عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2021, 08:33 AM
المشاركة 51
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مساحة للحوار الهادئ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

موضوع جميل و تصويب موفق حيث أننا نعيش في عالم مادي يستشرس الكثيرون في الحصول على المادة حتى لو وضعوا ضمائرهم في الدواليب وأغلقوا عليها جيداً ليعيشوا وهم المال والسعادة المادية ...

أشكرك على هذه التصويبة الرائعة ناريمانه اؤكد أنه لديك حدس الصياد في اقتناص النقاط المؤثرة في كثير من الأحيان ويسعدني أن ابدأ النقاش أولاً ...

العلم أم المال ... أنه ليس مكاناً للقول أن أحداهما أفضل من الآخر لسبب بسيط هو أنهما كالغذاء والماء مترابطان لتحقيق غاية واحدة هي العيش والقدرة على البقاء حياً ...ولايمكن الفصل أو تفضيل أحداهما عن الآخر ... وكذلك لجعل حياة الإنسان متوازنة لاترجح كفة على أخرى ...

الليلة تحديداً كنت أجري حواراً خفيفاً مع أختي متضمناً حقيقة أننا نعيش وهم العلم وأن التعليم المؤثر هو مادون الصف التاسع إذ أنه يشكل الأساس الصلب والراسخ في التنمية اللغوية والعقلية للمتلقي ... أما بعد ذلك من الصفوف مجرد حشو فارغ لايسمن ولايغني من جوع ...بعض التعليم فراغ يملاً الفراغ ... للأسف

يرى البعض وإن كان بعض هولاء البعض أجانب ... أن التعليم يحتاج لإصلاح ...
ولكن لم تتغير أنظمتنا العربية منذ عقود لتتغير العقول التي جمعت لنا العلوم في الكتب والملازم الجامعية ... فالشعوب تعاني سوء الإدارة المعرفية

التعليم الذي يشبه علبة الفاصولياء ويحتجزك في مساحة ذهنية ضيقة ويقلص مساحة الإبداع و التفكير لدى المتعلم فيحصر في تعريفات محددة وتفسيرات جمالية وتذوقية للشعر والأدب محددة في منظور علية القوم ... يجعل الأمر سخيفاً كما لو أننا نقوم ببلع المعلومات وقيأها بعد الخروج من قاعة الأختبار ...

فالتعليم ليس تقديم سمكة سمينة ... مشوية ... وعليها غطاء من التوابل والصلصة ... ولكن التعليم كما يجب أن يكون هو دفع المرء للتفكر والتعلم وصيد السمكة بنفسه وطهيها حتى لو اقتضى الأمر أن تكون النتيجة أنها مطهوه أكثر من المطلوب أو أقل ... مع كثير من الملح والبهارات أو بدون ... فالتجربة وحدها كفيلة بجعل المرء يستخدم كافة حواسه بأفضل طريقة ممكنة ... وهذا هو العلم الذي يرسخ ...


هذا أولاً ... اما بشأن المال فأقول إن الجاهل الذي ينظر على إنه جاهل هو متعلم بشكل أو آخر ... إذ أنه أخذ العلم بأحد صوره... ولو أنه جاهل بمعنى لايملك حساً ولامفهوماً ولامعرفة لما فكر وتحرك وحقق مراده ...


ثم إن التعليم الذي يتم تلقيه في المدارس والجامعات يحتاج لتعديل ... لأن مخرجاته لاتتوافق كثيراً مع سوق العمل ... وكثير من الشباب ينصدمون بعد التخرج والاندماج في المجتمع الوظيفي ...

المال أو العلم ... لو كنا في عصر آخر لكان للعلم كلمته وهيبته ...ولكن لا أخفيك عزيزتي المال هو سيد هذا العصر للأسف ...

هل يستمر الطلبة في التعليم أم يتوقفون ؟
الأمر يعتمد على الشخص ... هل " ينخاف عليه " هل العلم في نظره الشهادة ... إذا كان كذلك فلن يتزحزح مربع واحد من مكانه وقد تتكون لديه عقدة نقص تبكيه طوال العمر ... وربما كان من الأفضل أن يكمل تعليمه قبل أن يكون عثرة في طريق مستقبله الوظيفي والزواج و توائمه مع محيطه الإجتماعي ...

وهل من الممكن أن تتغيّر نظرة الناس نحو العلم ، ؟!
لو تغير لون الملح ستتغير ...

وهل ستبقى المفاضلة بين الناس على أساس المثل القائل ( معك قرش تسوى قرش )
مثل معوج ... فلا ينبغي أن يقاس الانسان بالقروش ... ولاحتى بالشهادات
أقتبس هذا الشعر من أحد مواضيعك يالغالية ...

صغيرٌ يطلبُ الكِبرا .. وشيخٌ ود لو صَغُرا
وخالٍ يشتهي عملا ً.. وذو عملٍ به ضَجِرا
ورب المال في تعب .. وفي تعب من افتقرا
وذو الأولاد مهمومٌ .. وطالبهم قد انفطرا
ومن فقد الجمال شكى .. وقد يشكو الذي بُهِرا
ويشقى المرء منهزما .. ولا يرتاح منتصرا
ويبغي المجد في لهفٍ .. فإن يظفر به فترا


ولنا في قصة الرجل والحمار وأبنه فائدة
فرضا المجتمع غاية لن تدرك ...

ودي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عزيزتي منى
أسعد الله صباحك بكل خير
أعجبتني جداً هذه السطور في تعريف التعلم
التعليم الذي يشبه علبة الفاصولياء ويحتجزك في مساحة ذهنية ضيقة ويقلص مساحة الإبداع و التفكير لدى المتعلم فيحصر في تعريفات محددة وتفسيرات جمالية وتذوقية للشعر والأدب محددة في منظور علية القوم ... يجعل الأمر سخيفاً كما لو أننا نقوم ببلع المعلومات وقيأها بعد الخروج من قاعة الأختبار ...
أشكرك على الاستجابة في نقاش هذا الموضوع
وبوركت
تحية السصباح مرة أخرى
ناريمان