الموضوع: المُدمِن ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2012, 09:30 PM
المشاركة 2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
  • غير موجود
افتراضي
على ما يبدو لم تحقق الثورة أهدافها وبقيت دار لقمان على حالها ..
وأغلب الظن أن هذا السجين السابق اكتشف - وبعد فوات الأوان - أن أفكاره ومبادؤه التي سجن وتعذّب من أجلها قد ذهبت أدراج الرياح وهو يرى جلاّده ينعم بالحرية والرفاهية وربما ارتقى مؤخرا في سلّم وظيفته ..
الثورة قامت ليأخذ كل ذي حق حقّه .. لكن لم يتغيّر شيئا .
الثورة قامت لتحطّم أصنام الماضي وآلهة الظلم .. لكن لم يتغيّر شيئا ..
الثورة قامت لكن بقيت نفس الأفكار القديمة هي التي تخطط وتصنع القرار ...
لم تجرف الثورة القديم .. بل زادت من تراكمه ..
فكيف ينعم المظلوم برشفة هواء نقي والجو مازال ملوثا بالعتمة والظلمة ؟
كيف يفرح سجين الكلمة وهو يلمح الثوار الجدد يدوسون أفكاره ويرمون به عرض الحائط ؟
سؤال يجرّ سؤالا .. وحيرة تجرّ حيرة .. وصدمة تجرّ صدمة .. وخيبة تجرّ خيبة ..
ماذا بقي ؟
فلتسقط جميع الأفكار في بالوعة الثورة ..
لتنهار جميع المبادىء والقيم أمام الشرخ العظيم الذي أحدث زعزعة في النفس الصابرة ..
فليصرخ هذا المزعج باكيا :
"
بدأتُ بالتفكيرِ ثانيةً , لاأريدُ التفكير لاأريدُ التفكير لاأريدُ التفكير .."
وليهنأ ذاك الكريه الذي يسكن الطابق الثاني بعلوّ شأنه بعد الثورة ..
وليبق ذاك المسكوت عنه مختبئا في الطابق الثالث مادام هناك من يحمي صولاته وجولاته ولا يحدثنا عنها .. بل لا يعرف الوصول إليها حتى إن سعى جاهدا ..
الأستاذ القدير : أحمد النجار
قدمت لنا لوحة سريالية تداخلت فيها الأحداث وتشعبت لتصب في النهاية في جسد ذاك المنهوك بعذاب الأمس ومهانة اليوم ..
كانت لغتك تحفر في صميم هذا الواقع المتعفن ..
سعدت جدا أني كنت هنا ..
سلمت وسلم مدادك ..
ودمت بود .