عرض مشاركة واحدة
قديم 08-16-2011, 11:05 AM
المشاركة 1027
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
عبد الباسط سلام
يتمه: مات ابوه وهو صغير.
مجاله: رجل دين مسلم.

إنهالشيخ/ هانى ابراهيم محمد سلام , لكنه اشتهر بين الناس باسمالشيخعبدالباسط تيمنا ونسبة الى المقرئ العالمى وصاحب الصوت الندىالشيخ/ عبد الباسط عبد الصمد
ولدالشيخعبدالباسط سلام بقرية ميت سهيلبمركز منيا القمح فى يوم17/6/1934م كانالشيخعبد الباسط من أسرة متواضعة فقيرة الحال مكونة منأبوين وأخت وأخوين غيره ، حيث كان أصغر إخوته ، وقد مات أبوه وهو طفل صغير وربّتهأمه وأخوه الأكبر أى أنه تربّى يتيما .
ألحقته أمه بكتاب القرية ليحفظ القرآنالكريم ليكون له زادا فى طريقه يتكسّب من ورائه العيش وخاصة أنها وجدت منه ذكاءاونباهة عقل شديد
ومع شدة الفقر وضيق العيش استطاعوا أن يوفروا له الوقت الكافىليذهب إلى الكتاب ويحفظ القرآن
لقد حفظالشيخالقرآن فى فى مدة وجيزة على يدالشيخ/ عتمان على أبو عز الدين وبعدهارتحل إلى شيخ آخر بقرية مجاورة تسمى البلاشون ليتعلم منه القرآن والتجويد وأحكامالقراءة وقد أتقن هذا فى مدة عامين
لمّا شبّالشيخوتعلّم وصار شيخا وكان لا يزال سنه فى الخامسةعشر إلتحق برفقة مشايخ البلدة الكبار مثلالشيخ/حسن أبو صقر ، والشيخ/ أحمد بسيونى ، والشيخ/ الهادى ، والشيخ/ عبد الحميد المصرى ، والشيخ/ عبد الحى أبو باشا
حيث يحضر معهم الحفلاتالدينية والمآتم والمقارئ وغيرها، مما أصقله وجعله يحفظ القرآن عن ظهر قلب ، وكانصاحب صوت حسن وبديع.
ولمّا بلغ سن السادسة عشر من عمره أشار عليهالشيخ/ محمد أبو صبرة ، وكان معجبابحفظه ، أشار عليه أن يفتح كتّاب ليحفّظ فيه الأولاد ، وكانالشيخعبدالباسط مترددا فى بداية الأمر لصغر سنّه ولعدموجود مكان مناسب يجلس فيه للتسميع للأولاد، لكنه هيّأ له كل هذه الأمور فوفر لهعنده مكانا خاصا ودفع له ولديه وهماالشيخأحمد صبرة ، والشيخمحمد صبرة ، وكان قريب السّن للشيخ عبد الباسط
لكن أبوهما كان يشجعالشيخعبدالباسط على أن يضربهما إذا قصّرا مما جرّأه ذلك وأعطاه الثقة فى نفسه .
ومن هذاايوم وحتى تُوفى وهو يحفظ الأولاد جيلا بعد جيل ، فقد خرج أعدادا لا حصر لها من هذاالكتاب

**
لقد كان للشيخ/ عبدالباسط أسلوب فى تحفيظ القرآن وهو:
ـ يلجأإلى الشدة والتعامل بقسوة شديدة مع المقصّرين من الأولاد
ـ وفى الوقت ذاته يشجعالمتميّزين
مما ألجأت تلك القسوة الغير حريصين من الصغار على عدم التفلت وعدمالهرب السريع .
وعلى الوجه الآخر قد خرّجالشيخأجيالا تجيد وتتقن حفظ القرآن

لقد كانالشيخعبدالباسط من القلائل فى هذهالبلدة فى إتقانهم لعملهم وإخلاصهم الشديد لأداء مهامهم ، فكان يتابع الأولادمتابعة جيدة فكان يعرف لوح كل ولد وماضيه مع كثرة الأولاد عنده مما كان لهذا أثراطيبا فى نفس الأولاد حيث كانوا يهابونه ويخافون من سطوته ، فلا يلجأون إلى المراوغةأو التحايل عليه كما كان بعض الأولاد فى الكتاتيب الأخرى .
ـ كانالشيخلا يقتنع بأن يسمع الأولاد عليهالماضى واللوح فرادى ، بل كان يفرض على كل واحد منهم أن يجلس بجواره ليقرأ جزء أوجزئين قبل أن يغادر الكتاب
ـ كانالشيخدائما ما يجلس على مكان مرتفع ليشاهد الأولادكلهم وبجواره عصاه الـى لا تفارقه
ـ كان لا يقتنع بالقراءة السرّية بل يأمرالأولاد أن يقرأوا بصوت عال مسموع حتى لا يسرح الولد أثناء القراءة ويكون دائمالتركيز
ـ كانالشيخيأمرالأولاد بأن يكثروا من التسميع والمراجعة لبعضهم البعض قبل أن يقفوا أمامه ، وألايغيّروا طبعات المصاحف التى يحفظون منها حتى تنطبع الصفحة فى ذهن الولد ويسهل عليهأن يتخيلها ، وكان يميل إلى أن يعطى الولد اللوح الجديد سطور قليلة حتى يسهل عليهحفظها بإتقان ـ بينما يعطيه كمّا كبيرا من الماضى حتى لا ينس ما حفظه .
**
لمتكن حياةالشيخعبدالباسط مليئةبالرفاهية كما كان يتصور البعض ، فقد كانت كلّها فقر وعوز وحاجة ولا تخلو من مشاكلبسبب ضيق المعيشة حيث تربّى يتيما فلمّا كبر لم يحصل على تركة من أبيه إلا ( معزة) كانت هذه ك ما ورثه عن أبيه
ـ تزوج فى بيت زوجته حيث لا بيت له مستقل يأويه هووزوجته ، وظلّت زوجته عنده دون أن تنجب له لكن كانت رغبته تزداد كل يوم فى أن ينجب، فتزوج من أخرى لكنها لم تدم معه طويلا فطلّقها ثم ماتت زوجته الأولى فتزوج منالثالثة ، فشاءت قدرة الله أن ينجب بعد كبر سنّه ، فأنجبلت له ولد ذكر هوالشيخ/ رضا وثلاث بنات : أمل ـ منال ـهيام .
وبفضل كفاحه وصبره واجتهاده وسّع الله عليه كثيرا ، فأصبح من أثرياءالبلدة حيث الأطيان الزراعية والأموال والسكن

**
لم يكتفىالشيخبأمر الكتاب وحده بل التحقبمدرسة البلدة ليحفّظ فيها بالأجر ثم انتقل بعدها إلى المعهد الأزهرى ليحفّظ فيهالقرآن الكريم وظلّ يحفّظ فى المعهد حتى وافته المنّية .
ـ كانالشيخله قطعة أرض زراعية يتولّىزراعتها حتى رُزق بولدهالشيخرضاالذى أسند إليه أمور الزراعة لعدم فراغه وكبر سنّه
ـ كانالشيخعبدالباسط كل يوم فى الصصاح الباكر يمر علىالبيوت يقرأ فيها القرآن الكريم مقابل أجر تسمّى بالرواتب
وكانت المواسموالافراح والمآتم فاتحة خير عليه ، حيث يقرأ القرآن وتسمى بالختمة مقابل أجر منالمال أو طعام
ـ كانالشيخيقومبعملية التغسيل والتكفين وتلحيد وتلقين المتوفى
ـ ظلّ مسئول عن مسجد السراويةلمدة سبع وعشرين عاما ينظف المسجد ويقوم على أمره ، ويؤذّن للصلوات ، ويصلّى بالناسإماما
والمحمود له فى هذا أنه لم يكن يخطأ أو يعتريه نسيان إلا قليل جدا ، كماأنه كان يصلّى بالقرآن الكريم متتابعا بمعنى أنه يبدأ بالبقرة ويواصل القراءة فى كلصلاة حتى نهاية القرآن الكريم ، كان يقول عن نفسه أنه يختم القرآن الكريم كل ثمانيةأشهر

وأخيراً لقد كانالشيخعبدالباسط رجلا متعلقا بالقرآن الكريم فهو لا يترك القرآن إلا ساعات نومه ، وإليكيوم من أيامه :
فهو يقوم مع قرآن الفجر فى الإذاعة ليفتح المسجد ، ثم يصلّىبالناس ، ثم يجلس يقرأ القرآن الكريم حيث كان له ورد مع نفسه ، فإذا ما أشرقت الشمسمرّ على البيوت يقرأ فى كل بيت ربع أو ربعين من القرآن الكريم ويسميها بالرواتب نثم منها إلى المعهد الأزهرى وذلك حتى صلاة الظهر ثم يعود ليجلس فى بيته يستقبلالأولاد ويسمع لهم وذلك حتى صلاة العشاء ن ثم ينام بعدها ، وهكذا كل يوم حتى تُوفىيوم الجمعة الموافق 9/12/2007م .
نسأل الله أن يتقبل منه
ويجعله فى ميزانحسناته