عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2013, 01:59 AM
المشاركة 7
نزهة الفلاح
باحثة في قضايا الأسرة والمجتمع
  • غير موجود
افتراضي
يوميات متعلقَين ... يوميات مجنونة...

قصة حقيقية...

الحلقة الثالثة

بعد أسبوع من انتظار تكرر فرصة زيارة سلمى لدكانه، قرر جمال الذهاب إلى المخدع الهاتفي بعد أن تمر كعادتها ليضمن أنها موجودة هناك...

طال انتظاره، يتعامل مع الزبائن بقلة تركيز واضحة، وأخطاء تكلفه أحيانا رأس المال والربح...

تبا لم تظهر بعد، ترى ما بها؟ ليست عادتها أن تتأخر؟ .. ربما موجودة مع فرح ولم أرها؟

أطل برأسه متصفحا بعينيه زجاج المخدع الهاتفي، فلمح فرح ترتب الدكان استعدادا لإنهاء عملها، ولا يوجد معها أحد...

استبد به القلق، واضطرب قلبه، أأسأل عنها فرح؟ لالالالا مستحيل ستفهمني خطأ...كيف أفعل؟ ..

هكذا كان جمال يحاور نفسه..ويتأرجح بين صورته أمام الناس التي تمثل له كل شيء، وبين الفضول الذي يستشري في خلايا فؤاده..

مرت الأيام ولا أثر لسلمى... كل مرة يختلس النظر إلى زجاج المخدع الهاتفي... فلا يرى إلا فرح أو زبائن خارجة أو داخلة أو جالسة...

لاحظ جاره صاحب الملبنة قلقه فسأله عما به، فطمأنه أنه فقط ينتظر موزع التبغ وقد تأخر عليه وقد نفدت بعض الماركات ...

اقتربت الخامسة مساء في يوم ربيعي رائع وقد اقترب الصيف وبدأ النهار يطول وتتفتح المشاعر بهجة بصفاء السماء وزرقتها الجميلة... ورائحة الشاي بالنعناع تداعب الأنوف العابرة من الحارة.. إنها الرائحة المميزة المنبعثة فجرا وعصرا من دكان العم عبد الرحمن بائع الشاي والفطائر الشهية...

وفي التفاتة يائسة من جمال نحو المخدع، إذ يرى فرح تسلم بحرارة على سلمى وتضحك وتمرح برؤيتها... فتساءل كيف مرت ولم يرها.. لم يكن يعلم أنها كانت مسافرة وأنها أتت من بيتهم وليس من محطة الحافلة القريبة كعادتها...

تنفس الصعداء وكأن روحه عادت إليه... فكر في بدء المغامرة لكن خشي أن تكشفه عيونه ويصح فيه قول الشاعر: الصب تفضحه عيونه ...

فاصطبر واشترى الشاي ليشغل نفسه بحلاوته ونغمات لمطربه المفضل ...

مرت ساعة فتهيأ للذهاب ونادى أخاه ليحل محله ثم انطلق...

قلبه يرتعش من الارتباك، عيناه تدوران في رأسه لكنه قرر وزمجر ومن الخوض لا مفر..

أطل للاطمئنان على الأجواء فإذا به يصدم مما جعله يهرول نحو الهدف وقد قدمت إليه فرصة من ذهب... فسلمى في خطر...

بقلم: نزهة الفلاح