الموضوع: ماذا سأكتب؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2021, 02:22 AM
المشاركة 134
ياسَمِين الْحُمود
(الواعية الصغيرة)
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي
الحضور المميز الألفية الثانية الإداري المميز الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى وسام الإدارة التكريم الكاتب المميز 
مجموع الاوسمة: 9

  • غير موجود
افتراضي رد: ماذا سأكتب؟
تمر بك أيام تزدحم وتكتظ بغيرك، وتظن أنك لن تنجو، لن تنجو من كل هذه الفوضى التي تكتظ فيك.
أهناك حقاً ما هو بمقدوره أن يذهب بك أو يُذهب بكل ما بك!!
هل هناك فرصة للنجاة…!!
تحدثت إليه، ربما كان آخر حديثهما وآخر عهد لصوتيهما…!!
ألا أنه لم ينقطع ولا تزال خيوط صوته تمتد نحو جيدها وصرير أنفاسه يتهشم في صدرها وهو يقول لها بكل هدوء(( أيقوى قلبك عني السفر ))…!!
قالها وهنا انتهى كل مالم يقال، ومكث كل ماقيل في نبضها ساكناً.
لم تكن تعلم أنها ستسافر لا أحد كان يعلم…!
وفي طريقها كتبت : في كل سفر تذهب إليه بقلبك وروحك فإنك ستجد فيها نفسك نحو نفسك تتجه، تتعمق فيك وتتجذر لتصير لك أرضاً راسية.
في كل سفر ستفقد جزءاً هشا منك وستجد جزءا آخر ينمو فيك ويربت عليك، سيتلاشى جزءٌ مهترئٌ ويتلبسك جزءٌ آخر يريك اتساع نفسك وعمقها.
سافر كلما ازدحمتَ بالحياة. واكتظت مشاعرك بالناس.سافر لتصفو مشآرب روحك وتتجلى لك نفسك من بين ركام الحياة…
لاتحمل هم الطريق، ففي الطريق ستجد صورة منك، صورة من رحلتك الحقيقية فما أنت فيها سوى عابر سبيل.
سافر ففي الطريق ستجد متسعاً لتسمع صوتك دون أن تمل سماعه، سيكون هو حديثك ومحدثك، صديقك ورفيقك، سترى ما أنت عليه ونحو ماذا أتيت…!!
سافر فتحت كل سماء وفوق كل أرض تسير عليها ستجد آلاف المعاني والعبر…!
سترى نفسك في كل غيمة ،وتتساءل كم هي تشبه قلبك الأبيض الذي مسّته لوثة الفوضى والازدحام…
سافر وستجد الأرض ليست التي تراها أسفلك، بل ستجد نفسك ممتد داخلها كجذور شجرة أصلها في الأرض وأغصانها تصافح السماء ستمشي وتراها تمشي معك، فهي منك وأنت منها..
سافر سترى مالاتراه في مُقامك، ستعود من سفرك بملامح أقرب للحقيقة إليك، ملامح تشبهك أكثر لا تلك التي كنت تظن أنك تعرفها..
سافر وستتعلم معنى آخر من معاني الحياة، ستختبر حينها قيمة مشاعرك..!
ستعرف حينها كيف لقلبك المحب ألا يعيش أي غربة، فروح الحبيب وأنفاسه تسكنك، ترافقك، تظللك،ستعرف أن المسافات ماهي إلا خدعة يصدقها المزيفون..!!
سافر لتعيش مع نفسك، لعزلتك، لصمتك،للحب فيك،للكون المنحبس في أغوارك، وسترى مالم تره من قبل…
أنهت كتابتها ثم طوت ورقتها، فهي لم تكن تعلم إنها حين سافرت، سافرت عنه بقلبها أيضا…!!
ولا أحد لم يكن يعلم…!
كان في عينيها لمعة، كلما ابتسمت سقطت من السماء نجمة.