عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2012, 02:58 PM
المشاركة 6
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
صفات وقدرات اليتيم مصطفى بطل رواية" موسم الهجرة الى الشمال" في المدرسة:

ثم يخبرنا مصطفى انه وعلى الرغم أن الناس كانت لا ترغب في المدارس حيث كان الناس يخفون أطفالهم عن مندوبي الحكومة الذين يحاولون استقطاب الأطفال إلى المدارس وعلى اعتقاد منهم أنها شر عظيم ، لكن مصطفى وافق على الالتحاق بالمدرسة بعد أن عرض عليه شخص كان يركب فرس بينما هرب الأطفال الآخرون عندما شاهدوا مندوب الحكومة.

ويصف مصطفى أن انضمامه إلى المدرسة كان نقطة تحول في حياته، حيث كان ذلك أول قرار يتخذه في حياته بمحض إرادته.

ويقول انه انصرف إلى الدراسة بكل طاقاته لتلك الحياة الجديدة ويقول:
" وسرعان ما اكتشفت في عقلي مقدرة عجيبة على الحفظ والاستيعاب والفهم. أقرأ الكتاب فيرسخ جملة في أذني. ما البث أن أركز عقلي في مشكلة الحساب حتى تتفتح لي مغالقها، تذوب بين يدي كأنها قطعة ملح وضعتها في الماء. تعلمت الكتابة في أسبوعين، وانطلقت بعد ذلك لا ألوي على شيء. عقلي كأنه مدية حادة، تقطع في برود وفعالية. لم أبال بدهشة المعلمين وإعجاب رفقائي أو حسدهم. كان المعلمون ينظرون إلي كأنني معجزة، وبدأ التلاميذ يطلبون ودي. لكنني كنت مشغولا بهذه الآلة العجيبة التي أتيحت لي وكنت باردا كحقل جليد، لا يوجد في العالم شيء يهزني".

ويضيف مصطفى في وصفه لمرحلة التعليم بعد انضمامه إلى المدرسة:
" طويت المرحلة الأولى في عامين، وفي المدرسة الوسطى اكتشفت ألغازا أخرى، منها اللغة الانكليزية. فمضى عقلي يعض ويقطع كأسنان محراث. الكلمات والجمل تتراءى لي كأنها معادلات رياضية، والجبر والهندسة كأنها أبيات شعر. العالم الواسع أراه في دروس الجغرافيا، كأنه رقعة شطرنج".

وحيث أن المرحلة الوسطى كانت أقصى ما يمكن أن يحصل عليه في التعليم في السودان في تلك المرحلة انتقل إلى الدراسة في مصر بمساعدة مدير المدرسة الانجليزي، والذي رتب له العيش لدى عائلة انجليزية تبنته لعدم إنجابها الأولاد ورتب له منحة دراسية في مدرسة ثانوية في القاهرة. ذلك المدير الذي قال له "هذه البلد لا تتسع لذهنك فسافر".

ويصف مصطفى ما تلقاه من مساعدة بقوله:
" وهذه حقيقة في حياتي، كيف قيضت الصدف لي قوما ساعدوني وأخذوا بيدي في كل مرحلة، قوما لم أكن أحس تجاههم بأي إحساس بالجميل. كنت أتقبل مساعداتهم كأنها واجب يقومون به نحوي".

وسافر مصطفى وهو في سن الثانية عشرة تقريبا إلى القاهرة وحده بعد أن ودع أمه "بلا دموع ولا قبل ولا ضوضاء" كما يقول، تلك الأم التي لم يرها بعد ذلك اليوم رغم أنها ماتت في وقت لاحق وهو يتابع دراسته في انجلترا والتي سافر إليها بعد إنهاء دراسته الثانوية، مما جعله منذ سن الثانية عشرة يتيم الأب وألام ومن دون أهل يعيش عند عائلة بديلة تنبته بعد سفره من السودان مسقط رأسه إلى مصر للدراسة.

وفي القطار التقى مصطفى برجل تحدث معه باللغة الانجليزية فأجبته فدهش الرجل ويصف مصطفى ذلك الموقف كما يلي:
" أذكر أنني جلست في القطار قبالة رجل في مسوح وعلى رقبته صليب كبير أصفر. ابتسم الرجل في وجهي وتحدث معي باللغة الانجليزية، فأجبته. اذكر تماما أن الدهشة بدت على وجهه واتسعت حدقتا عينيه أول ما سمع صوتي. دقق النظر في وجهي وقال لي ( كم سنك؟) فقلت له خمسة عشر. كنت في الواقع في الثانية عشرة، لكنني خفت أن يستخف بي. فقال الرجل إلى أن تقصد؟ فقلت له إنني ذاهب للالتحاق بمدرسة ثانوية في القاهرة.فقال وحدك؟ قلت نعم. نظر إلي مرة أخرى نظرة طويلة فاحصة، فقلت له قبل أن يتكلم ( إنني أحب السفر وحدي. مم أخاف؟ حينئذ قال لي جملة لم احفل بها كثيرا وقتذاك. وأضاءت وجهه ابتسامة كبيرة وأردف: انك تتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة مذهلة)".

وهذه صفات وقدرات مصطفى الدراسية والتي يمكن تلخيصها بما يلي :
- رغبة جامحة في الدراسة واستعداد لتكبد المشاق في ذلك السبيل.
- قدرة على اتخاذ القرارات المصيرية في سن مبكر.
- إقبال على الدراسة والمعرفة بكل طاقة.
- امتلاك مقدرة عجيبة على الحفظ والاستيعاب والفهم.
- فهم واستيعاب وإتقان كل المجلات العلمية والأدبية.
- تعلم الكتابة في أسبوعين.
- عقله كأنه مدية حادة تقطع العلوم في برود وفعالية.
- انجاز دراسي حد الإعجاز أدهش القاصي والداني واستثار إعجاب وحسد الرفاق.
- المعلمون ينظرون إليه كأنه معجزة، والتلاميذ يطلبون وده.
- انشغال في الدراسة وما يمكن للعقل أن يقوم به من استيعاب للمعارف.
- باردا كحقل جليد، لا يوجد في العالم شيء يهزه.
- أنجز المرحلة الابتدائية في عامين.
- سهولة في تعلم اللغة الأجنبية.
- عقل يعض ويقطع اللغة الأجنبية كأسنان محراث.
- العلم الواسع يراه كأنه رقعة شطرنج.
- امتلاكه قدرات ذهنية واضحة تجعله يتميز على أقرانه من نفس السن وحاجته لمستوى أعلى من البرامج التعليمة.
- لا يجد غضاضة في السفر وتحمل المشاق في سبيل التحصيل الدراسي والمعرفي.
- الناس تهب لمساعدته والأخذ بيده في كل حقبه من سني حياته.
- عدم إحساس بالجميل تجاه مساعدة الناس وكأنها واجب يقومون به تجاهه.
- مجرد من العاطفة يودع عن السفر اقرب الناس إليه بصمت وبلا دموع أو ضوضاء.
- شخصية مدهشة حتى في سن الثانية عشرة.
- صوت مؤثر للغاية في المتلقي.
- حب للسفر على انفراد.
- عدم الشعور بالخوف حتى في المواقف الصعبة والسفر والوحدة.
- بروز قدرات عبقرية خاصة في مجال إتقان اللغة الأجنبية حتى الإذهال.

يتبع،،