الموضوع: ضجيج الدفء !
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
3534
 
محمد الشهري
كاتب وأديـب سعـودي

محمد الشهري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
297

+التقييم
0.06

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة

رقم العضوية
7474
03-28-2011, 10:12 AM
المشاركة 1
03-28-2011, 10:12 AM
المشاركة 1
افتراضي ضجيج الدفء !
شرود:
الانكسار خطيئة تولد من بين أصابع اللعنة المتكورة بالوجع, لتهتك أيامنا كصرخة من زئبق!

أما قبل:
حالمة تلك الليلة القادمة بالقدر
وجنون أن ألمح من بين ثقوبها أحلامي,,
كانت الدهشة
معلقة تحت أجراسٍ مغزولة بالذهول..!
وفي عينيها نبضي
وبين أصابعها تحمل ريحاً
يُصافح النخيل بهمس
والبرق يمخر ذاكرتي
يملؤني بالضباب
وعلى جسد (الفرات) ينضج قلبي!
يقف فوق أرصفة الحيرة
يعوم بكثافة الأنفاس
وجلدي قد تعبره التجاعيد
لتمتطي أوجاع الخريف !
كل شيء حولي يطاردني بالضوء
والصرخات تحدّق دون وعي
حيث موطن الزفرة الأولى
تلاشت أيامي المثقلة بالأفول
وفاجعة النبض مازالت تفترس أوراقي
فعند المنعطف الثلاثين..
سني النبض لم تعد قادرة على
الإقرار بأبدية الصدفة!
أو خلود العابرين!
يلوك وطن أوردتي الآن
شغب ينخر نزق الطيف
الصادح فوق جثة الليل
ليستعمر أرصفة مبللة بأحلامي
والنبض يغمرني
يسوق خلفه أسراباً من النهار
الماثل بأزمنة البقاء!
شهقة متدلية من وثن العبور
خارت قواها بصبح آثم
حين مجّها وجع التسكع
تحت عتمة ليل متوهج
بصفعات مصلوبة على روح مسفوكة
بخطيئة العبث .. !
كانت لوحة جاهلية ردمها النبض
دون نظرة أخيرة ..!
فجِلدُ الحرقة القاتمة نضج
ورائحة الشواء من بين أنفاسي
تعاودني ذات دهشة !
هذه زمجرة تومئ لي بعين محدّقة
للوراء!
نسيتها منذ استفاق وتر الجنون
بين التواءات الريح القادمة
بتفاصيل أنفاسها !
لصة رقيقة تلك العينان
اللتان سطتا على وطن العبور بداخلي
شهية زرقة الريح المحملة بدفء يديك
ومواسم الكروم الفراتية غافية بين أهدابك
وحين يمضي صوتك بتسابيح الأيام
تخضع الشهقات لأشرعتك البيضاء
وأشعر بثمن جلدي تعبره نسمة باردة
قد يوقفني ذاك الزمهرير
ولكن يداك حالمتان
توقظان المطر لتركع
تحت شفتيك قبلة من ذهول !
الآن تسوقين أحلامي نحو مداراتك
لتبددي معالم الخريف المتساقط بين أصابعي !
وتلك الخارطة الرملية المليئة بالحدق
تتكوّر حولها أصوات الضجيج الآفلة
لم يعد لي مني سواك
وتضاريس البقاء خالدة بركضك نحو
زمن الخرافة المذهلة!

أما بعد:
أيتها الأنثى الخَطِرةُ
مذ اتقنتِ معالمي
أصبحتِ تثيرين
شهيتي للإخلاص
تثيرين نزقي لليل
تُنبتِين في جسدي
ثورة من حنان
توقظين من عمقي
وجع وبحر
فحفرتُ حفرة في
خاصرة الشمس والمطر
دفنتُ فيهما النساء
وأهلتُ عليهن النسيان!
فتحولتْ روحي معك إلى نهر..

محمد الشهري