عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2010, 07:22 PM
المشاركة 6
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


المسألة الثالثة :

في الحديث عن هذه الظاهرة التي أشرت إليها ، وهي : الفصل بين العلماء ( أي علماء الشرع : أهل الفقه في الدين ) وبين الدعاة ،

أو بين العلم والدعوة (أي طلب العلم الشرعي والدعوة) ، وهذا الفصل - مع الأسف - تركز في أذهان كثير من المسلمين في هذا العصر ،

لأسباب كثيرة- سأذكر شيئا منها فيما بعد .

بل إن هذا المفهوم الخاطئ لم يتركز في الأذهان فقط ، بل صار له أثر في الواقع أي فيما تعيشه الدعوات ، وما يعيشه كثير من الدعاة في كثير

من بلاد العالم الإسلامي وكما أسلفت كان التفريق بين العلماء والدعاة من سمات أهل البدع ، حيث إنهم اتخذوا رؤوسا جهالا .

والداعية عندهم - أعني أهل الأهواء والبدع - هو من يخضع لأهوائهم ، ويلتزم بها ، ويقول بمقولاتهم وينشرها وينتصر لها ، ولو لم يفقه من الدين شيئا .

ونجد هذا جليا في الفرق الأولى : كالخوارج ، فإن دعاتهم ليسوا العلماء الأكابر ، لا فيهم ولا من غيرهم ، بل بضاعتهم في الفقه والعلم قليلة

وعلى غير طرق سليمة ، بل أجهل الناس وأقلهم أحلاما ، وهكذا المعتزلة ، والقدرية ، وأهل الكلام ، وسائر الفرق على هذه السمة - غالبا - على تفاوت بينهم .

فهؤلاء - أي أهل الافتراق - هم الذين يفصلون بين الدعوة وبين الفقه في الدين ، لأنهم - أصلا - يقل فيهم الفقه في الدين .

وأكثر زعمائهم ودعاتهم إنما يمتازون بالولاء لفرقتهم ، وبالولاء للمقولات التي هم عليها ، ولا يفقهون من الدين إلا القليل ، ومنهم من لا يفقه شيئا .

وأغلب دعاة هذه الفرق والذين نشروها في الأقاليم الإسلامية قديما من العوام ومن الجهلة أو الذين لهم أهداف وأغراض شخصية أو شعوبية ،

أو عصبيات ، ويسيطر عليهم الجهل المهلك .