عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2010, 07:45 AM
المشاركة 42
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الذكر في الغفلة)
-------------------------------------
إن من المحطات التي يحتاج فيها المؤمن إلى مراقبة مضاعفة ، وإلى تأمل شديد :
لحظات ومجالس الغفلة عن ذكر الله عز وجل ..
فالإنسان الجالس في بيت من بيوت الله – عز وجل - هو في جو مذكر ..
ولهذا عندما يكون في المسجد الحرام ، يستحب له النظر إلى الكعبة ، حتى لو لم يكن ذاكرا ، فالذكر له مزية أخرى ..
ولكن المستحب هو النظر إلى الكعبة ، في غير صلاة ولا قراءة للقرآن الكريم ..
معنى ذلك أن أجواء المسجد الحرام ، والمكوث في المسجد الحرام ، من موجبات حياة القلب ورقته .

والعكس هو في المجالس التي هي في قبال مجالس الذكر :
كمجالس الأعراس ، أو اجتماع أهل الباطل على مائدة مثلا !..
الإنسان أحيانا يمكنه أن يجنب نفسه هذه المجالس ، فإذا رأى الجو لاهيا ساهيا ؛ يخرج باختياره ..
ولكن - بعض الأوقات - يبتلى الإنسان بحرج اجتماعي ، فلا يمكنه الخروج بسهولة ..
عندئذ المؤمن المراقب يحتاج إلى جو مضاعف من الذكر والالتفات القلبي .

ماذا نعمل في هذه المجالس ؟..
أولاً :
إن الالتفاتة الإلهية للعبد ، هي التفاتة ثابتة في كل الحالات ..
رب العالمين كما ينظر إلى المسجد ، ينظر إلى مجالس الحرام .. فالأكوان متساوية المثول بين يديه تعالى ؛ أي كل ما في الوجود بين يدي الله عز وجل ..
رب العالمين ينظر إلى المحراب ، وينظر إلى أماكن الحرام ؛ بمعنى أن النظر الإلهي ، والعين الإلهية المراقبة ؛ هي عين واحدة ..
وعليه ، فإنه لا فرق في هذه الرقابة الإلهية ، بين مجالس الطاعة ومجالس المعصية ..
وهذه الالتفاتة إلى النظرة الإلهية ، من موجبات انضباط العبد .

ثانياً :
نحن مأمورون بمضاعفة الذكر في مجالس الغفلة ..
فرق بين أن يكون الإنسان ذاكرا مع الطائفين ، أو مع الساعين ، أو مع الواقفين بأرض عرفة .. وبين أن يطلع رب العالمين على الأرض ، ليرى قوما غافلين في مجلس لهو أو حرام ، وهناك مؤمن في زاوية ، وهو يعيش الذكر الإلهي ..
من الممكن أن ينظر رب العالمين إلى هذا العبد نظرة لطف ..
إن الذي يقاوم الأعداء ويصمد أمامهم بينما يفر القوم ، هذا الإنسان له تميز ، وهو بعين الله عز وجل ..
كذلك الذاكر بين الغافلين ، أيضا له تميز في هذا المجال .

ثالثاً :
إن الإنسان بإمكانه أن يشغل نفسه بالذكر الخفي ، عن النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلم ) قال :
( خير الذكر الخفيّ ) ..
و

( لا إله إلا الله )
ذكر شريف ، وامتيازه :
أن الإنسان يستطيع أن يلهج به دون أن يحرك شفيته ..
وبالتالي ، فإنه من الممكن أن يعوض هذه الغفلة في مجالس الغافلين ، بأن يشغل نفسه بهذا الذكر ، دون أن يشعر به أحد ؛ لئلا يتهم بالرياء .. فيخرج من ذلك المجلس ، وقد كتب في عداد الذاكرين .

20 / 9 / 2010