عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2015, 11:41 PM
المشاركة 250
هند طاهر
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هولوكوست بلفور .. إبادة شعب
03/11/2015

بقلم: بقلم / د. عبير عبد الرحمن ثابت


ما قام به وزير الخارجية البريطانى آرثر جيمس بلفور من تقديم وعد لليهود بمنحهم وطن في فلسطين، يتجاوز الهولوكست المزعوم بحق اليهود في ألمانيا في عهد النازية، فهولوكست بلفور تم فيه الحكم بالتشريد والتهجير لشعب بأكمله أي إبادة سياسية واقتصادية واجتماعية بحق شعب كامل تم خلالها منح وإقامة وطن ليهود مشردين وصهاينة وعنصريين جاءوا من كافة ارجاء العالم الى فلسطين، ولا مقارنة بين أبرز حادثتين في القرن العشرين وعد بلفور والمحرقة ، فوعد بلفور الذى يصادف الثاني من تشرين الثاني من كل عام، والذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، اليهود الذى لا يزيد عددهم عن 5% من مجموع سكان فلسطين، ونتيجة لهذا الوعد ارتفع عددهم من خمسين ألف مهاجر إلى ستمائة وخمسون ألفاً يحملوا أكثر من سبعين جنسية قادمة من كل العالم وحرم الفلسطينيين من وطنهم وسط صمت دولى وإنكار عالمى لأصحاب الأرض الأصليين، بينما الحدث الثانى المحرقة اليهودية في عهد الحركة النازية، والذى تم فيها ابادة عدد كبير من يهود اوروبا خلال الحرب العالمية الثانية حسب الرواية اليهودية ، والروايات عديدة في صحة هذه الحادثة، وقد وظفها اليهود على نطاق واسع كوسيلة للتعاطف السياسى معهم، وقاموا بتهويل وتضخيم هذه الحادثة إلى أن أصدرت الأمم المتحدة عام 2005 قرار باعتبار يوم 27 كانون الثانى من كل عام ذكرى لتلك المحرقة، وبالرغم من نفى العديد من المؤرخين هذه المحرفة بالوقائع والإثباتات خاصة غرف الغاز الذى يدعيها مروجى المحرقة اليهودية، وقد أاكد البعض أنها كانت لتشجيع اليهود للهجرة إلى فلسطين، وهناك روايات تؤكد على اتفاق الهافارا الاقتصادية ما بين اليهود والنازية لتهجير يهود المانيا إلى فلسطين وذلك في عام 1933، وعليها قد تعاطف العالم بأكمله مع اليهود وقدموا المساعدة والدعم لهم بإقامتهم لدولتهم الاسرائيلية في فلسطين، وقد دفعت المانيا تعويضات لليهود الناجين من الهولوكوست ولدولة اسرائيل وما زالت اسرائيل تبتز المانيا والعالم بهذه المحرقة الغير مؤكدة تاريخياً .

حدثان تعامل العالم معهما بعنصرية، وعد بلفور الذى وافقت عليه أمريكا وفرنسا وايطاليا رسمياً وكذلك اليابان، وفى عام 1922وافق مجلس عصبة الامم المتحدة على مشروع الانتداب، وما ترتب عليه من نتائج كارثية لحقت بالشعب الفلسطيني السكان الأصليين للأرض، وتشريدهم وقتلهم والتنكيل بهم وتغريب لهم في كافة أرجاء الارض وفتور عالمى بما يحدث لألاف اللاجئين الفلسطينيين الذين اغلقت العديد من الدول ابوابها في وجههم، وقد تعامل العديد معهم على ان قضيتهم مشكلة انسانية يجب حلها في هذا الاطار، لولا صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني واصراره على انتزاع حقوقه السياسية، بينما هولوكوست هتلر ما زالت ليومنا هذا منظمات حقوق الانسان والمجتمع الدولى تندد بهذه الحادثة الذى حققت لإسرائيل الكثير من اهدافها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .

هولوكوست هتلر فتح لليهود أبواب العالم، وأصبح الجميع يبحث عن وسائل لتبرير هذه المحرقة المزعومة، ومنحهم وطن على أرض فلسطين وهم ليسوا سكانها ولم يتجاوزوا الخمسين ألفاً وقتها، بينما هولوكوست بلفور شرد الشعب الفلسطيني لما يقارب القرن والذى تجاوز تعداده آنذاك 650 الفاً، وقد تجاهلهم هذا الوعد النازى ولم يعترف إلا ببعض حقوقهم المدنية والدينية وتجاهل حقوقهم السياسية والاقتصادية، ومنعهم من إقامة وطنهم على أرضهم وأرض أجدادهم .

الحقوق تنتزع ولا توهب ولا يضيع حق خلفه شعب يَرِث جيل بعد جيل مفاتيح الوطن بانتظار العودة إلى الديار، ويقدم أبنائه شهداء وجرحى وأسرى لانتزاع حقه من أولئك النازيين الذين يثبتوا يوماً بعد يوم عن عنصريتهم وحقدهم وكراهيتهم لكل ما هو انسان، وما يقوم به أبنائنا في القدس والخليل وكافة مدن وقرى الضفة الغربية من مقاومة لهذا المتحل الغاشم هو تأكيد على اصرارهم لانتزاع حقوقهم المشروعة لإقامه دولتهم المستقلة الذى كفلتها كافة المواثيق والشرائع الدولية .

المـرء ضيف في الحــــياة وانني ضيف


كـــــــــذلك تنقــــــضي الأعمـــــــــار،


فإذا أقمــــــــت فإن شخصي بينكــــم




وإذا رحلت

فكلمــــــــتي تذكـــــــــــار