عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2011, 04:42 PM
المشاركة 49
رشيد الميموني
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأخت الكريمة ناريمان
اسمحي لي ان ألتحق بهذا الركب الراقي لأشارك بهذه المقطوعة :

[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify]
فضفضة في أحضان الطبيعة
لماذا اترك مدينتي وقد أحاطت بها أجمل الشواطئ برمال ذهبية ومصايف من أرقى ما رأيت ؟ ولماذا أوغل بعيدا حيث وعورة الطريق ووحشة الأمكنة النائية ؟.. حتى أنني في بعض الأحيان أجد نفسي في بادية لا إضاءة فيها و لا مرافق للهو .. أقول إنني أعشق هذا .. أعشق العيش في طبيعة عذراء .. تتكلم فأسمع صوتها جليا .. أحب أن أنأى عن كل ما يمت إلى حياة الصخب والأنوار بصلة .. أحب أن أستيقظ صباحا فأحس أن الشاطئ المترامي الأطراف يحتضنني وحدي .. وأن أغوص في بحر كالمرآة كأول سابح يقتحم مياهه .. وأن أجلس لأتأمل و أكتب وأحتسي القهوة ..
أحب أن يأتي المساء وأنا أوغل في الغابة .. يعترضني أرنب بري وهو يفر مفزوعا من زيارتي الغير متوقعة .. تلتقط مسامعي حفيف أجنحة ليمام يؤوب إلى وكره .. ربما مبتهجا لنجاته من طلقة صياد نهم .. أحب أن أسمع الصراصير ونقيق الضفادع عند المروج .. أحب أن أتسلق شجرة عالية ،أداعب الأغصان و الأوراق ، وأمد بصري إلى حيث زرقة الماء ..أحب أن أعود إلى البيت وقد حل الظلام .. أتوقف قليلا لأتملى بالنجوم التي أحس بها قريبة جدا مني ..أدخل وأشعل فانوسا لأرى ما حولي .. أريد أن أنام وقت النوم .. كالأطيار .. واستيقظ مثلها .. أذهب لأجلب الماء من الآبار والمنابع .. لا أريد صنبورا في متناول يدي .. أحب أن ألتقي براع مع قطيعه وأحمل بين يدي حملا لا تزال خطواته غير متزنة وأتشممه وأقبله بين عينيه .. وأتركه يمص حلمتي أذني ، قبل أن أتركه يعود لحضن أمه التي تراقبني في توجس ..
أحب كل هذا .. وحين أعود في آخر إجازتي .. أعيش على ذكرى ما كتبته وما عشته في مدة أحسبها دهرا ..
[/justify]