عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-2015, 02:17 PM
المشاركة 242
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الشيخ عبدالله الوابل على يسار الملك فهد بن عبدالعزيز رحمهما جميعا .

عبدالله الوَابِل

هو عبدالله بن يوسف بن عبدالله بن علي الوابل ،والوابل بفتح الواو و كسر الباء أسرة مشهورة في شمر من فخذ سنجارة ، وسنجارة فخذ من فخوذ قبيلة شمر، ولد الشيخ العلامة الوابل في محافظة البكيرية بمنطقة القصيم بتاريخ الثاني والعشرين من شهر جمادى الآخرة من العام الثامن والعشرين بعد الثلاثمائة وألف من الهجرة.
وفي بداية تلقيه للعلم حفظ القرآن الكريم وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره على فضيلة الشيخ محمد بن علي آل سلمي «رحمه الله» ثم درس على الشيخ رميح بن سليمان آل رميح «رحمه الله» وأيضا درس على الشيخ عبدالرحمن سالم آل كريديس «رحمه الله» ثم ابتدأ في قراءة العقائد وكتب الحديث والفقه على الشيخ حمد بن سليمان آل بليهد قاضي البكيرية آنذاك «رحمه الله» ومن ثم درس على الشيخ محمد آل مقبل «رحمه الله» ودرس عليه عمدة الأحكام وبعض المتون الأخرى بعد انتقاله اليه في قريته المعروفة بالمنسي من خبوب بريدة، وفي سنة 1345ه لازم الشيخ محمد بن عثمان الشاوي «رحمه الله» الذي كان قاضيا للمجاهدين آنذاك سلطان بن حميد وجماعته أهل سنام الغطغط ثم بعد ذلك رجع الى البكيرية وبدأ طلاب العلم يدرسون عليه من مدينة البكيرية ومن غيرها من مدن القصيم بعد اجازة شيخه له بالتدريس.
وعلى إثر ذلك انتقل الى العاصمة مدينة الرياض لاستكمال البعض من دراساته السابقة ومراجعة البعض من المتون والأسانيد على سماحة العلامة والفقيه الفهامة فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ «رحمه الله» مفتي الديار السعودية وعلامتها ورئيس قضاتها ويقال إنه ذات مرة سأل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» مستفسراً من سماحة المفتي فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ «رحمه الله» عن أبرز وأكبر وأذكى تلامذته فأجابه بأن كل تلامذتي فيهم الخير والبركة والكل منهم مجتهد في طلبه للعلم وحريص على تحصيله والاستزادة منه ويأتي في مقدمتهم ثلاثة من الأذكياء اثنان كفيفان وواحد منهم مبصر وسأل الملك يا شيخ محمد ومن هم هؤلاء الثلاثة؟
قال أقصد بالاثنين الكفيفين هما:
1 الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار علمائها.
2 الشيخ عبدالله بن محمد بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى «سابقا» «رحمهما الله».
وأما المبصر فهو الشيخ عبدالله ين يوسف الوابل «رحمه الله» وبالفعل كان لهؤلاء الثلاثة مكانة خاصة عند سماحة شيخهم ويختصر بهم ويجلس وإياهم جلسات علمية خاصة ليقرأوا عليه أمهات الكتاب والمطولات من المتون والمراجع بدليل أنه إذا سافر سماحته أو انشغل لأي سبب من الأسباب التي تمنعه من القاء دروسه والتفرغ لتلامذته من طلاب العلم فإنه ينيب أحد هؤلاء الثلاثة تدريسا وتعليقاً وتوضيحا لبعض المسائل المهمة الملقاة في احدى الجلسات والدروس العلمية وأحيانا أخرى يكون التناوب دوريا فذات مرة يكون الشيخ ابن باز بالنيابة وفي مرة أخرى يكون الشيخ ابن حميد بالنيابة وفي مرات أخر يكون الشيخ الوابل بالنيابة وهكذا ومكث على هذا المنوال في تلقيه للعلم على سماحة شيخه الى ان رشحه قاضيا وهو من أقدم القضاة في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله» وأول توليه للقضاء كان في عام 1353هـ إذ إنه صار قاضيا في حوطة بني تميم ورئيسا لمحاكمها وطلب الاعفاء من القضاء لكن سماحة رئيس القضاة أصر عليه بالبقاء في القضاء في الحوطة أو إذا كان ولابد فعليه اختيار أي منطقة أو أي مدينة من مدن المملكة يريد الانتقال اليها ولما علم أهالي الحوطة عن اعتزام شيخهم وقاضيهم بالنقلى عنهم الى مكان آخر ذهب وفد منهم من كبار شخصياتهم وقابلوا أولا سماحة مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ «رحمه الله» مطالبين سماحته بألا ينتقل فضيلة الشيخ عبدالله بن يوسف الوابل «رحمه الله» عنهم لأنهم لا يريدون غيره وقال لهم سماحته ان هذا الأمر راجع لفضيلة الشيخ الوابل بعد ذلك ذهب الوفد ثانيا الى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله» مطالبين بأن يثبت فضيلته لديهم وقال لهم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله » ما نصه:«القضاة لهم رئيس وأنتم عليكم بمراجعة رئيس القضاة».
وبعد مضي سنوات مكثها في حوطة بني تميم من 1353ه الى 1360هـ تم انتقاله الى أبها وصار رئيسا لمحاكمها أوائل الستينات الهجرية وفي الفترة التي تولى القضاء فيها كان أمير أبها في ذلك الوقت معالي الأمير تركي السديري «رحمه الله» وكانت العلاقة بينهما كأحسن علاقة تربط قاضي البلد بأميرها وأمير البلد بقاضيها وكل منهما يحترم ويقدر الآخر مثل محبة الأخ لأخيه بل وزيادة لأن كل واحد منهما «رحمهما الله آمين» يحب الآخر في الله والعلاقة التي تربطهما ممتازة بل وأكثر من ممتازة .
والشيخ«رحمه الله» كان في قضائه يسعى الى الصلحب ين الناس امتثالا لقوله تعالى: «والصلح خير..» الآية» ومكث على هذا المنوال رئيسا لمحاكم منطقة عسير من 1361هـ حتى 1371هـ أي قبل وفاة الملك «عبدالعزيز رحمه الله» بقرابة السنتين إذ إنه طلب اعفاءه من القضاء وحصوله على التقاعد وذلك من أجل ان يتفرغ لعبادة الله «سبحانه وتعالى» بل هو في عبادة وان تقاعد عن رئاسة محاكم منطقة عسير إلا أن القضاة يرجعون اليه في كثير من مسائلهم القضائية ويستشيرونه بل انهم لا ينظرون فيها فضلا عن قضائهم إياها إلا بعد أخذ رأي فضيلته فيها بالاضافة الى هذا وذاك كان هو المفتي العام للمنطقة الجنوبية بأكملها وإماما لمسجد «حي مناظر» بأبها ويعتبر هذا المسجد هو النواة الأولى للمدرسة السلفية التي أسسها في مدينة أبها برئاسته وهي البداية لمدارس تحفيظ القرآن الكريم إذ إنه «رحمه الله» رئيس الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة وتعنى هذه المدرسة السلفية بالقرآن الكريم وعلومه التفسيرية وبالسنة النبوية المطهرة وعلومها بل وسائر العلوم الشرعية والفقهية والعربية والتاريخية... الخ وقد خصص «رحمه الله» مكانا خاصا للمدرسة السلفية المذكورة أعلاه ومأوى يرتاده طلابها وبالأخص القادمون من خارج مدينة أبها ليتفرغوا لطلب العلم وتحصيله واتقانه وذلك من ماله الخاص بالاضافة الى الاعانة السنوية التي تقدمها وزارة المعارف .

تتلمذ على يديه يرحمه الله الكثير من طلاب العلم عشرات الطلاب بل يصلون الى المئات والبعض منهم تولى مناصب مهمة في الدولة والبعض الآخر أسند اليه أعمال قضائية ودعوية بالاضافة الى الأعمال التدريسية والادارية.

و الشيخ الوابل يمتاز بالزهد و الورع و دوام الذكر لله تعالى ، قال عنه الشيخ الدكتور سعيد بن مسفر القحطاني في مقابلة على قاناة روتانا في برنامج ( لقاء الجمعة ) مع المقدم عبدالله المُدَيْفِيْر:
( سألني الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز عن الشيخ الوابل فقلت له: ما رأيت أذكر منه لله قط ، فقال لي: هذا العهد به من حين سن الطلب للعلم ).*
و الشيخ سعيد كان يسكن بمدينة أبها مدينة الوابل قبل أن ينتقل الشيخ سعيد للعيش بمكة طلبا لاستكمل العلم.

مرض الشيخ و نقل للرياض للعلاج حيث توفي ودفن بها ، و كانت وفاته قبيل فجر الثاني و العشرين من شهر صفر من عام 1422 هـ عن_ (91 عاما ) _ واحد و تسعين عاما.
رحمه الله رحمةواسعة.
_________________________________
استندت في هذه الترجمة على مقالة لكاتبها
الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم بن سليمان الوابل و ردت في جريد الجزيرة السعودية في عددها رقم : ( 10494) و الصادر في يوم الجمعة الأول من شهر ربيع الثاني ل لعام 1422 هجري.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا