الموضوع: ضيق أفق ققج
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2014, 11:13 PM
المشاركة 3
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحية للأديب محمد الشرادي

ضيق أفق ، العنوان متكون من مفردتين ، الأولى مضافة للثانية ، للتأكيد أن هذا الأفق ضيق للغاية ، هذا التضاد بين الكلمتين منح العنوان إثارة الجمع بين النقيضين ، الأفق الموحي بالإمتداد والشساعة ، و الضيق وما يعنيه من تحجيم و تقزيم و انضغاط . فالعنوان يفتح الباب على عالم ممتد تم إغلاقه و تأطيره و تصغيره .

دخل فعل حركي أعطى انطلاقة قوية للنص ، السجال يوجه فعل الدخول نحو التصعيد فهو داخل إلى معركة كلامية ، فرحا بما لديه ، الحال يزيد من جرعة التصعيد ، و يعطيه ثقة بالنفس أكثر إلى درجة الغرور . هذه الجملة صنعت التشويق و جعلت المتلقي ينتظر مالذي سيجري أثناء السجال ، و ما عدة البطل التي جعلته معتدا بنفسه ، و ما الحيلة التي بها سيكسب الرهان والمعركة ، و ما الدهاء الذي سيوظفه لكسب جولة الحرب الأولى التي ستزيده قدرة على الصمود تمهيدا للفوز .
تمنيت لو استمر النص بنفس النسق و توالت الأفعال المرتبطة بممارسات البطل ، لكي تكون الصياغة مرتكزة على الجملة الفعلية و يستغني النص عن الجملة التفسيرية التي غالبا ترهق القصة القصيرة جدا ، هذا فعلا بين قوسين . لأن الجملة الموالية تفي بالغرض وتجعل بطل النص يصاب في غروره و ينكمش اندفاعه ، و رأى بأم أعينه توالي الحجج العابرة لتكهناته و الناطحة لسحب مداركه ، فأحس بآفاقه التي ظنها ممتدة تتصاغر أمام بحور معارفهم و تحاصرها جبال علومهم.
هذه الجملة صنعت المفارقة :
باتت تنقصه الأسلحة للدفاع عن آرائه.

فالسلاح في الجملة يحمل مدلول الحجج والبراهين والقرائن التي تعوزه لينال من خصومه و يحبط توغلهم في رحابه ، و إزعاجهم لرحابة صدره ، فهو انتقل من الهجوم في البداية إلى الدفاع ، لكن صموده بات مسألة متعبة و انهياره لم يعد إلا مسألة وقت ، لكن الكاتب وجد أن تغيير مدلول السلاح من معارف و نظريات إلى السلاح الحقيقي ، لتتحول المساجلة إلى حرب ضروس لا تبقي ولاتذر . و هنا جاءت الخاتمة لتنقذ البطل من السلبية إلى الإيجابية ، لكن في نفس الوقت رمت به في قاع الشر بعدما كان متارجحا بين الخير والشر .

النص في المجمل موفق و يطرح سؤال العنف كسلوك ناتج عن عدم القدرة على التواصل .

تحية تقدير أستاذي الكريم .