عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2010, 01:20 PM
المشاركة 4
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قصة حب ـــ بقلم: أفيتيك إساهاكيان ـ ت.هراج كل سحاكيان
أنهكني الحب لكثرة ما أحببت وأصبحت قصص الحب تسبب لي نوعاً من السأم ولكن لا تزال هناك قصة حب قصيرة، غير مكتملة، تدوي في أذنيّ.. لا أدري أفي منامي سمعتها أم في يقظتي؟... كأنها حكاية قديمة نُسجت روحها الأصلية في عالم بعيد.‏
كان العازف جالساً تحت شجرة وارفة الظلال وقد أسند ربابته إلى صدره، يوقع ضربات موزونة على وترها وهو يشدو بقصة الحب هذه:‏
أقامت فتاة شابة في قلعة من القلاع وكانت بهية الطلعة رائعة الحسن، فاق جمالها جمال التمّ المتبجح على صفحة البحيرة. وكان الشاب القادم من البلاد البعيدة يجثو على ركبتيه متوسلاً بعبارات الحب أمام الفتاة المطلة من شرفة القلعة:‏
"حملني حبك على نسيان أهلي ووطني والعالم كله،‏
سعادتي منذ هذه اللحظة رهن إشارتك،‏
فامنحيني ولو نظرة واحدة"‏
ولكن الفتاة لم تكن لتصغي إلى هذا الكلام الجميل، إنما كانت مشغولة بحياكة ثوب، في الوقت الذي كانت فيه تعيد ذكرياتها حتى اليوم الذي مرّ فيه تحت شرفة قصرها، ممتطياً صهوة جواد أصيل، وبعد أن ألقى صوبها نظرة خاطفة توارى عن الأنظار مضرماً بنظرته اليتيمة تلك جذوة الحب في قلبها العذري.‏
بكت الفتاة بمرارة وهجرت القلعة مقتفية أثر فارسها الغريب وجالت عوالم كثيرة وطرقت العديد من الأبواب ولكنها لم تجد أثراً له. كان قد اختفى..‏
أما الشاب القادم من البلاد البعيدة، فلا زال يبتهل راكعاً على ركبتيه، يشدو عبارات الحب ويلتمس الشفقة:‏
"سأمكث أمام باب دارك وسأنتظركِ حتى آخر عمري، لن يفرق بيننا سوى الموت، لأنكِ حبي وحياتي ومصيري معاً".‏
إلا أن الفتاة لم تكن لتستمع لأي من هذا الكلام. كانت تحيك الثوب بيديها وتحلم... هاقد وجَدَت أخيراً حبيبها وصارحته بحبها العميق ولكن للأسف..‏
فارسها الذي طالما حلمت به، لا يشاطرها المشاعر نفسها، إنه يتجاهل نداء قلبها وهاهو يرحل للبحث عن حبه هو.. ولن يعود أبداً.‏
تمضي الأيام ولا يزال الشاب القادم من البلاد البعيدة يلتمس الحب متضرعاً...‏
اضطرب وتر الربابة وخفق بارتعاش وانقطع بغتة وبقي الشادي جالساً تحت الشجرة، مسنداً الربابة إلى صدره، بينما بقيت قصة الحب هذه غير مكتملة، وهي ما زالت تتناهى إلى مسامعي ولا أدري أفي منامي سمعتها أم في يقظتي؟.. كأنها حكاية قديمة نُسجت روحها الأصيلة في عالم بعيد.‏