عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2014, 01:39 AM
المشاركة 44
احمد سليم العيسى
الشاعر الأمي العربي الغضب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
[TABLETEXT="width:90%;background-color:black;"]




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
[marq="6;up;1;scroll"]قصرٌ مِن جليد
[/marq]





قصرٌ رُخاميّ مُذّهب ..غُرَفٌ واسِعةٌ مُزخْرَفة .. سُلّمٌ طويل يفْصِلُ الطابق العلويّ عن الطابق السُفليّ فتح الابن البكر الباب و صرخ فرحاً …
يا الله !! ياللجمال !! فرد جناحيه و طار و هو يضحك .. سنلعبُ هُنا كثيراً يا أبي .. أليس كذلك ؟؟
:
هزّ الوالد رأسه جذِلا و هو يرى أبناءه يَعُّبُّون الفرحة عَبّاً .. يكادون منها اختناقاً ...
و لَم يفّكر أنّ هذا القصر الكبير سينوح حُزناً على ساكنيه ..و يُكسِّر أرواحَهم ...الواحد تلو الثاني ….
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
:
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- غُرفة جلوس ...!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- جهاز تكييف ..!
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- سرير ...!!
- كُفّي يا [ جليلة ] دعي أباكِ يرينا البيت ..( تصْرُخ فيها الغالية )
- دعيها يا غالية فبراءتها قاتِلة ...!
:
ذاتِ سنواتٍ ثمان ببراءة بنت الست تركض و تقفز و تصرخ و تضحك للصدى
- و ما هذا يا أبي ؟؟
- مزرعة لتلعبي فيها
- يا سلاااااااااام ( تصرخ بصوت مرتفع )
- تعالي أريك غرفتك ..
- حسناً ... حسناً ...
- ماذا تتوقعين أن يكون لونها ؟؟
- وردي !!
- شبيكِ لبيكِ .. بابا يحقق أمانيكِ …!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

- أغمضي عينيكِ ...
- ياااااه ... أبي ... غرفة جميلة ..! شكراً ..( ارتمت بين ذراعيه)
- تستحقين أكثر يا معجزتي الصغيرة ..
سجّاد ناعم وردي يغلل الغرفة بلون حالِمٍ جميل ..
ستائر عليها رسومات لتيجان حائط مدهون بلون وردي فاتِح ،
وملصقات لأميرات ديزني متناثرات هُنا و هُناك ...نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
:
- لمَ سريرين يا أبي ...
- معكِ أختكِ [ جميلة] ..
- هاه ؟؟ لكن ...
- [ جميلة ] تحبّك يا [ جليلة ]
- إنّها لا تفعل يا أبي .. تنظرُ إليّ شذراً طوال الوقت .. و تسميني غبيّة ..
- لذلك وضعتكما في ذاتِ الغرفة ربما تتوصلان لحل مع علاقتكما الغريبة
- ( اغرورقت عيناها بالدموع ) ... أبي ؟؟
- لا أريد أن أسمع أكثر عن هذا الموضوع .. لو سمحتِ ..لأجلي ..
- حاضر أبي
- ارفعي رأسك يا صغيرة أنيري البدر بابتسامتكِ هيا ...!
- ( تبتسمُ بارتجافةٍ في طرف شفتها السفلى )
- هذه ابنتي الحلوة ..!
:
جلستْ على طرف السرير تفكّر .. جلبت الخادِمة حقيبتها و شرعت ترتب ملابسها في خزانةٍ كبيرة ..
سَرَحت في الملابِس .. نعم [ جميلة] تكرهها و تنتظِر خطأها في أي شيء كي تهوّل الأمر و توصله للغالية انتظاراً لِعقاب مؤلِم لها ..
تنهّدت و رفعت بصرها
:
- هذا سريري .. ذاك سريرك يا غبيّة ..
- حسناً .. كما تريدين ...
- لا تجلسي عليه .. لا أحب أن يتسخ ..
- لستُ قذرة ..
- اصمتي .. أف منكِ لا أدري لِم وضعنا أبي في غرفة واحدة ..
- اسأليه ..
- أنا ؟؟ لا .. أبي لا يحبني بل يحبّك أنتِ يا .... يا بسبوسة ( باستهزاء)
- و أنا أحبه ..( تبدأ دموعها بالانهمار )
- كُفّي يا غبية ارتدي ملابس النوم و نامي ...
- سأفعل ما يحلو لي ..
- اذهبي إلى أبيك دعيه يهدهدك كما يفعل دائماً ..
- أنا كبيرة و عاقِلة و سأخرج ..
:
تهدج صوتها ... تدافعت الدموع إلى مقائيها شلالاً من نار ..
جسدها مشتعِل و التنهيدات تهزّها .. نزلت من الطابِق العلوي مروراً بالصالة إلى خارِج المنزل
اختارت نخلة قصيّة و بكت تحتها حتى تورمت أهدابُها ..
سمِعت صراخ الوالِد يناديها مِن بعيد فخرجت مِن مخبئها ..
:
- أنا هُنا بابا ...
- أوه ... لا تفعلي هذا يا حبيبتي ...[ و ضمّها إلى صدره ][ أمسَك جديلتها الطويلة و هو يقول] : انظري قد اتسخ شعرك ..
- أنا آسِفة بابا
- اششششش اهدئي ...
و قبل أن تشعر غطّت في نومٍ عميق ...
:
- صباحٌ جميلٌ
- صباح الخير أبي [ و هي تقبّل رأسه ]
- تعالي اجلسي و تناولي الفطور
- أريد الحليب فقط
- أين [ جميلة ] ؟
- آتيّة ...
- و كيف ليلتكما ...
- أمممم... جيدة ..!
- طيّب الحمدلله [ جميلة ] .. يا [ جميلة ]...
- نعم يا أبي
- تعالي و كُلي شيئاً يا ابنتي السائق ينتظر ...
- حسناً ...
:
تقف و تتجه إلى الباب .. تفتحه و تتنفّس بعمق و تنظُر جيداً إلى هذا القصر الكبير ...
مزرعة بألوانٍ خلابة سرقها الربيع و أسكنها هُنا و رحل ... أرجوحة .. لعبة حِبال ..
و الكثير مِن العصافير ..
- صباح الخير شمس الدين ..!
- هلا لولو هل أشغل السيارة ؟؟
- لا ..لا ... سأنظر إلى الحديقة
- يهزّ رأسه أن نعم .. افعلي ما يطيب لكِ ..
تجلِس على الدرج تتأمّل و لا تلاحِظ أن هْناكَ مَن يراقِبها مِن بعيد و يحصي تحركاتها ...
و يبتسِم بخُبثٍ لا تملكه هذه الطاهِرة الصغيرة .


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


[ ذَاتْ ]- سيرةٌ ذاتيّة



[marq="6;right;1;scroll"]جليلة ماجِد
[/marq]


[/TABLETEXT]