عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2012, 06:24 PM
المشاركة 6
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
... جميلة ، فاتنة ، جنة ضائعة ، أمام المرآة وقفت ، حدقت في وجهها ، لامست بأصابعها خدها ..
قاست قدها بيديها ، بتجهم قالت : لست أنا ..؟
... حدقت في المرآة أكثر ، أجراس كلمات تجلجل بين العـقل والقـلب، تولد ممرات دافئة في الفضاء .. فجأة ، هجم شرخ كبير على المرآة ، قسمها إلى شقين ، نظرت إلى الشــــق الأيمن .. كانت تود أن تراه راكعاً أمامها ، يترجاها ، يقاتــل من أجلها . لكنها سمعت صوت أبيها يأتي مختنقاً من وراء قطع
الشظايا ، يتلجلج بين النضوب والشحوب . يملي رسالته من الماضي البعيد ، لكنها لم تستطع أن تحل شفرتها ..
نظرت إلى الشق الأيسر . رأته يبتسم ، لكنه لم يأت راكـعاً.. اختلط الحلم بالوعد .. قالت : هـا أنـا ..؟
لكن جمر الثواني لم يـطل .. قهقه الذئب بضحكات عالية ، واستل من نفسه حركات بهلوانية .. خسئت دموعها ، لمست وجهها ، قرصت خدها ، أطلت من النافذة وصاحت : هذا وجهي لم أعــــــد أعرفه ، لم يـعد لغة ومتعة... ما لكم تحدقون ..؟
الناس يمرون ولا يتوقفون .. فكان القفز من النافذة هو الأقرب إلى نفسها ..

غربةٌ تفصِل العقل أحيانًا عن الروح والقلب فـ نصطدم بـ صورةٍ مشوّهةٍ لا تُشبهنا البتـّة ..

~ أ. الفرحان بوعزة

تألّقت بهذه الرائعة ..

تقديري واحترامي ~