عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2010, 01:09 PM
المشاركة 3
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تشارينتس يغيشة (1897ـ 1937)‏
اسمه الحقيقي يغيشة صوغو مونيان تشارينتسYEGHISHE TSHARENTS SOGHOMONIAN شاعر وناقد وناثر ومترجم أرمني بارز . ولد في مدينة قارص في أرمينيا الغربية وتلقى تعليمه الابتدائي فيها وفيها كانت محاولاته الشعرية الأولى. سافر عام 1916 إلى موسكو حيث غذت أجواء موسكو الثورية تكوينة الثوري ، فالتحق بالجيش الروسي ثم عاد إلى أرمينيا أواخر عام 1919.‏
بدأ منهجه في الشعر متأثر بالرمزية المتأصلة لدى الأرمن . كتب مجموعته الشعرية " DESILAJAMER” (ساعات رؤية ) 1915 و(TZIATZAN)" قوس قزح" 1917 ، حيث تطرق إلى موضوع معاناة الإنسان باحثاً عن المثالية في الحياة . كان الشعراء الأرمن في فترة 1910 وما بعدها يلجؤون إلى الأساطير والرؤى ليجدوا فيها حلاً لمعضلة الوجود الأرمني ، وكتعبير عن ذلك ظهرت القصيدة الغنائية المسّماة (GABOUDATSHYA HAYRENIK) "وطن ذو عيون زرق " 1915 في تبليسي TIFLIS، حيث نسج فيها تشارينتس حلم أرمينيا المستقبلي إلى جانب صورة الوطن المدمّر ومصيره التاريخي وحياة الفرد الإبداعية.‏
لم يكن بإمكان تشارينتس الوقوف في إطار الإبداع فقط أمام اللحظة المصرية في تاريخ الأرمن , بل شارك فعلياً في فرق التطوع على الجبهة 1915 ، فكان شاهد عيان على تجهيز ألوف الأرمن ومآسيهم وقد تسربت إلى شعره صور معاناة ومجازر الشعب الأرمني وتجسدت في قصائد (VAHAKN) "فاهاكن" 1916 و(MAHVAN DESIL) رؤيا الموت 1922 و(Dantea gan arasbel) "أسطورة دانتيه" 1916 التي نشرت في تبليسي. ومن الملاحظ أن شعره كان مفعما بالشكوك والحسرة والألم.‏
برع شاعر الثورة تشاريبتس في كتابة الشعر الملحمي وشعر البطولات ، فكتب ملحمة AMPOKHNERE KHELAKARVATZ "الجماهير المجنونة " 1919 والتي يمجد من خلالها الإرادة الثورية لدى الجماهير المناضلة والثائرة وسمو أهدافها.‏
أسس تشارينتس مدرسة شعرية في الأدب الأرمني خاصة والسوفيتي عامة بمضمون ثوري جديد.‏
وصدرت عام 1926رواية (YERGIR NAYIRI) "بلاد ناييري " والمؤلفة من ثلاثة أجزاء . وتعد هذه الرواية الحجر الأساس لفن الكتابة الأرمنية.‏
وتعتبر من أكثر الروايات الأرمنية تعقيداً حيث يتناول تشارينتس أحداث احتلال قارص عام 1919 ، وقد استخدم مصير المدينة الأليم ليصف للعالم معاناة الشعب الأرمني.‏
وتعتبر قصيدة (YES IM ANOUSH HAYASDANI) "أحب في حلوتي أرمينيا". في مجموعته (DAGHRAN) "كتاب الأغاني " 1922 , والتي نقدمها اليوم لقراء الآداب الأجنبية ، قمّة الشعر الوطني عند تشارينتس ، وهي مهداة إلى القيم الروحية لأرمينيا . إنَّها بمثابة وصية شعرية للحفاظ على مقدسات الوطن ، وما تزال تحظى بمكانة خاصة في الأدب الأرمني.‏
من الملاحظ أن مسحة من التشاؤم تطغى على قصائد تشارينتس . ومعلوم أنه أدخل أنواعاً جديدة من الشعر في الأدب الأرمني مثل الأنشودة والنصائح والنشيد. كما استخدم عدداً من المقاييس الفنية الشعرية الشرقية مثل الرباعيات والمخمّسات والبيت . وترجم الكثير من الآداب الأجنبية لأمثال غوتة وبوشكين وسواهما.‏
أطلق اسم تشارينتس على عدد كبير من الشوارع والمدارس في أرمينيا وسميت مدينة باسمه (TSHARENTSAVAN) "تشارينتس أفان " تخليداً لذكراه. وثمة أيضاً متحف خاص بأغراضه وأوراقه موجود في يريفان YEREVAN.وقد ترجمت مختارات من أعماله الشعرية إلى كثير من لغات العالم كالروسية والعربية وغيرها.‏
أحب في حلوتي أرمينيا‏
أحب لسان أرمينيا ، الذي غذي بالشمس ،‏
أحب تنهدات قيثاراتها القديمة ونغماتها الشجية وشكاتها المريرة ،‏
أحب زهورها الملتهبة وشذاها المسكر،‏
أحب رقصات الغانيات ، وسحرهن ورشاقتهن,‏
أحب سماءها الزرقاء الغامقة ن وبحيراتها الرقراقة ، وصفاء مياهها‏
شمس صيفها ، عواصفها الشتائية الجبلية المرعدة،‏
أكواخها المظلمة الكئيبة ، وجدرانها التي سخّمها الدخان،‏
أحب مدنها الحجرية المعمرة مدنها الدائمة الشباب.‏
أينما كنت ، فلن أنسى أغانيها الحزينة،‏
ولا كتبها المزينة بالذهب والتي توقظ القلب للصلاة.‏
هي تنزف ، وأنا أنزف أيضاً ، جراحها جراحي،‏
لكلّ معاناتها ، أرضي اليتيمة ، أحبها .‏
ليس لقلبي المفعم بالحزن في الحياة سوى أمنية.‏
وليس ثمة في العالم من هو أسطع ذكاء من كوتشاك، وناريكاتسي‏
طف العالم ، فلن تجد كالقمم التي وخطها الشيب من أرارات.‏
كم أحب طريق المجد الصعب، جبل "ماسيس "!‏
هوامش:‏
1 ـ هاياسدان: أرمينيا‏
2 ـ كوتشاك وناريكاتسي : شاعران أرمنيان معروفان من شعراء القرون الوسطى.‏
3 ـ ماسيس : اسم موضع مرتفع في جبال أرمينيا .‏