عرض مشاركة واحدة
قديم 07-22-2013, 12:00 AM
المشاركة 18
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عبد السلام زريق


هو صديقي الشاعر عبدالسلام بن بركات زريق الحموي السوري، من مواليد 2-يناير-1970 م في قرية الظاهرة التابعة لمدينة حماة يشتغل في التجارة ، نال شهادة الثانوية العامة عام 1988م قسم علمي، له ديوان (عصفورة المطر) الصادر في عام 2009 م،و عبدالسلام شاعر أديب ،و هذه فئة نادرة و عينة متفردة ،فله القصائد الرائعات، و المقالات النافعات التي تدل على كبير ثقافته ،و غزير معرفته ،و دائم مطالعته في خلقٍ جميل و دين متين، عرفته في منتديات منابر ثقافية في حوالي عام 2009 م ،و لي معه دائم التواصل ، من أشعاره:
1.قصيدة (بَنَفْسَجَة)
نُوحيْ بَنَفْسَجةً على أطلالي
لا تعجبيْ ما زالَ نبضُ سؤالي

ولِطلِّكِ المسكونِ في بَتلاتِها
سرٌّ يبوحُ بسَكرةِ المَوَّالِ

ألقيتِ ثَغركِ يا بَنفسجتي ضُحىً
فَلَقِفْتِ من سِحرِ القَصيدِ حِبالي

فَلَمَمْتُ أوردتي وعُدتُ بخَيبتي
طِفلاً وشيبُ العُمْرِ خطَّ ظلالي

منْ يومِ كنتُ ومِلءُ كفِّي أنْجُماً
دعتِ السماءُ لكي تنوحَ حِيالي

هذي الدُّموعُ المحرقاتُ قصائدي
وصَدى الرُّعودِ بِبُحَّةٍ إعوالي

* * *

يا ثوبُ كمْ قَصَّرتَ من سَوآتِها
لتُشيعَ بينَ العابرينَ ضَلالي

أخفيتَ حسنَ شِياتِها وبريقَها
وذَروْتَ في عينيْ رمادَ خَبالِ

ما عُدتُ أدري هل أنا قلبٌ مشى ؟
والجسمُ أطيافٌ على أسمالي

هل كنتُ ذاكرةَ المرايا ؟ هل أنا
قمحٌ يُساكِنُ نزوةَ الغِربالِ ؟

هل موجةٌ كَسلى تُخالِفُ ظَنَّها
بعُبابِ ما في البحرِ من أهوالِ ؟

سكِّينُ أحلاميْ اخضرارٌ في دمي
تُذكيْ أريجَ الموتِ في أوصالي

شُدِّي شراعكِ فالرياحُ رَضِيَّةٌ
منذُ احترفتُ مع الهَباءِ نِزالي

فرمانيَ اللاشيءُ سهماً قاتلاً
فوضعتُ أسيافي بغيرِ قِتالِ

غَرّبتِ أو شَرقتِ كلُّكِ واصلٌ
كلِّي ، دوامُ الوصلِ مَحْضُ مُحالِ

* * *

عودي فشمسيْ لن تُمشِّطَ شعرَها
لأَلُمَّ ضوءَ البدرِ فيضَ لَآلِي

عودي ليحتضنَ الضجيجُ سكونَهُ
حتّى يُرتِّب ساكِنِيْهِ ببالي

عودي هواكِ مواسمٌ ما شقَّها
حرثٌ ، ولا حَلُمتْ بِوصلِ الآل

هذا هواكِ قصائدي ومَدامعي
وحنينُ أجوبتي لِكُلِّ سؤالِ

2. قصيدة (سلمى)
لا تهمسي
الصوتُ يقتلُني فلا تتكلَّمي
ويظلُّ طيفُكِ في ظلاميَ مؤنسي
ما كنتُ أعلمُ .. أنتِ من ترفِ....
... الأناملِ ترسمينْ ؟
للَّونِ عندكِ سحرُهُ
والليلُ وعدُكِ بدرُه
فبأيِّ فجرٍ تحلُمين ؟
واللوحةُ البيضاءُ تشهقُ لانثناءِ المعصمِ
للريشةِ الخرساءِ أعصابٌ ...
....ونبضُكِ لحنُ شكٍّ مُبهَمِ
لا تُرهقيها مثلما واعَدْتِني...
.... بالأُمنياتِ .. تَرَحَّمي
روحي تَلوبُ إلى شذاكِ ....
....وكم كتمتُ تظلُّمي
خشبيَّةَ الأعصابِ مرسومٌ...
..... خيالي في جدارِ المَرسمِ
ما ترسُمينَ ؟....
بلابلاً وجداولاً أم تهرُبينَ إلى....
.... الوجودِ الأبكمِ ؟
هل ترسُمينَ قصائداً ؟
يا طفلةً في الحبِّ لن تتعلَّمي
السِّحرُ لحنٌ في فمي
والشِّعرُ أوتارٌ تسافرُ في دمي
فتوسَّديهِ وأبحري في لُجَّةِ الأحلامِ...
... حتى تَسْلمي
سلمى .. سؤالي أينَ أنتِ ؟
وهل تغادرُكِ الكآبةُ ساعتينِ لتحلُمي ؟
سلمى .. أيوماً تُزهرينَ ؟ وأذرعي ظمأى ..
وجدْبٌ في انتظارِك موسمي
سلمى .. وينكفِئُ السؤالُ كدمعةٍ ....
....هرِمتْ حياءً في جفونِ مُتيَّمِ
سلمى .. وأسئلتي حِرابٌ مزَّقتْ...
... صدري وفتَّتْ أعظُمي
وأعودُ أعثَرُ في صدايَ وصوتُ ..
...موَّالي الحزينْ
والظلمةُ العمياءُ لم تجزَعْ بيومٍ ...
....من بكاءِ الأنجُمِ

3. قصيدة (عارض قلق)
أحسَّ بانْ كميونُ في عليائه بعارضِ القلقْ
لا شيءَ يا سعادةَ الأمينْ
فالماردُ الحبيسُ في السِّردابِ لنْ يُفيقْ
إلا على بحرٍ من الدماءْ
فاقْلَقْ كما تشاءْ
أوِ ائْتنا في الشامْ
عنديْ لكَ الدواءْ
صبيَّةٌ وجدُّها شهيدْ
وبيتُها رُكامْ
وعمُّها شهيدْ
واللهُ يا سعادةَ الأمينِ عالمٌ شهيدْ
وثغرُها لمّا يزلْ وليدْ
وشقَّقتْهُ في مواسمِ العراءْ
عوارِضٌ تَفلُّ مِنْ قسوتها الحديدْ
صيفٌ لهيبٌ جاءَ بعدَهُ شتاءْ
وكلُّ من يعيلُها مستعْبَدٌ .. شريدْ
لمْ يبقَ في البحورِ - غيرُ النفْطِ -...
..للعِطاشِ كأسُ ماءْ
هناكَ في الشآمِ يلعبونْ
ويحمدونَ اللهَ حينَ تُمطرُ السماءْ
يبكونْ يضحكونْ
الصِّبيةُ الصغارْ
لا يعرفونَ غيرَ ربِّ بانْ كيمونْ
ويقرؤونَ في الصباحِ والمساءْ
فواتِحَ الأنفالْ
يَجْرونَ في الرمالِ يلعبونْ
عسى على أقدامهمْ تنفجرُ العيونْ
ودونَها إذا يشاءُ اللهُ تُسمَلُ العيونْ
ودونَها ستسقطُ العروشْ
ويطلعُ الصباحْ
وتُشرقُ الشموس
لأنهمْ مع الصباحِ بالدعاءِ يجأرونْ
وسورةَ الإخلاصِ في المِهادِ يحفظونْ
وفي المساءِ ينفثونَ سورةَ الفلقْ
وهذهِ يا سيِّديْ نهايةُ القلقْ



4. قصيدة (حماة)
لا زلتُ أسكنُ فيكِ أنتِ سكنتِني
..........أخذوا بعشقكِ مُهجتي ورِغابي
عَلِموا بأنِّي لا أفارقُ فالثّرى
............رُوحٌ من الكافورِ والأطيابِ
فتعمّدوا رِقِّي وكسرَ أصابعي
.............يا ربِّ ما لتعدُّدِ الأرباب!!
فَصَبأتُ عنهمْ ليْ إلهٌ واحدٌ
...........والعشقُ فردٌ..أنتِ كلُّ كتابي
ولنهركِ العاصي عصيُّ مدامعي
..............في ضِفَّتيهِ نزفتُ خمرَ شبابي
يبكيْ أنينُكِ في العُروقِ على دمي
................ويقيمُ مأتمَهُ على أعصابيْ
وَلِيَاسمينِكِ في شتاءِ قصائدي
.............نيسانُ عطرٍ مُزْهِرِ الأحقابِ
وجَلالُ حُسنِكِ أنْ أدوسَكَ حافياً
.............لكنْ تكلِّفُنيْ الحضارةُ ما بي
تُخفي النضارةُ في يديَّ بداوةً
.............وتَصعْلُكي كمْ تزدريهِ ثيابي
هذا أنا جسمانِ جسمٌ ميتٌ
............وأُقيمُ في الثاني على الأعتابِ
فتقبَّلي عِشقي ضراعةَ أحرفي
..............لا تتركيني دونَ ردِّ جوابِ
قُولي بأنِّي كنتُ بَرَّاً مرةً
................وتَعلَّقي دهراً على أهدابي

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا