عرض مشاركة واحدة
قديم 05-19-2022, 03:23 PM
المشاركة 7472
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
3599

.... لَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنِ التَبَأَ لِبَأهُ ....

يُقَال‏:‏ ألبَأتِ الشاة ولَدَها، أي أرضعته اللِّبأ، والْتَبَأها وَلَدُها.
وأصل المثل أن حكيم بن مُعَية بن ربيعة الجوع كانت عنده
امرَأة من بني سَليط، وكان حكيم راجزًا، وكان جرير يهجو
بني سليط، فَقَالت بنو سليط لحكيم‏:‏ قَبَحَك الله من صهر
قوم، هذا الغلام يقطع أعراضنا - يعنون جريرا - وأنت راجز
بني تميم لا تعينُ أبا زوجك، فخرج حكيم نحوه، وأقبل مع
بني سليط، ودون الموقف الذي به جرير والجماعة نَجْفَة
- وهى ما ارتفع من الأرض كالأكَمَة - قَال حكيم‏:‏ فلما وافيتها
سمعتُه يقول:

لا تَحْسَبَنِّي عَنْ سَلِيطٍ غَافِلَا
إنْ تَغشَ لَيْلًا بسَليطٍ نازلَا

لَا تَلْقَ أفْرَاسًا وَلاَ صَوَاهِلَا
وَلاَ قِرًى لِلْنَّازِلينَ عَاجِلَا

لَا يتقى حُولًا ولا حَوَامِلَا
يترك أصْفَانَ الخُصَى جَلَاجِلَا

فنكصتُ على عَقِبِي، فَقَالت لي بنو سليط‏:‏ أين تريد‏؟
فقلت‏:‏ والله لقد جلجل الحصى جلجلةً لا أكون أولَ
من التَبَأ لِبَأه فعرفْتُ أنه بحر لا يُنكش ولا يُفْثَج،
(‏لا ينكش‏:‏ لا ينزف ولا يغيض، ولا يفثج‏:‏ لا ينزح)
فنكصْتُ وانصرفت عنه، وقلت‏:‏ ايم الله لا جَلْجَلتني
اليوم، فأرسلها مَثَلًا، ومعنى قوله ‏"‏لا أكون أول من التَبَأَ
لِبَأَه‏"‏ أي لا أعرض نفسي لهجائه ولا أتحكك به.