عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-2014, 01:55 AM
المشاركة 50
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
سأكتفي هنا بالمتناقضات في تحليلك


تقول :

هناك أكثر من موضع مثل قوله تعالى: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} {اعبدوني ولا تشركوا بي شيئاً} وكل موضع يجتمع فيه العبادة ورفض الشرك في القرآن تكون العبادة مسبقة على النهي عن الشرك، وهذا هو منهج القرآن وعلينا أن نتبعه، وبالتالي النظر إلى تحقيق العبودية الكاملة أولاً وأن تكون الحياة كلها لله وليس فقط النسك ثم نفي وإبعاد أي شرك ثانياً، لا أن يكون المهم هو نفي الشرك مع الاقتصار على النسك فقط.


جميل وهل هذه الآية خارجة عن منهاج القرآن الذي رسمته أنت لأنني عندما أقول أنك أنت من يرسم ويكره الآيات على قول ما في نفسك فأنا أتحدث بأدلة من القرآن والسنة ، و لا أعترض على كلام الله أبدا بل أعترض على سياقك في توظيفه . فكل هذه الآيات التي أتيت بها سياقها واضح وهو توحيد الألوهية ، الذي لا يتم الإيمان إلا به و هي كلها ترمي إلى الإخلاص لله في القول والعمل و هو توحيد وعقيدة .
لا بأس يقول الله تعالى في سورة الأنبياء الآية 25
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)

وعندما قلت لك أن أخطاءك كثيرة وتظهر تباعا فأنا أقصد ما أقوله وليست حتى أخطاء بسيطة ، بل هي أخطاء جسيمة لأنها في الأصل الذي تبنى عليه الأفكار . فالتوحيد هو الأصل و منه يتفرع كل الدين . فلا يمكن بناء استدلال علمي على معطيات مغلوطة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أول ما بدأت به كلامي معك هو أنه يمكن اعتبار الدين أخلاقيا و لكن لا يستلزم أن الدين يساوي الأخلاق .
و قلت لك أن الدين جميل و لكن هذا لا يعني أن الدين هو الجمال .
و الدين محبوب و هذا لا يعني أن الدين هو الحب .
و الدين لذيذ و هذا لا يعني أن الدين هو اللذة .
و الدين حلو و هذا لا يعني أن الدين هو الحلاوة .
و تبقى كل تلك الصفات جزء من الدين و لست أدري إن كنت علميّ التوجه لتعرف الفرق بين الاستلزام والتكافؤ .
لأنه لو كان هناك تكافؤ هنا لقلنا أن الأخلاق هي الجمال و الجمال هو الحب و الحب هو اللذة و اللذة هي الحلاوة .

و لو أخدنا الدين كمجموعة و الأخلاق كمجموعة يستحيل أن يكون هناك تطبيق تقابلي كعلاقة رياضية ضاربة في المنطق .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
تقول :
يا أخي لكل مقام مقال ولا تخلط الأمور مع بعضها، هذا الكلام عن الأخلاق بالضبط هو كلام الليبراليين والعلمانيين والملاحدة فهل تريد إلباسه لباساً دينياً؟! الله مدح رسوله بأنه على خلق عظيم فتبعاً لكلامك عن نسبية الأخلاق وتطورها أن أخلاقه بالنسبة لغيره وأن الأخلاق تطورت عبر 1400 سنة تطورت عن أخلاق الرسول حتى وصلت لتحريم التعدد وحقوق المثليين المساكين وإباحة الإجهاض وقتل المواليد كعمل أخلاقي كما هو ثابت لك..!

جميل تحاكمني إن أتيت بكلامك و منطوقه و حرفيته و علقت عليه ، وتأتي أنت بكلام بئيس من دماغك وتسقطه علي ، أدخلت الخليلات و أدخلت المثليين و زد على ذلك .
هناك تطور في الأخلاق و لولا التطور ما تجدد الدين وما استطاع البقاء ، لأن كل جمود يعني الزوال .
هناك نسبية في الأخلاق لأنها تنسب للظرف و كفى .
قل لي ما الذي يمكنه أن يتجدد في الدين العقيدة أو العبادة أو الأخلاق .
و استعمل العقل الذي تفتخر كثيرا بامتلاكه .
رغم أن العصر تجاوز العقل كقوة صانعة للمعرفة كما تتصور فلسفة العقل و وصل إلى العقل التواصلي الحواري المتعدد . و يظهر هذا جليا في استغرابك كيف يمكن للمرء أن يجمع بين السلفية و الفكر الإنساني .

و هنا سأتحدث عن العصمة

فالرسل والأنبياء هم صفوة و مختارون من الله و عصمهم من الكفر والشرك و لا تقل أبدا أن هناك من هو غير معصوم ، فالعاصم هنا هو الله فهو عصمهم من الذنوب بالمغفرة ، وأخص هنا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر و هو حي .

فلا تقس بوجود الفارق و تجعل الأنبياء كالباقي في إيمانهم و عباداتهم وأخلاقهم و كل حياتهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
هل العقيدة هي الأخلاق ؟

لو قلت لك أن التكبر أخلاقي لقلت هذا بهتان عظيم .
لو قلت لك أن الانتقام من الأخلاق لقلت حاشا ما سمعنا بهذا .
لو قلت لك أن التجبر أخلاقي لقلت بئس ما جئتنا به .

لكن لو قلت لك أن هذه صفات الله تعالى نؤمن بها اعتقادا وعقيدة و نحب ربنا المتكبر و المتجبر والمنتقم لقلت هذا عين الصواب . لماذا إذن ، لأن هذا من العقيدة التي لا يصح إيمانك إلا بها ومعيار الأخلاق متجاوز كليا لأنك لن تعلم الله الأخلاق ، و هو القاهر فوق عباده .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

جعلتني ناسبا الخبث إلى الله ظلما وعدوانا ، لأنك فقط استعملت معيار الأخلاق ، و نسيت أن الله هو من خلق الخنزير و خلقك أيضا ، ونسيت أن الله هو من خلق الخمر و خلق الموت و خلق ما لا أعلم و لا تعلم .
أتيت بفائدة واحدة للخمر وأنتظر تلك الفوائد التي ذكرها الله بالجمع في السورة ، قلت فائدة اقتصادية واحدة و أنتظر المزيد من الفوائد .

رغم أن تلك الفائدة الإقتصادية موجودة في الربا أكثر من الخمر و لم يتحدث عنها القرآن ، بل قال مباشرة الربا حرام ، فلا تحاول أن تجد تفسيرا لكل ما نهى عنه الله . بل قل سمعنا وأطعنا . و وفر على نفسك التوغل في أشياء ربما تجعل فيها أكثر من مدخل .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ

هل تستطيع أن تفسر أن الكفر فساد أخلاقي .
لا أستطيع أنا أن أفسر الزاني بأن أخلاقه غير فاسدة.
لا أستطيع أن أفسر أن السارق أخلاقه غير فاسدة .
لا أستطيع أن أفسر أن المطفف أخلاقه حسنة .

فهل هذا يعني أنهم بهذا دخلوا في زمرة الكفار ، لا يمكن أن تقبل بهذا المنطق أبدا ورغم ذلك كان هذا هو عنوان عرضك كله و الفكرة العامة التي التي يحملها نصك و إن كنت تحاول اللف والدوران ، وهذا هو اختزال الدين في الأخلاق و تضييق الخناق عن المؤمنين و جعلت حياتهم كلها أخلاق في أخلاق رغم أن الإسلام بني على خمسة أركان واضحة و الإيمان بني على ستة أركان واضحة و ضوح الشمس ، و جعل الله التوبة و الحدود للتحلل من الخطيئة و التشريع للمحافظة على الجماعة ، و الأخلاق تكمل البناء و منها شعب للإيمان و منها تعبد لله و عمل صالح .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

يتبع