عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
5601
 
مرام عيّاد
من آل منابر ثقافية

مرام عيّاد is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
196

+التقييم
0.04

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9739
03-25-2011, 11:06 AM
المشاركة 1
03-25-2011, 11:06 AM
المشاركة 1
افتراضي قبلةٌ على الزجاج
لم أتصور قط ..أني سأُحَدِثُ صفحتي عن ذكرياتٍ حَفِظتُها في خزينةِ أسراري بعيداً عن شوائبِ كلماتي الحاضرة .. بعيداً وليسَ بزمنٍ بعيد .
كنتُ طفلة تتراكضُ بينَ أحضانِ الكبار , وتملىءُ على الوجوهِ الكثيرة الإبتسامات .
وكنتُ أحملُ بينَ ثنايا قلبي حباً عظيماً لأروعِ إنسان, حبهُ لامسَ قلبي
إنه خالي ..!!
لن أقولَ: قابع خلفَ القضبانِ الحديدية وليسَ وراءَ حاجزٍ من الإسفلت , وليسَ محاطاً بأربعة جدران ..!!
بل أسيرٌ تحتَ خيمةٍ في صحراء..بساطها رمالٌ حارقة !
وأخيراً استقرت كلماتي , حاكيةً لصفحاتي عن آلامٍ تداركتُها بعيشِ حياةٍ لا أرى فيها خالي سوى بذكرياتٍ أستَحضرُها من وقتٍ لأخر .
وكثيراً ما أرسمهُ في مخيلتي ..عندما غادرَ أريجَ بيتِنا , وغديرَ ضحكاتِنا وسكونِ ليلنا ودعته ُ وفي ذهني صورةٌ تتابعتُها الآمال ودعني وهو شابٌ جميل الشخصية , حسن الوجه , ضاحكَ الأيام تفكيرهُ عميق الوجدان ليسَ في قلبهِ سوى فتاة تدعى فلسطين ..((الوطن الحبيب )) , لديهِ آمال وأحلام وكلهُ حيوية
تُرى كيفَ سألقاه ..؟؟
تركني :
طفلة تخشى النملة
طفلة مشاكسة , قوية الهيئة
طفلة لا تتركُ من يدها الدمية
طفلة لا يقفُ حائطُ الخجلِ أمامها والتعبيرُ عما يرصدُ ما في قلبِها من مشاعر
طفلة تُلهيها الحلوى والسكاكر
وسيَجدُني :
شابة لا تخشَ الدبابة
شابة هادئة , قوية الشخصية
شابة لا تتركُ قلماً ولا فرشاة من يدها
شابة تُلهيها رواية أو قصة وطنية

و دُقَ جرسُ اللقاء و تتابعت الساعات , و ركبتُ حافلة الشوق و سرتُ و كلي أحلام
وأخيراً سأرى من هو دائما في البال .
تُرى هل تغير ..؟؟!!
ومن بين زحمةِ المشتاقين لأسراهم وقفتُ متأملة بالمكان , أبحثُ عن قضبان
أين هم الأسرى ..؟؟
توجهتُ إلى بابٍ متحرك أنظرُ بتمعن , رأيتُ جندياً يهودياً فبتسمَ لي , حدقتُ بهِ أكثر قائلةً في نفسي : ماذا يقصدُ بابتسامتهِ تلك ..!!؟؟
وتابعتُ مسيري مع جدي , وبلهفةٍ وحرص قال لي :إن سألوا عن اسمكِ لا تقولي مرام ,
قولي : هديل , أختُ الأسير .
استغربتُ قليلاً , وبعدَ ذلك تداركت ُ الأمر , فالمهم الآن أن أرى خالي !!
ودخلنا فوجاً يليهِ فوج .
سماعات .. !!
الهواتف هنا كثيرة!!
تُرى لماذا ..!!؟؟
ولماذا لا أرَ قضباناً حديدية , كما أراها في المسلسلا ت العربية ..؟؟!!
وتناسيتُ الإجابة فقد رأيتُ خالي , ولكن أيعقلُ أن هذا الكثير الشيب وكبير البطن أن يكون خالي ؟؟!!
نعم هو ذك خالي !
أينَ أنتَ يا أجملَ شاب ؟؟
يا صاحب الضحكة الجميلة ..لم يصدق أنني تلك الطفلة البريئة !!
وياااااه ما أجملها من لحظات ! , وحين كنتُ أكلمهُ وهذا طبعاً من خلفِ حاجزٍ زجاجي ومن خلال سماعةِ الهاتف انتبهتُ لساعةٍ على الحائط أشغلني التفكير بها عن محادثة خالي .
قال لي : أأنت على عجل . ؟؟ فلم يبقَ سوى ربع ساعة للزيارة وفهمتُ الأمر , وبعدها لم أترك شيئا .إلا وأخبرتهُ به وكان هو يسمع لما أقوله ويبتسم !
وحين دُقَ جرسُ إنتهاءِ السعادة قلت له وبلهفة , و كلي عفوية : أرجوك التصق بالزجاج !
وحينها قبلته .. قبلتُ الزجاج ظناً مني أن مشاعري ستخترقُ الجدار الزجاجي
نعم قبلت الزجاااااااااااااج ... !!
و على أنظار جنودٍ يضحكون ويستمتعون لما نحن به من معاناة وعذاب ..!!
وحينها حقاً نسيت كيف رجعت بنا حافلة الشوق إلى بيتنا .. إني إلى الآن لم أصدق ما حدث فإني أتألم بما وصل به حاله , انقضت سبع سنين وأصبح هكذا , فكيفَ سأجده بعد خروجه بعد ثمان سنين أخرى ..؟؟!!