الموضوع: غداً ألقاه
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
1404
 
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6


ناريمان الشريف will become famous soon enoughناريمان الشريف will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
25,777

+التقييم
4.66

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6405
01-23-2021, 01:40 PM
المشاركة 1
01-23-2021, 01:40 PM
المشاركة 1
افتراضي غداً ألقاه
أمسكت بيديها تصريح الزيارة بلهفة وشوق .. وأطلقت زغرودة كلها فرح في الفضاء بلا وعي
( أويها حان موعد لقاه ، أويها توكلت على الله ، أويها اشتقتله يا اله ، لولولولو )
وصمتت بعدها صمتاً ابتل بدموع سالت على خدها ، وطوت التصريح في حقيبتها ، وبدأت تستعدّ لرحلة طويلة وشاقة في اليوم التالي ... أدّت فجرها بصدق وأطالت السجود معبأ بالدعاء لكي تصل برعاية الله إلى السجن لتلقى وليدها الذي طال فراقه حيث وصل إليها أنه مريض ، فهو محكوم بمؤبدات لأنه قام بعملية مسلحة قتل فيها مجموعة من الجنود ، ونهضت من فورها حتى وصلت ، بوابة السجن
كان الجو قارساً يلسع الشباب ، فما يفعل البرد بجسدها المترهل وعظمها الطري .. لكنه بدا طيباً على جسدها استقبلته برحابة صدر لأنها بعد ساعات ستلتقي بالحبيب
في الحافلة التي امتلأت بأهالي الأسرى ، كل منهم يروي مأساته بطريقته ، ليستهلكوا الوقت الطويل ، حتى يصلوا إلى السجن ، فالطريق تستغرق قرابة ست ساعات ، يتخللها تفتيش وتنغيص وإذلال يقوم به جنود الاحتلال بأهالي الأسرى حتى يملّوا من زيارة أبنائهم ، لكنهم لا يعرفون الملل ،، رغم كل شيء يستقبلون الأمر برحابة صدر ..
انتظرت ساعة تحت غرفة مغطاة بالصاج الحديدي المشتعل حرارة بفعل أشعة الشمس الحارقة ، حيث كان الوصول في قيظ الظهيرة .. فسمعوا نداء بالعبرية أن حان الآن موعد الزيارة ,, فتقاطر الجميع على البوابات كل يندفع نحو قلبه الأسير ,,
ومن خلف زجاج مزدوج يتحاكون باستخدام الهواتف ، استقبلته بدمعها الذي أخفته تحت إبطها لترفع من معنوياته ، وسألته عن حاله ، وكان الردّ فقط ب ( الحمد لله ) وقبل أن تنتهي الزيارة ، عرضت عليه صوراً فوتوغرافية للعائلة ، ومع كل صورة تسأله ؟ هل رأيت ؟ وهو يقول نعم .. ما أجملها !! سلمي على فلان وفلان ..
وبعد المغادرة علمت أن ولدها لم ير شيئاً من الصور .. ولم يرها أصلاً
فقد أصيب بالعمى