الموضوع: إفْلَاس
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
18

المشاهدات
7464
 
عمر ابو غريبة
شاعر وأديب أردني

عمر ابو غريبة is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
468

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Jun 2010

الاقامة

رقم العضوية
9422
08-05-2010, 08:26 PM
المشاركة 1
08-05-2010, 08:26 PM
المشاركة 1
افتراضي إفْلَاس
إفلاس
.
.
بقلم عمر ابو غريبة
.
.
.
لَملمْـتُ أوراقي وشَــــعْثَ دفاتـــــــري
وكتمـتُ في الأضـلاعِ بَـوحَ مشاعـري

وأراودُ الأفكــــــــارَ أرجـــــــو نظمها
فتعــفُّ عني كـالتقــــيِّ الطــــاهــــــرِ

وتفِـــــرُّ ألفـــــاظٌ أطــــاردهـــــــا فما
يبقى سوى ظُللِ العَجـــاجِ الثائــــــــرِ

وأنا بقيــــــدي راسِــــــــــفٌ ومُــكبَّلٌ
غلَبَ المطارِدَ شَـــــأْسُ صيدِ الخاطـرِ

مجَّ الزمــــــــانُ قصـــائدي فهجرتُها
وشَجا الفــــراقِ يغص حلقَ الهاجـرِ

وكســــرْتُ عن شــفتيَّ مزمارأً فقد
آذى سـماعَ القومِ لحنُ مزامــري

نزعتْ صـــروفُ الشعر مني رغبةً
في خطِّ أقــــــلامٍ وغمسِ محابــــــر

تلك السنــــونَ أضــــعتُها عبثاً على
قرضٍ غدا كغُثاءِ سيلٍ هـــــادرِ

وعصــرتُ شِــــعري خمرةً فأثابني
حـــــدّاً وما ابتلّتْ شِـــــفاهُ العاصرِ

شــــاخت عرائسُ من خيالٍ محبطٍ
يرثي جناحــــاً منه ليس بطائــــــرِ

ورياضُ حلمٍ صــــوَّحتْ أكنافُهــــــا
تشكو الخـــــواءَ شكاةَ رحْمِ العاقــرِ

مَـلَّ الفـــــؤادُ فما يرفُّ لطـــــارىءٍ
مستطــــــرَفٍ أو مستكِنٍّ غابـــــــرِ

هجرتْه أحلامُ الصـــبا حتى غـــــدا
كهفاً يـرنُّ به صــــــفيرُ الصـــــافرِ

مستوحـــــشٌ ما فيــه غير عناكبٍ
نسجتْ بيوتاً فوق حِـنـْوٍ خـائــــــر

فعلامَ أكتب والزمـــــانُ يصـــدُّني
ويقول لستَ بشــــــاعرٍ أو ناثــــرِ

ما أنتَ والشعـــــر الذي تحكي به
إلا كظـلٍّ في الظــــهيرةِ حاســــرِ

هـذي المنابــــرُ ما اعتلاها قاصرٌ
ورقيُّهـــــــــا لا ينبغي للقاصـــــرِ

هي ســـــدّةٌ لأميرِ شــــــعرٍ واثقٍ
كيف الرقيُّ بخطْوِ حـــــظٍّ عاثـــرِ

وبحــــورُه ما خاضــــــها متلعثمٌ
جهل السباحـــــةَ في خِضَمٍّ ثائــرِ

وســــــــــنامُه لا يمتطيه مُغـــرَّرٌ
يهدي القريضَ كمنحةِ المتعاسرِ
....

الحــــــــقّ ما قد قلتمُ يا ســــادتي
فأبو غريبةَ محْضُ شخـصٍ عابــرِ

لكنْ أســــــائلُ كلَّ فــــــــردٍ منكمُ
تدرون كيف تكون غـربةُ شـاعـرِ؟؟

.
.