عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
20

المشاهدات
8596
 
عبير المعموري
من آل منابر ثقافية

عبير المعموري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
266

+التقييم
0.07

تاريخ التسجيل
Jun 2014

الاقامة
بابل_العراق

رقم العضوية
12965
04-07-2015, 09:50 AM
المشاركة 1
04-07-2015, 09:50 AM
المشاركة 1
افتراضي على ضفة العالم الاخر...!!!
جالت خطاها المضطربة في ارجاء الغرفة لساعات..تلوك بعض الكلمات المختلفة.. لكنها تحمل نفس المعنى.. "هناك اشياء خفية تحدث..لا اعلم كأن شخصا ما يختبئ خلف الستائر..او ربما يلمس كتفي..او..او...لست مجنونة لا تحدق بي هكذا..اجب عن سؤال واحد..لعلي انام ليلة واحدة دون ارق!.
جاءت الخادمة بكوب الماء مع حبة بندول وضعتها فوق منديل ورقي اصفرعلى مائدة الطعام ثم انصرفت على الفور.
اقتربت الزوجة البائسة من كوب الماء ارتشفت شيئا منه..ثم اضافت:
_ستبقى صامتآ طوال الوقت؟
_ نظر اليها الزوج بأستغراب والف استفهام:
_افكر!..اذ لم تر الخادمة..او اختك المقيمة معنا منذ اشهر شيئا مما تقولينه!!
_هل فقدت عقلي اذن؟..بلهجة غاضبة قالتها وحبة البندول لا تستقر في كفها المرتعشة..اشعر بالدوار ..(تساءل الزوج في قرارة نفسه ان كان بأمكانه الذهاب الى عمله هذا اليوم..ازدادت تخيلات زوجته وتفاقمت !..وقرر اخيرا ان يضرب لها موعدا مع طبيب نفسي)..بدا مرتاحا لهذا الحل..ترك مخاوفه جانبا واتجه نحو الباب.. رفع يده ملوحا لها..ابتسمت له ببرود..وبقيت تراقب خطاه المبتعدة.
استحوذ النعاس على حواسها المتعبة..وغلبها سلطان النوم على أريكة مريحة توسطت الصالون..غرقت في عالم جامد لا شيء يتحرك فيه سوى انفاسها اللاهثة خلف سراب تقترب منه دون ان تلمسه بيديها..تكالبت كوابيسها بعناد مروع..
في تلك الاثناء طرق الباب بشكل خفيف ولم يستمر طارقه اكثر من دقيقة حتى فتحت له شابة مبتسمة ..حيته بحرارة وقالت:
- على الموعد لم تتأخر!.
-مرحبآ..انا دقيق في مواعيدي دائمأ..بادلها الابتسامة ودخلا الصالون المعتم بستائرغامقة اللون لا تجرؤ شمس الصباح على اختراقها..جلس على كرسي هزاز..واخذ يقلب الصحف..بينما بقيت هي واقفة الى جانبه.. ثم قال:
-لقد نشروا خبر موتي هنا..هل قرأته؟
-اجل قرأته مراراً..أجابته بشيء من الحزن.. اعددت لك عصير الموز مع الفراولة كما تحبه..سأحضره ونعود لاكمال الحديث..
-"ولكنني لا احبه !.
ارتسمت على ملامحها علامات الدهشة لم تستطع ان تضحك وقتها ولكنها ردت بملء الاهتمام:
-والدتك قالت ذلك..بل قدمته لجميع الحاضرين.. اخبرتهم..انك تحب هذا العصير كثيرا.
-في مراسيم الدفن قدمت لهم عصير الموز؟
سادت فترة من الصمت..اطرقت برأسها الى الارض..ثم اجابت:
-اجل!
-يبدو ان والدتي جنت بعد وفاتي..ما زالت لا تعي انني اسكن في احدى مقابر المدينة..هل تصدقين انها عند الثامنة صباحا تحضر الافطار الى غرفتي..وعند الثالثة مساءا تتصل بي..لتسألني ان كنت سأتناول وجبة الغداء مع احد زملائي! ..امسك بالصحيفة مجددا وأضاف:
-لقد كنت سعيداً قبل ذلك اليوم...(قبل ان ينقلب بنا باص الجامعة..طلب اليها ان تجلس..ثم استأنف.. اشعر انني توفيت بالامس..الوقت يمر ببطىء قاتل..هل تشعرين بما اشعر؟
- يمر الوقت سريعآ عندما يمتلىء العالم بالضجيج..
قالت بصوت يتدفق يأسا وحسرة:
لم يعد احد يحترم ذكرانا!..فلم يمضي على موتي الا 10 ايام,, بينما عادت الضحكات الصاخبة تغازل افواه المقربين الى قلبي..وكأنني لم اعش بينهم عمراً!
حدقت بالساعة التي تحيط بمعصمها..انها العاشرة صباحا.. التفتت نحو الممددة على الاريكة..واكملت:
نامت منذ ساعتين ولا اظنها ستصحو الا بعد الرابعة مساءا..سابقى بقربها.
-حسناً..يجب ان اذهب الان..نهض وهو يحمل القبعة بيده..سار خطوتين متجها نحوالباب قبل ان يسمع صوتها الخفيض تودعه"ربما سنلتقي..وداعآ".
صدر صوت اغلاق الباب..بينما ارتفع صوت شخير مزعج اجبرها على صعود السلم والتوجه الى الطابق العلوي بعد رحيله بدقائق!.


حتما..طريقي صعب..ولكنني يقينآ..سأكون!
عبير المعموري