عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2012, 09:52 AM
المشاركة 133
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفصل الثامن:

- هل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟

-وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟

على الرغم من التقدم الهائل الذي احرزه العلم في فهم طبيعة الدماغ تشريحيا لكن يكاد يكون هناك اجماع على ان اليات عمل الدماغ ما تزال من الاسرار المعقدة.

وعلى الرغم من الاجهزة التي طورها الانسان تظهر الدماغ كهاز طاقة مثله مثل القلب، وتسجل هذه الاجهزة ما يبدو انه نشاط كهربي للدماغ ، لكن ما يزال هناك اختلاف في طبيعة الطاقة المحركة للدماغ. مثلا، يقول د. احمد توفيق في كتابه" ايقظ قوة عقلك الخارقة" في وصفه للدماغ وطريقة عمله " هذه الخلايا المخية تملك القدرة على توليد طاقة شبه كهرباية، نتيجة لتفاعلات كيماوية معقدة، تحدث داخل الخلية او حولها او نتيجة لتأثيرها على خلية اخرى مجاورة، وهذه الشحنة شبه الكهربائية والتي لا يعرف كنهها او تفسيرها هي سر الحياة نفسها".

ويشبه الدكتور احمد توفيق في مكان آخر من كتابه المذكور العقل بـ "مولد قوي، مولد يفوق في طاقته وقوته اعظم الشلالات".

لكن هناك من يرى بأن لكيمياء الدماغ اهمية عظيمة في عمل الدماغ فهو يحتوي على مواد كيماوية تسمى الموصلات العصبية وهي ثلاثة انواع ( السيروتربين، والكولين، والادرناليين). .

والبعض الاخر يرى بأن الدماغ يعمل بمبدأ الموجات الكهرومغناطيسية.

وايٍ كان الاعتقاد فلا شك ان هناك اجماع بأن الدماغ جهاز طاقة وهو حتما يعمل بمبدأ الطاقة حتى وان اختلف العلماء في طبيعة الطاقة المحركة للدماغ وآليات عملها.

وتكمن اهمية فهم الدماغ والتعامل معه على اساس انه جهاز طاقة مثله مثل أي ماتور او مولد او ماكنة، لكنه اقواها على الاطلاق، تكمن تلك الاهمية فيما يمكن عمله لزيادة قوة هذا الجهاز وبالتالي زيادة فعاليته وقدراته، او على الاقل تحسين مخرجات عمله بهدف الاستفادة القصوى منها، والوصول في نهاية المطاف الي الابداع في اعلى حالاته والعبقرية الفذة في كافة المجالات وهي حتما جميعها مخرجات علقية.

ويبدو ان الامكانية لزيادة قدرات الدماغ بصورة اصطناعية كما يحدث في الماكنات الكهربائية والكهرومغناطسية ما يزال بعيد المنال، ولكنه في ظل التقدم التكنولوجي المذهل اصبح امر ليس مستبعد ابدا.

ولا شك ان الطب قد نجح في تطوير عقاقير طبية تعمل على تهدئة او زيادة النشاط الكهربي والكيماوي للدماغ، بهدف اعادة التوازن له احيانا وعند وجود حاجة لذلك، كما يحصل في حالة نوبات الصرع مثلا. كما يلجأ الاطباء في احيان اخرى الى الصدمات الكهربائية للوصول الى نفس الغرض، خاصة في حالة استفحال فقدان السيطرة على الدماغ والذي يعرف بالمرض النفسي.

ولا ننسى ايضا ان الطعام والرياضة هما ايضا عناصر مهمة في زيادة قدرات الدماغ وتحفيزه.

- فهل الدماغ جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرته على الانتاج؟

إن ما توصل اليه العلم من اكتشافات في مجال الدماغ، سواء من خلال علم التشريح او الطب النفسي ، لا يدع مجال للشك في ان الدماغ جهاز مرن يعمل بمدبأ الطاقة بغض النظر عن هذه الطاقة ، وانه يمكن زيادة كفائته وفعاليتة وقدرته على الانتاج وتوليد الافكار الابداعية. ويمكن ايضا ضبطه والتحكم فيه وتوجيهه ليعطي مخرجات افضل واكثر عبقرية.

وقد اتضح لي وبالدليل الاحصائي ومن خلال عدد من الدراسات الاحصائية والتحليلة التي اجريتها على عدد من العينات وهي تحديدا :
- عينة الخالدون المائة.
- عينة كتاب افضل مائة رواية عالمية.
- عينة اعظم الناس أي الذين لقبوا باسم " العظيم" عبر التاريخ.
بأن الاحداث والتجارب الصادمة في الطفولة المبكرة واعظمها وزنا: اليتم الفعلي، يليه اليتم الاجتماعي، ثم الازمات الحادة، تعمل جميعها على زيادة الطاقة الذهنية، والتي اذا ما احسن استثمارها، وتوجييها تخرج على شكل مخرجات ابداعية، قد تصل الى حدود العبقرية عند البعض، حيث اتضح وبالدليل الاحصائي ان معظم الافراد في العينات المذكورة اعلاه جاءوا من بين الاشخاص الذين تعرضوا لتجارب صادمة في الطفولة المبكرة وبنسة تقترب من 100% ، وان نسبة تزيد عن 50% من بنيهم مروا في تجربة اليتم الفعلي في فترة الطفولة التي تمتد حسب علماء النفس مما قبل الولادة الى سن الحادي والعشرين.
وفي ذلك مؤشر الى ان الاحداث الصادمة تؤدي الى زيادة في دفق الطاقة الذهنية اين كانت طبيتعها وماهيتها، رغم انني ارى بأنها طاقة البوزترون الناتجة عن تصادم المادة بنقيضها، كما اوضحت ذلك في مكان آخر.

وهذه الطاقة هي التي تعطي الدماغ قدرته الخلاقة وتجعل العلماء يعتقدون بأنها لا محدودة ولا نهائية. فالمعروف علميا بأن غرام واحد من المادة اذا ما ارتطم بغرام من اللامادة يؤدي الى تولد طاقة تعادل الطاقة المتولدة من مائة قنبلة هيدروجينية.
يلاحظ هنا طبعا ان مثل تلك الطاقة تتشكل في الدماغ من دون تدخل الانسان وتأتي كنتيجة للاحداث التي قد تعصف بالانسان.
ولكن يبدو ان البشرية ادركت مبكرا قدرتها على تطويع الدماغ وزيادة فعاليته. وقد تمكنت فعلا عبر الزمن من تطوير اساليب متعددة لزيادة قدرات الدماغ. فهناك مثلا ما يشير، وحسب ما كشفه علماء الاثار، الذين يعتقدون ان الفراعنة كانوا قد خصصوا هرما مشيدا على هرم آخر مقلوب ومشيد تحت الارض، وهذه الاهرام تحتوى على غرف بعدد نوتات السلم الموسيقي، ويربط بينها اخدود عمودي راسي. ويقدر علماء الاثار ان الفراعنة كانو يطلقون صوتا على آلة معينة، فيتحرك الصوت ضمن آلية هندسية متقدمة عبر الغرف المذكورة ومن خلال الاخدود الى الهرم السلفي ثم تعود لتصدم بدماغ الشخص بهدف تحسين قدراته العقلية وقوته الدماغية. ويذهب البعض الى الاعتقاد بأن الفراعنة وغيرهم من ابناء الحضارات البائدة كانوا ينقولون الاجسام الثقيلة بواسطة الموجات الدماغية الكهرومغناطيسية التي يتم توقيتها بمثل تلك الطقوس والاليات.

ويجد الباحث ان مختلف الشعوب خاصة شعوب جنوب شرق اسيا سعت الى السيطرة والتحكم في قدرات الدماغ وزيادة فعاليته من خلال تطوير اساليب ورياضات لتلك الغاية. ولا شك ان رياضة اليوغا تعتبر نموذجا لهذه الرياضات التي يطلق البعض عليها احينا اسم الرياضات الروحية.

ولا شك ان الكثير من الطقوس والرياضات المشابهه والتي مارستها البشرية عبر الزمن كانت تهدف إما الى زيادة حدة نشاط الدماغ او للتخفيف من ذلك النشاط، وبما يحفظ التوازن عند الانسان من ناحية ويزيد من قوة وفعالية دماغه وبالتالي يحسن من اداؤه.

وحديثا تمكن علماء التنمية البشرية من تطوير اليات للتحكم بالطاقة الحيوية الى حد انهم تمكنوا من دفع الانسان الى السير على الزجاج او النار دون ان ان يشعر بالخوف او الالم. والغاية النهائية لهذه التمارين طبعا هو زيادة التحكم بالقدرات الذهنية وزيادة الفعالية والاداء.

كل ما قيل يشير بل ويؤكد الى ان الدماغ هو فعلا جهاز طاقة، وهو مرن يمكن التحكم فيه ، ويمكن شحذه وتدريبة ، وزيادة فعاليتة.

وما تزال الانسانية تسعى لمزيد من المعرفة في مجال علم الدماغ واليات التحكم في القدرات العقلية بهدف زيادتها وزيادة الكفاءة في الاداء. ولا شك ان علم البرمجة اللغوية العصبية تهدف وتسعى لهذه الغاية. وهي ترمي احيانا الى زيادة الكفاءة من خلال تنشيط عمل شقي الدماغ من خلال برامج تدريبية معينة تم نتطويرها لهذه الغايات.

حتى ان المتخصيين في علم الادارة طوروا بدوهم اساليب لزيادة الكفاءة والقدرة الذهنية في مجالهم وذلك من خلال تطوير اساليب ادارية مثل العصف الذهني، وتصنيف المهمات الى اولويات وما الى ذلك من آليات تحسن من الاداء وتزيد من فعالية الموظف الذهنية والانتاجية.

واليوم نجد ان الجهود المتعلقة بتطوير آليات والكشف عن اساليب جديدة للسيطرة والتحكم في الدماغ وقدراته تتسارع وتزداد بشكل واسع ويزداد الاهتمام في هذا المجال ، وذلك في تواز مع التقدم والتوسع في فهم طبيعة الدماغ، ذلك على الرغم ان التقدم في هذا المجال ما يزال بطيئ للغاية ويمكن فعلا القول بأن علم الدماغ ما يزال يحبو.

ونجد ان الكثير من هذه الاساليب التي يعمل المتخصصون على تطويرها تهدف في معظمها الى تحسين عمل المخلية، وبعضها الاخر يسعى للاستثمار الافضل للالية الخلاقة للدماغ، وبعضها يرى بأنه يكمن استثمار الطاقة المهولة للدماغ من خلال ضبط وتوجيه الاتجاه الذهني والتحكم بطبيعة الافكارالتي تتوارد في الذهن.

وكل هذه الاساليب تقريبا ترى بأن العقل الواعي محدود القوة، ويمكنه ان يدفع العقل الباطن الذي يمتلك القوة اللامحدودة واللانهائية من اجل تحقيق كل ما يرغب فيه الانسان من نجاح، وصحة، ومال الخ، علما بأن ذلك يتم حسب طرحهم من خلال التحكم في الاتجاه الذهني والافكار ضمن اليات واساليب محددة طوروها لهذه الغايات.

وربما ان اكثر هذه الاساليب شهرة حاليا هو الاسلوب الذي طورته الكاتبة الاسترالية روندا بايرن في كتابها الشهير " السر" .

والكاتبة المذكورة ترى بأن الدماغ لديه قدرة هائلة اطلقت عليها اسم (قانون الجذب)، وان الانسان يجذب لنفسه الخير وما يرتبط به من خلال حسن استخدام قانون الجذب الدماغي. كما يمكنه ان يجذب لنفسه الشر وما يرتبط به من خلال سوء استخدام قانون الجذب هذا.

وتعتقد الكاتبة المذكورة بأن العباقرة العظماء في التاريخ هم اناس كانت لديهم دراية ومعرفة في آليات تسخير قانون الجذب ليعمل لمصلحتهم. وترى روندا بايرن ايضا بان الانسان يمكنه ان يجذب لنفسه أي شيء يرغبه ويحقق النجاح والعبقرية من خلال تطبيق آليات قانون الجذب التي اسهبت رواندا في شرحها في كتابها المذكور. وتقول انها حققت هي شخصيا الشهرة الواسعة والملايين بعد تسخيرها لقانون الجذب ليعمل لمصلحتها.

ولن تتوقف هذه الجهود الهادفة الى زيادة التحكم في قدرات الدماغ وتسخيرها لزيادة الانتاج والفعالية، بل ربما ان السنوات القادمة ستشهد تقدما هائلا في مجال علم الدماغ واليات عمله.

من هنا ولدت فكرة الارشادات لاكتساب العبقرية موضوع هذا الكتاب، والتي سيتم عرضها وشرحها فيما يلي، والتي قمت على تطويرها كنتيجة لورشة حوار وعصف ذهني تمت من خلال الموقع الالكتروني "منابر ثقافية" بمشاركة ثلة من الشباب والصبايا الكرام والذين ساهموا مساهمة فاعلة في بلورة هذه الارشادات وتطويرها, وقد اطلقت عليها اسم " قوانين اكتساب العبقرية".

واملي ان تشكل هذه لبنة جديدة تضاف الى هذا التراث الذي يتسع يوما فيوما في مجال تطوير آليات تحفيز الدماغ واستثمار طاقاته لتحسين الاداء والانتاجية وصولا الى العبقرية.
ولكن هذه القوانين تمتاز عن كل ما سبقها وحتما تقدم اضافة مهمة للغاية لهذا التراث، لانها وضعت بناء على الفهم الجديد وغير المسبوق الذي تطرحة "نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية" والتي قدمت ولاول مرة تفسير مدعوم بالدراسات الاحصائية لسر العبقرية عند العباقرة العظماء عبر التاريخ. مما يجعل قوانين اكتساب العبقرية غير مسبوقة ايضا.

فما هي هذه الارشادات وما هي الاليات التي تسخرها وتوظفيها "قوانين اكتساب العبقرية" لاكتساب العبقرية؟

يتبع ،،
قوانين اكتاسب العبقرية!