عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2016, 09:05 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
استاذة نريمان
- اسمح لي أولاً أن أناديك باسمك الحقيقي ( خليل)
لا مانع طبعا ويسرني ذلك كثيرا .

- لمَ لمْ تترك والدتك أية صورة أليس هذا غريباً ؟! في زمن يوثق الناس كل لحظات أعمارهم بالصور ..؟


والدتي توفيت رحمها الله عام 1956 ولك ان تتخيلي ماذا كانت عليه الحال في الريف الفلسطيني في تلك السنوات وربما ان ذلك صعب عليك تخيله لانك تنتمي الي جيل لاحق ومن سكان المدينة وربما انك ولدت في الكويت على ما اذكر .
في تلك الايام كانت فلسطين تعاني من اثر النكبة وما خلفته من كوارث ولا بد ان الفقر كان السمة الغالبة فقد عرفت مثلا ان والدتي كانت مريضه وحتى يتمكن والدي من علاجها اقترض 5 دنانير اردني من احد الاشخاص المرابين ولا بد ان ذلك كان خياره الوحيد ورهن مقابل الخمسة دنانير كرم زيتون ربما يزيد حجمه عن خمس دنمات وما لبث ان استولى ذلك الرجل على كرم الزيتون .
وحتى لو وجد التصوير في ذلك الوقت فحتما كان مقتصرا على اصحاب المال والنفوذ او لنقل ابناء المدينة ربما ولو انها لم تكن تختلف كثيرا في أحوالها عن الريف. ولا تنس ان العادات والتقاليد كانت ربما تمنع المرأة الريفية من ذلك الزمن ان تقف امام الكاميرا ؟! ربما ؟! كما ان الوصول الي اقرب مدينة وهي نابلس وتبعد 20 كيلومتر كان صعبا وغالبا اما انه كان يتم على ظهور الدواب ( الخيل والحمير ) أو سيرا على الأقدام. وقد قيل لي ان ابنة عمة لي كانت قد ارتفعت درجة حرارتها في نهاية الاربعينات فحملها والدي الي الطبيب في المدينة لكن الحرارة كانت قد تمكنت منها قبل وصولها الي الطبيب.
اتصور ان الطفرة في التوثيق والتصوير حدثت بعد الاحتلال اي بعد العام 1967 حيث كان لزاما الحصول على بطاقة هوية لكل مواطن . علما ان اقدم صورة لي شخصيا وجدتها ضمن بضعة صور أخذها ابن عمة لي وهو مدرس وقد أخذت في بداية الستينات واتصور انه حصل على الكاميرا من العراق حيث كان يعمل اخاه الاكبر .
.