عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2011, 10:47 AM
المشاركة 1010
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
مطيع المصري..

يتمه: مات ابوه باكرا وتربى في ميتم
مجاله: موسيقار – من أوائل الموسيقيين السوريين.

حكاية إبداع منسية
مطيع المصري من أوائل الموسيقيين السوريين الذين درسوا الموسيقا دراسة أكاديمية، تعمق في الموسيقتين العربية والأوربية الكلاسيكية، فأبدع ألواناً جديدة من الأعمال الموسيقية والغنائية الممسرحة، أعطى الباليه والأوبريت، ولكن بلغته الخاصة التي فيها ملامح موسيقية عربية، وكان من أوائل من أدخل التوزيع الموسيقي بشكل علمي مدروس إلى الموسيقا العربية.

ومطيع المصري من مواليد حمص عام 1930،
تَيتَّم باكراً، فتلقَّى دراسته الابتدائية في ميتم،
وفيه بدأ تعامله مع الموسيقا من خلال الحفلات المدرسية، وكان عمره عشر سنوات، وعندما شبَّ قليلاً تعلم الموسيقا على يدِّ الموسيقي الإيطالي (قيصر تاديا) لمدة ثلاث سنوات. وفي عام 1948 انضم إلى فرقة موسيقا الجيش عازفاً على آلة الترومبيت، كما كان يجيد العزف على آلة الأبوا، واستمر في فرقة موسيقا الجيش حتى عام 1962، عندما أوفد ببعثة من وزارة الدفاع إلى القاهرة، فدرس في المعهد العالي للموسيقا قيادة الأوركستراالسيمفوني والتوزيع الموسيقي لمدة سنتين، وتخرج بامتياز.

بعد عودته من القاهرة، بدأ مطيع المصري مسيرته الإبداعية بشكل واسع، فانضم إلى فرقة أميَّة للفنون الشعبية، وشكَّل فيها كورالاً ضخماً، ولحَّن لها العديد من اللوحات الغنائية مثل (يامهرة خلف الجبل) و(ياخوي يارايح ع الشام) واللوحة التراثية التي ضمت الأهازيج (زينوا المرجة) و (شديت الهجن) و(الله الله يا مفرج المصايب)، وكانت معظم ألحانه التي بلغ عددها خمسين لحناً للكورال، وفي نفس الوقت تمَّ تعيينه رئيساً للفرقة الموسيقية للإذاعة والتلفزيون.
لكنَّ الاهتمام الأكبر لمطيع المصري كان في مجال الموسيقا الممسرحة، فركَّز اهتمامه نحو الأوبريت والباليه، وأول عمل لحَّنه في هذا المجال كان أوبريت (الأم والوطن) ، وحملت خطأ تسمية الأوبريت، فهي في الحقيقة باليه قدمتها فرقة أميَّة عام 1964 ونالت شهرة واسعة، وعرضت في دمشق وحلب وثلاث دول عربية هي تونس الجزائر والمغرب، ونالت اهتماماً كبيراً من الصحافة، وقصة الأوبريت مأخوذة عن رواية للكاتب الروسي مكسيم غوركي تحمل نفس التسمية، وتقع في خمسة فصول، أخرجها المخرج الروسي جيورجي باتارايا، وبلغ عدد العناصر المشاركة في أدائها مئة عنصر مابين راقص وكورال وموسيقي.

وتحكي الأوبريت قصة أم استشهد زوجها دفاعاً عن الوطن، وعندما يكبر أولادها يذهبون للدفاع عن الوطن أيضاً، وتصور الأوبريت مشاعر الأم نحو أولادها حتى يعودوا إليها منتصرين.

بعد (الأم والوطن) لحَّن مطيع المصري أوبريت (أفراح الريف)، التي وضع كلماتها الشاعر حامد حسن وقدمتها فرقة أمية أيضاً، والعمل الثالث له باليه (حكاية بلدي) التي قدمها التلفزيون، وتتناول المأساة الفلسطينية، ثم لحَّن أبريت (علاء الدين والسيف المسحور) التي أخرجها محمد الطيب وقدمتها فرقة أميَّة عام 1971؛ وشارك فيها كبار الممثلين مثل يعقوب أبو غزالة، هالة شوكت، عدد من المطربين منهم ياسين محمود وعبد الرزاق محمد، وآخر أعمال مطيع المصري كانت باليه (ديك الجن) التي قدمها المسرح العسكري عام 1981، وعرضت في خمسة عشر بلداً، ومن أعماله الأخرى أوبريتات (كان ياماكان) ، (ثورة الفلاح) ، (نبع الريحان) و(موسم الحب)
ومطيع المصري اتبع في وضع ألحانه أسلوب الموسيقا الكلاسيكية الأوربية، ونفذها مع أوركسترا كبيرة، ونجح في ذلك أيمّا نجاح، وموسيقاه لاتقل عن الأعمال الموسيقية للمؤلفين الكبار.
عام 1980 كوّضنَ مطيع المصري كورالاً كبيراً للمسرح العسكري، قدم من خلاله مجموعة من الأهازيج والأغنيات الشعبية موزعة وقدَّم عدة حفلات لاقت نجاحاً كبيراً.

لم يولِ مطيع المصري تلحين الأغنيات اهتماماً كبيراً، فكانت ألحانه فيها قليلة، فلحَّنَ لموفق بهجت عدة أغنيات منها (ع السيا السيا) و(عزي وبلادي سوريا) التي اعتمد في كلماتها على أهزوجة كانت تردد في المظاهرات؛ وتقول (عزيّ وبلادي سوريا/ الله يحميكي سوريا)، ولحَّن للمثل أحمد أيوب مونولوجاً ناقداً بعنوان (موقف باص)، وغنَّى ياسين محمود عدداً من ألحانه منها (واردة ع الميه)، ومن المطربين الذين غنَّوا ألحَّانه سحر، مصطفى نصري، فتى دمشق، مروان حسام الدين، الثلاثي الفني والثلاثي الأندلسي وغيرهم.
منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي توقَّف مطيع المصري عن العطاء بسبب الإهمال الذي تعرض له، ليرحل في العاشر من أيلول عام 2002.

المؤرخ الموسيقي: أحمد بوبس