عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2013, 12:07 AM
المشاركة 19
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
<b> عبد الهادي السائح
هو الشاعرو الوشَّاح و المترجم ،الأديب عبدالهادي السائح ، ولد السائح في يوم 17 ديسمبر عام 1978 بمدينة اﻷصنام في غرب الجزائر ، التي غُيّر اسمها بعد الزلزال المعروف باسمها إلى الشلف،
من عائلة عربية أندلسية اﻷصل عرف عنها التمسك الشديد باﻷصالة و الاهتمام بالعلم و اﻷدب،
تُيّمَ بالقراءة منذ نعومة أظفاره فغرف من روائع اﻷدب العربي و حفظ من عيون الشعر الكثير،
نظم الشعر صبيا في مرحلة الابتدائي، عُرف بين أقرانه بالشاعر ؛حتى إنهم كانوا يطلبون منه أن ينظم لهم في كذا أو كذا على سبيل الدعابة.
زامن بدايات نضجه الشعري مآسي الحرب اﻷهلية في الجزائر في تسعينات القرن الماضي، و كان لخضمها المؤلم تأثير كبير جدا في نفسه مما اضطره إلى الهروب الشعري أو ما أسماه باللجوء إلى ( تجربة شعرية مغلقة) حيث القصيدة عالم آخر سحري المعالم يعيشه الشاعر لحظة الكتابة ، و في شخصيته حيث آمن السائح بأسبقية الانتماء الإنساني على كل انتماء وطني، سياسي، أو مذهبي ..
حصل على شهادة البكالوريا سنة 1996 م ، فالتحق بجامعة الجزائر لدراسة الأدب العربي لكنه عدل عن ذلك إلى تخصص اللغة الإنجليزية و آدابها لبعض الاعتبارات.
شارك في أمسيات شعرية كثيرة في الجامعة لكنه سرعان ما اصطدم بثقافة الأضواء حيث يقدَّم الرديء على أنه مثال للإبداع الراقي باسم ألقاب تقتنى تحت أضواء الإعلام لا تسمن و لا تغني من جوع الأدب يتهافت عليها المتهافتون مقدمين فروض الطاعة لمن لا تصح ولايته الأدبية
و لربما شاهد _الشاعر السائح _ المشهدَ على أنه مختصر لمشكلة الأدب العربي المعاصر في العصر الراهن ، فلم يشأ الانخراط في شيء من ذلك .

له ديوان مخطوط عنوانه (على ضفاف الهمس)
و مجموعة أخرى من أشعار الصبا أسماها ا ( مغاني الأمل)
و هو عاكف على ترجمة مجموعة من الروائع الشعرية العالمية .
من شواهد أشعاره:

1. قصيدة (لو كانت الأيام تدري)، وهي من فترة الصبا:

<div align="center">لو كانـتِ الأيـامُ تـدري مـا بنـا
لحَـنَـت عـلـى أكبـادنـا الأيـــامُ
أو ضمّتِ الأنسامُ حرَّ صدورنا
لتوهّجـت مـن حرّهـا الأنسـامُ
عجباً تقلُّبُ حالنا في غمضـة ٍ
والــحــالُ لــلإدبــارِ والآنــــامُ

<div align="right"> 2. قصيدة( الملاح التائه ):<blockquote> سلوها ..
لماذا تُجّرح قلبيَ في ومضة سانحة
لماذا ..
تمد قلاعُ الأسى في شواطئ تيهيَ
أطيافها السارحة
تؤوب النوارسُ نحوي
تعود الغيومُ إلى أفقي
ترجعُ الموجة البائحة
لتهمسَ ..
ما أشبه اليومَ بالبارحة ..
أنا العاشقُ الليلَ والبحرُ مثلي
كسيرٌ وأطيافُهُ السابحة
سلوها ..
أيرجعُ أوليسُ من نفيهِ
إلى نفيهِ في المنى الجانحة
وعن ملكٍ ضلّ دربَ الشموسِ
إلى جزرِ الوحدة النازحة
أيرجعُ ؟ ..
قد ...
فكيفَ استحالت صقورُ الضياءِ
سراباً شريداً
تطارده النسمة الجارحة؟
وقد لا يؤوبُ الأسيرُ
ولكنْ
تؤوب إليه النوارسُ
والموجةُ البائحة ...
فما أشبه اليومَ بالبارحة

3. قصيدة (قوافل الأماني إلي فلسطين)

فلسطينُ أيُّ مساءٍ حزين ٍ
مساؤكِ يا بعض قلبي الكسيـرِ
كأن النجومَ أسارى بأفـْقكِ
والقدسُ بدرٌ بليلٍ أسير ِ
رحلتُ إليكِ رحلتُ كئيباً
ألملمُ جرحَ المساءِ المنير ِ
ألملمُ بعضيَ من أرض فخ ٍ
وبعضيَ من آش ِ أو من مسيري
فلسطينُ يا نجمة من هيام ٍ
على ضفةٍ من صفاءِ غديري
قوافلُ أرسلتها حالماتٍ
ترف إليك رفيفَ الطيور ِ
قوافلُ شوقٍ إليكِ حيارى
بدورا تمايلُ بين الخدور ِ
مغانيكِ أجنحة من سراب ٍ
تحف دروبَ المساءِ بنور ِ
يهيم الخزامى على راحتيكِ
ويمرحُ فيكِ عليلُ العبير ِ
كأن ظلالَ الكروم مساءً
جنان تألق في عين حور ِ
...تهيمُ أمانيكَ مثل المسيح
وترجعُ مصلوبةً كالنذور ِ
وترجع مفجوعة كالإخاء ِ
المسجّى على مذبحٍ من عطور ِ

4. موشح ب(رؤى أغرقت شراعي):



رؤىً ... أغرقت شراعـي جوىً ... زادَ في عذابي
منىً ... هدّمـت قلاعـي هوىً ... تاهَ في اغترابي

*
بكُـم زادنـي هيـامـا نـوى الراحـلِ المُقـيـمِ
لَكَـمْ حــرّمَ المنـامـا أسـى العاشـقِ السقيـمِ
فـلا تـقـرأوا السـلامـا علـى الـوالـهِ الملـيـمِ
...

أما ... هدّنـي اِلتياعـي أمـا ... ظبيـةَ الشِّعـابِ
فما ... زادني انصياعـي سوى ... بينَ الاِقتـرابِ


*



كأنْ لـم يَرعْـكِ حالـي وقـد أسبلـت دموعـي
فــلا جـئـتِ للـسـؤالِ ولا أُوقـدت شمـوعـي
أيـا مُـشـرعَ النـصـالِ إلـى ساكـنٍ ضلوعـي

...
دنت ... لم تشأ سماعـي نأت ... أنكرت كتابـي
رشاً ... في الهوى المطاعِ طغى ... أدمنَ استلابـي


*
رنـا فـاتـرَ العـيـونِ بمـا يـشـدَه العيـونـا
رمـى مقلـةَ الحـزيـنِ بمـا يبـعـثُ الحزيـنـا
لقـد صادنـي حنينـي وقـد صَــدّ مستهيـنـا


...


لـهُ ... خيـرةُ المراعـي نضـا ... وجـدُه شبابـي
وَ لـي ... فضلـةُ الجيـاعِ شذىً ... ضاعَ كالسرابِ


*
سلـوا نـاعـمَ السـفـورِ لـمَ الـصـدُّ والجـفـاءُ
سلـوا قاسـيَ النـفـورِ إذا زانــه الـمـسـاءُ
أما بـاحَ بـي ضميـري فبـحْ يُمْـسِـكِ العـنـاءُ
...


قَسَتْ ... حينَ لانَ باعـي نفَتْ ... إذْ أتى خطابـي
دَهتْ ... صاعَنـا بصـاعِ كذا ... منكِرُ الصـوابِ
*
دعت لوعتـي القوافـي وهـا أقبـلـتْ سِـراعـا
عصى الصبـرُ كالتجافـي وقـد خِلتُـنـي مُطـاعـا
إذا هــمَّ بانـصـرافِ بكت حرقتـي الوداعـا
...


فمـن ... مبلـغٌ وداعـي إلـى ... ربـةِ الحجـابِ
أتت ... كسّرت يراعـي مضت ... مزّقت جوابـي
* * *

من أعمال الترجمة عند السائح:
نأخذ الجزء الأول من (الأرض الخراب) لـ ت.س.إليوت:
(
بأم عينيّ رأيتُ
كاهنة بلدة كوماي وقد أدلت رأسها في جرة
وعندما سألها الفتية
ماذا تريدين يا كاهنة
أجابتهم..
أريد أن أموت

*
إلى عزرا باوند
الصانع الأحذق

دفن الموتى



أبريل أقسى الشهور،
ينبت
الليالك من الأرض الميتة،
يمزج
الشوق والذكرى
يحيي
الجذور الخاملة بطل الربيع.
أبقانا الشتاء دافئين،
غطى
الأديمَ بثلج النسيان،
غذى
شيئا من حياةٍ ببعض الجذوع اليابسة..
فاجأنا الصيف قادما عبر بحيرة ستان برجرسي بوابل من المطر

وقفنا بين الأروقة
ثم مضينا تحت ضوء الشمس إلى حديقة هوفتجارتن الملكية

حيث احتسينا القهوة وتحدثنا ساعة ً.
لا لست روسية، أنا من لتوانيا، أنا ألمانية أصيلة
عندما كنا صبيانا، ماكثين لدى الدوق،
قريبي، أخذني على متن زلاجة
تملكني الخوف فقال لي
مريم، مريم.. تمسكي جيدا
وانحدرنا بين الجبال،
هناك تحس بالحرية.

أنا أقرأ أكثر الليل و أرحل جنوبا في الشتاء...

----
أي جذور تتشبث، أية أغصان تنمو
في هذا الخراب الصخري يا ابن الإنسان؟
لا تستطيع أن تجيب أو تخمن
فأنت لا تعرف سوى
كومةٍ من الصور المحطمة.
فيها تلفحك الشمس ولا تمنح الشجرة الميتة ملجئا
لا صوت الجندب راحة
و لا الصخر اليبَسُ خريرَ ماء.
لا يوجد غير الظل تحت هذه الصخرة الحمراء
هلم إلى ظل هذه الصخرة الحمرء
أرِكَ شيئا مختلفا عن ظلك
يهرول خلفك في الصباح
أو ظلك يتسامى ليلقاك في المساء
سأريك الخوف في حفنة من تراب..

تجر الريح غادية ً
ذيولا عذبة َ النشر ِ
هلمي غادتي الحسناءَ
نسري حيثما تسري


- أعطيتني الزنابق العام الماضي، كانت أول مرة،
سموني فتاة الزنابق
- لكن عندما رجعنا، متأخرين من حديقة الزنبق،
ذراعاكِ مليئتان، وشعرك مُخضلّ
لم أستطع التحدث، خذلتني عيناي
لم أكن حيا ولا ميتا، لم أكن أعرف شيئا
كنت أنظر إلى قلب النور، الصمتِ
والبحر قفر موحش...

*
السيدة سوسوستريس، عرافة مشهورة
أصابتها نوبة برد حادة..
هي، على كل حال،
أكثر نساء أوربا حكمة
ولها حزمة أوراق شريرة

هاكَ،قالت لي، هي ذي ورقتك
البحار الفينيقي الغريق

تلك اللآلئ التي كانت عينيه..انظر.

وهذه بيلادونا سيدة الصخور
سيدة الأحوال
هاهو.. الرجل ذو الخشبات الثلاث..وها هو الدولاب

وهنا التاجر الأعور

أما هذه الورقة،
الفارغة، فهي شيء يحمله على ظهره
شيء غير مسموح لي أن أراه
لا أجد الرجل المشنوق.

فلتحذر الموت غرقا.
أرى جموعا من الناس يطوفون في حلقة.
شكرا لك. إذا رأيت السيدة إكويتون أخبرها
أنني سأجلب خارطة الأبراج بنفسي
على المرء أن يكون حريصا هذه الأيام.
*
مدينة الوهم،

تحت الضباب الأغبر ذاتَ فجر في الشتاء
تدفق حشد فوق جسر لندن، حشد غفير
ما خلت أن الرّدى طوى كل هؤلاء
عمّت الجمعَ
زفرات قصيرة مضطربة.
تدفقوا
،كلٌّ بعينيه مثبتتين أمام قدميه،
أعلى التلة ثم انحدروا إلى شارع الملك وليام
إلى حيث تحصي كنيسة القديسة ماري وولنوث الساعات
وتعلن نواقيسها، بصوت كظيم، آخر دقات الساعة التاسعة.
هناك رأيت أحدا أعرفه، استوقفته صارخا ’ستاتسن’
يا من كنت معي على متن السفن في ميلاي

تلك الجثة التي غرستها في حديقتك العام الماضي
أأخذت في النماء
أم أزعج الصقيع الطارئ مخدعها..
آه..أبق الكلب بعيدا، فهو صديق الإنسان
وإلا نبش عنها بمخالبه مرة أخرى.
أيها القارئ المنافق، يا شبيهي، يا أخي .


_وبالجملة فالسائح شاعر متفنن و أديب يقل له نظير في عصرنا فهو من فئة الأدباء المثقفين.
</b>

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا