عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2012, 09:44 AM
المشاركة 131
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الفصل السادس:

- فما سر العبقرية اذا حسب نظريتي في تفسير الطاقة الابداعية، والتي تربط بين اليتم والابداع في اعلى حالاته؟
- وكيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟

ما سبق يشير بوضوح الى أن هناك إجماع بأن العبقرية تمثل قوة سرية تدفع العبقري لان يكمل مهمته وأن يواظب على مسيرته ويندفع للاداء وكأنه محملا برسالة كونية او مسؤلا عن تنفيذ مهمة عليا تتجاوزه وهو مستعد ان يضحي بحياته من اجلها.

- فما سر هذه القوة وما هو منشأها؟
على الرغم من الاختلاف في تقديم تفسير حقيقي وشافي لمنشأ العبقرية وسرها، لكننا نجد بأن هناك اجماع على ان مركز العبقرية ومنشأها هو الدماغ، ولا شك ان الانسان العبقري يمتلك دماغ يعمل بصورة استثنائية وفوق عادية.

وهنا نجد ان السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي يجعل عقل إنسان يعمل بصورة استثنائية بحيث يولد مخرجات عبقرية؟ وما هي الطاقة المحركة لهذه القوة؟ أي ما هي آلية ولادة الافكار او المخرجات العبقرية في الدماغ؟ وما سرها؟

لقد مكنتنا وسائل البحث الحديثه عبر الانترنت من الوصول الى والتعرف على كم هائل من المعلومات خلال دقائق معدودة، ولا شك ان المعلومات وفرت الفرصة لدراسات واستنتاجات غاية في الاهمية فيما يتعلق بموضوعنا هذا.

فحينما ندرس حياة الاشخاص الذين اتفق الجمهور على انهم عباقرة عبر التاريخ نجد انهم في معظمهم، إن لم يكن جميعهم، قد تعرضوا في طفولتهم لمآسي مهولة، لا بل إنا نجد بأن معظمهم صدموا بمصيبة اليتم والموت، وكثيرا ما تكررت المآسي التي لها علاقة بالموت، والمرض، والبؤس، والغربة والتشرد في حياتهم اللاحقة بشكل ملفت للانتباه. وفي ذلك طبعا مؤشر بأن السر في عمل ادمغتهم بصورة استثنائية لا بد أن يكون له علاقة ومرتبط بمآسي حياتهم وما تخلفه هذه المآسي من ألم، وحزن.

وفي ضوء ما حصل من تقدم علمي هائل في مجال الدماغ وطبيعة عمله ومقدراته وامراضه الخ... يظهر واضحا بأن الالام والمآسي والصدمات والاحزان يكون لها تأثير عظيم على كيمياء الدماغ، وهذه الزيادة في كيمياء الدماغ توفر الفرصة لولادة طاقة غير محدودة في ثنايا الدماغ تجعله يعمل بصورة استثنائية.

ولا شك ان وجود هذه الطاقة بوفرة هو الذي يمنح الطفل، مشروع العبقري، تلك الصفات التي تم وصفها سابقا، وتوفر له الامكانية ليتحول الى عبقرية فذة في حالة نجاحه في استثمار تلك الطاقة، وفي حالة تمكنه من توجيهها بصورة سليمة فتترجم الى مخرجات ابداعية، قد تصل الى حد العبقرية عند البعض.

ويشار الى ان وفرة هذه الطاقة في الدماغ وعدم توفر الفرصة لخروجها وتفريغها بشكل مخرجات ابداعية ايجابية هو الذي يسبب المرض النفسي، ويوقع الضرر بصاحبها، ويفقده التوازن، وربما حينها تفريغ هذه الطاقة على شكل سلوك سلبي قد يكون مدمر لصاحبها او للاخرين في محيطه الخارجي.

ولكن يظل السؤال :
- ما طبيعة هذه الطاقة القادرة على تشغيل العقل ليكون قادر على الخلق والابداعي والانتاج العبقري؟

واضح ان هذه الطاقة لا محدودة في قوتها، وهي تأتي من الالم والحزن والبؤس وما الى ذلك من مشاعر تكون مصاحبة للصدمات والمآسي والمصائب وعلى رأسها اليتم. وهي التي تدفع الدماغ ليعمل بطريقة استثنائية. ذلك ما تشير اليه وترجحه الشواهد التحليلية والاحصائية بل والعلمية وتجعله الاكثر قبولا من كل ما سبقه من طرح حاول تقديم تفسير لمنشأ العبقرية.

اما فيما يتعلق بطبيعة هذه الطاقة المتشكلة في الدماغ، فهناك من الشواهد ما يشير الى انها طاقة البوزيترون. فعندما يقع المسبب الذي يؤدي الى صدمة ( مثلا اليتم ) يتشكل في الدماغ دفق هائل من كيمياء الدماغ. ولكنه يظل نسبي، وتكون علاقته طردية مع وزن وقوة المسبب، بمعنى انه كلما زادت قوة الصدمة زاد الدفق الكهربائي. هذه الوفرة في كيمياء الدماغ ، توفر الامكانية وتؤدي الى حدوث ارتطام بين جزيئات من المادة وقرينها ( نقيضها من عالم اللامادة ) في فضاء الدماغ. فيحدث ما يشبه الانفجار البوزيتروني الذي يتحدث عنه الفيزيائيون في المختبر، وذلك استنادا الى معادلة الالكترون التي جاء بها عالم الفيزياء ( بول ديراك )، والتي اكدها عالم فيزاء آخر اسمه ( كارل ديفيد اندرسون)، والتي اثتبتت أن الكون مكون من نظيرين : عالم المادة ( الالكترون ) وعالم نظير المادة ( البوزيترون ) ، أي ان التناظر يرجع الى البناء المقلوب للذرة.

طبعا لا بد من التأكيد هنا بأن هذا الافتراض يحتاج الى ان يتم تأكيده مخبريا، لكن لا شك في أن لدينا ما يكفي من الادلة والشواهد الظرفية التي تشير الى ان ذلك ما يحدث فعلا. وذلك استنادا وبناء على ما يطرحه الدكتور ( خالص جلبي ) في وصفه لاحدث تكنيك يستخدمه الاطباء في الكشف عن الامراض الخبيثه ومقدرات الدماغ والجملة العصبية ككل، في كتابه " الثورة العلمية الحديثه والايمان"، حيث يقول أن الاطباء يستخدمون تكنولوجيا البوزيترون في هذا المضمار، حيث يقوم الطبيب بحقن السكر الذي يحمل ذرة الكربون المشعه، فيتعرض نظير المادة الى التحلل وإطلاق (البوزيترون) اللالكترون الموجب الذي يفاجأ بغريمه، وظله المقابل الذي يتربص به الدوائر فيحدث ارتطام، فيندثر على اثره الاثنان في صدام مروع، ومن تألق هذا الاصطدام ( أي كنتيجة للطاقة المتولدة منه ) يمكن تحديد أمكنة الاورام والاضرابات المرضية.
في هذا الحديث ما يشير الى ان طاقة لا محدودة تنتج عن اصطدام المادة بقرينها في ثنايا الدماغ...فلماذا لا يكون ذلك ما يحدث في حالة تشكل دفق هائل من كيمياء الدماغ؟ فينتج عن مثل تلك الانفجارات البوزيترونية طاقة هائله لا محدودة تجعل العقل قادر على الخلق والابداع.

وبالطبع فأن نسبة الطاقة البوزيترونية المتولدة في الدماغ تتأثر بقوة الارتطام بين المادة وقرينها من عالم اللامادة، وتوقيت ذلك الارتطام، ثم عدد المرات الذي يتكرر فيها، وهو مرتبط بذلك الدفق الكيماوي الذي يتشكل في الدماغ في حالة وقوع المصائب والمآسي وتكون مهولة وفي اعلى حالاتها عند وقوع مصيبة اليتم.

ويمكن لنا ان نتخيل هذه القوة البوزيترونية إذا ما قارناها بقوة الانفجار الذي يحصل كنتيجة لارتطام 0.147 من المادة مع قرينها من عالم اللامادة كما يصفها د. خالص جلبي في كتابه المذكور انفا، فيقول إن مثل ذلك الانفجار يعادل انفجار 100 قنبلة هيدروجينية.

كل ذلك يشير الى ان الطاقة المحركة للدماغ ناتجه عن مثل هذه الانفجارات البوزيترونية، والتي تؤدي الى تولد طاقة لا محدودة ولا نهائيه.

ولا بد من التشديد هنا على ان هذا الطرح يظل نظري، ورغم الشواهد العلمية المهمة التي تؤشر اليه، الى ان يتم اثباته في المختبر. لكن ذلك لا يمنع من الادعاء بأن هذا التفسير للطريقة التي يعمل بها عقل العبقري هي اكثر الطرق احتمالا. وهو يقدم التفسير الاكثر ترجيحا من بين ما توصل اليه العقل البشري حتى الان من تفسيرات في محاولته للكشف عن الطاقة التي تدفع الدماغ لتوليد مخرجات عبقرية.

اذأ،،،
- كيف تحدث العبقرية؟ وما الذي يجري في الدماغ ليؤدي الى العبقرية؟
- وكيف تعمل هذه الطاقة لجعل الدماغ قادر على الخلق والانتاج العبقري؟
- وهل الدماغ جهاز طاقة؟ وهل هو جهاز مرن يمكن زيادة كفاءته، وفعاليته، وقدرة على الانتاج؟
- وما الاليات التي يمكن تسخيرها وتوظيفها لاكتساب العبقرية؟
يتبع،،