بألم أو تشكيك في دينك،

وكلاهما يستندان في آرائهم على أدلة
وكلا الدليلين لا يخلوان من الصحة،
وغالبا ما تكون هناك نقطة فرق جوهرية
وشعرة رقيقة جدا بين الدليلين وهذه
الشعرة لا يدركها إلا شخص ملم بالعلمين
معا، العلم الديني والدنيوي، أما الجهود
ذات القطب الواحد فلن تستطيع التوفيق
بين الدليلين، ولكي يتضح المقال سأضرب
مثالا على ذلك، وهي مسألة الوسواس القهري
ففي الطب النفسي هذا يعد مرض ومرض يحتاج
للعلاج بأدوية مخصصة حتى تهدأ حالة المريض
وتستقر،وقد يستمر العلاج سنوات طويلة وغالبا
ما يستمر لطيلة العمر، ولدى الأطباء تفسير علمي
لذلك وما هي مسبباته وما هو الخلل الذي أدى
إلى تفاقم هذا المرض،وهذا المرض ليس للمريض
سلطان عليه بل هو خارج إرادته ويدفعه إلى الظن
السئ بالناس ويجعله يفكر أفكار سوداوية عن الحياة،
وهذا المرض في مسماه يشبه إلى حد بعيد الوسواس
الذي لابد للمسلم أن يستعيذ منه بالله العلي العظيم
ولقد جاءت آية قرآنية في ذلك وهي سورة الناس،
فهل هذا المريض هو مريض بأمراض النفس بالمصطلح
الديني؟ولما لا يستطيع أن يعالج نفسه بنفسه دون
الحاجة للأدوية أو اللجؤ للطب الحديث؟وهل دعاتنا
يفرقون في محاضراتهم بين مصطلحين الديني و
الطبي؟