عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2010, 02:59 AM
المشاركة 16
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أنشودة الفجر




[GASIDA="type=0 bkcolor=#3333CC color=#FFFFFF font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]الفجـرُ والطلُّ ووادينا=وما نرى من لهفةٍ فينا:
أنشودةٌ تنسابُ في سمعنا=فيملآ الدمع مآقينا
تحملُنا عن بؤسنا والأسى=إلى ابتساماتِ ليالينا
إلى زمانٍ كان فيه الرضَّا=يرقُصُ في ظلَّ أمانينا
تُباركُ الشمسُ ترانيمها=والبُلْبلُ الصدّاحُ يُشجينا
شوقاً إلى روضتنا إنها=تُسعدنا والبعدُ يُشقينا
كانت روابيها على عهدنا=ورداً وريحانًا ونسرينا
ما بالُها قد أقفرت بعدنا=وأصبحتْ بالشوكِ تؤذينا؟
تبعثُ في أعماقنا لهفةً=تظمئنا ، من حيثُ تَسقينا
يا روضةً كنا على سفحها=نلقى أمانينا تنادينا
لا تحسبي أنّ الزمانَ الذي=مـرّ علينا ، سوفَ يُنسينا
يا روضةً كنّا بها نلتقي=نسكبُ في الوادي أغانينا
لا نشتكي اليومَ سوى لوعةٍ=كوّنهـا بُعدُكِ تكوينا
لا نشتكي إلا صفاءاً غدا=بشفَةِ الذكرى يناجينا
تبدلتْ حالتنُنا ، أصبحتْ=غربةُ هذا العصرِ تشقينا
زماننا والناسُ في غفلةٍ=قد ضيّعوا فيه الموازينا
"ليلى" والتي أعرفها أصبحتْ=ياضيعةَ الأحلامِ " كارينا"!
وصاحبي أصبحَ – يا حسرتي=يتخذُ القدوةَ " لينينا"!
الداءُ يا روضتّنا ليس في=حبًّ به أصبحتُ مفتونا
فالحبُّ في رحلتنا مركبٌ=من سَطْوةِ الآلامِ يُنجينا
وفي هجيرِ الصيفِ ظلٌّ لنا=من قسوةِ الصحراءِ يحمينا
الحبُّ يا روضتَنا منزلٌ=عن نزواتِ الريحِ يؤوينا
لولاه لم نسمعْ بذي لهفةٍ=للموتِ لا يرضى به دُونا !
يُقدَّم النفسَ على بابهِ=يَشري بها خُلداً وتمكينا
الدّاءُ- لوتدرينَ- في عالمٍ=طوفانُه قد لفَظَ الدَّينا !
الداءُ- في أنفسِنا، لم تزلْ=ممدودةً للكفرِ أيدينا !
عِفْنا زُلالَ الماءِ يا ويحنا=واستعذبتْ أنفسُنا الطينا
كيفَ نريدُ العزَّ في حاضرٍ=ونحنُ نستنكرُ ماضينا ؟!
إلى متى نبقى على حالنا=نسيرُ في رَكْبِ أعادينا ؟!
مُلهِمَةَ الشعـرِ التي حولَها=غرستُ أشواقي أفانينا
لا تحملي الهمَّ ولا تجزعي=فاللهُ يرعانا ويكفينا
أقدارُنا ليس لنا حيلةٌ=تنأى بنا حيناً وتُدنينا[/GASIDA]