الضوضاء تملأ المكان في الخارج . وصوت الضابط يعلو أكثر ليسمعه المتهم ،
: أين كنت ساعة وقوع الجريمة
المتهم : أقسم أنني كنت نائماً يا سيدي
الضابط : ولكن ، كل الأدلة تشير أنك أنت القاتل
المتهم : لا يوجد لدي أي دليل على براءتي ، إلّا دليل واحد
الضابط : ما هو ، ؟؟
المتهم : الأحلام يا سيدي
الضابط : هل تهزأ بالمحضر ..
ونادى بصوته الأجش ، خذوه ، وغداً تحوّل القضية للمفتي للنظر فيها .
خرج المتهم مقيداً وعيونه تبكيان على ما آل إليه حاله .. بريء لا يدري كيف يثبت براءته ..
وفي الأسبوع الذي يليه ، حكم عليه بالموت ..
عدة قضايا تشبه هذه القضية كان آخرها زج المتهم بالسجن مع الأشغال أو الموت
نفض رأسه وأخرج سيجارة وأشعلها وكأنه يشعل ماضيه الذي امتلأ بالتحقيقات والقضايا .. وهو يقول لنفسه .. غداُ سأحال إلى التقاعد وبعدها سيعتاد ضميري على الحضور يومياً ، وسيذكرني بكل ما مرّ بي .. فكر وفكر ، وكان القرار
لف حبل المشنقة على رأسه وقبل أن يترك رأسه يتدلى ، ترك ورقة كتب عليها : أستحق هذه النهاية ، فكم من الأبرياء زججت بهم في السجن ، أو حكم عليهم بالإعدام بسببي لأرضي من هو أكبر مني .