عرض مشاركة واحدة
قديم 12-02-2011, 08:34 PM
المشاركة 35
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي

"وكتب حنفي بك ناصف المتوفى سنة 1337ه?"


الهدية في نظر الأصيفاء جليلة وإن كانت في نفسها قليلة ومكانتها خطيرة وإن كانت يسيرة وسنة حسنة اجتمعت على فضلها الألسنة.
مضت الدّهورُ وأمرها مستحسنٌ

وتعاقبتْ بمديحها الأيام

اللهم إلا أن لبست جلباب الرياء وولجت أبواب الارتشاء ولا مراء إن الأوداء من ذلك براء.
لا يبتغون سوى الوفاءِ وما لهم

غيرُ البقاءِ على الصَّفاءِ مرام
وما زالت الهدية شعار الأصدقاء وعنون تذكار الولاء وكم جددت بين الأصحاب عهود التحاب.
وتعهّدت ودّا فعادَ شتيتهُ

ولشملهِ بعد البدادِ نظامُ
قد وصلتني يد العصا فحبذا الإهداء وأهلاً بتلك اليد البيضاء وليست هذه أول أياديك علي ولا أكبر عارفة جاءت من ناديك إلي وقد أمنت بها النوب واعتضدت بها على تفريق شمل الكرب.
فإذا طغا بحر الهموم ضربتهُ

بعصايَ فاجتازت به الأقدام
تنفلق بها من الأيام صخور فتنبجس منها عيون السرور وتلقف ما يصنع الأعداء فتذهب بسحر البغضاء وإذا اشتد هجير الوحشة نشرت ظلال أنسها أو عصى فرعون الدهر راعته ببأسها.
فكأنَّما أوصى الكليمُ لنا بها

حتى يرى آياته الأقوامُ

وقد فكرت ماذا أقابل به طرفتك وأتلقى به تحفتك إلى أن هداني الله أن يد المنعم إنما تقابل بالأفواه ليعزز القبول بالقبل ويؤدي الرسم باللثم فأرسلت إليك فم سجارة وجعلته لهذا المعنى إشارة وقلت:
مولايَ كم فاضتْ يمينكَ بالنَّدى

حتى غدوتُ غريقَ بحر الأنعمِ
والشكرُ أوجبَ أن أقبّلَ راحها

فكنيتُ عن هذا بإهداءِ الفمِ

وقد علمت أن المنظر البهيج يتم بالتدريج فاخترت أن يكون مبدؤه كالليل إذا عسعس ومنتهاه كالصبح إذا تنفس إيذاناً بزوال الشرور بالسرور ورمزاً إلى الخروج من الظلمات إلى النور.