عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-2011, 11:36 PM
المشاركة 33
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

سونيت 60




مثلما تتلاحق الأمواج نحو الشاطئ المفروش بالحصى


تسرع أيضاً دقائقنا إلى نهاياتها


تحل كل منها مكان التي مضت قبلها


في جهد متتابع وتنافس بينها جميعاً في حركتها إلى الأمام


....


بعدما يأتي الوليد إلى نور الحياة


يحبو حتى ينضج، فإذا ما تَوَّجَتْهُ الأيامُ


أنشبت مخالبُ الخسوف الخرابَ فيما له من البهاء


والزمن الذي وَهَبَ، يدمر الآن ما له من العطاء


....


يستلب الزمانُ زهرة الشباب من نطاقها


ويحفر خطوط التجاعيد المتوازية في جمال الجبين


يقتات بالكائنات النادرة التي بَلَغَتْ في الطبيعة حدّ الكمال


ولا شيء ينهض لمواجهة منجله القهار


....


لكن الأمل في الأزمنة المقبلة يشحذ شعري بالتحمل


مُثنياً على فضائلك، رغم يده القاسية




ترجمة: بدر توفيق




LX




Like as the waves make towards the pebbled shore


So do our minutes hasten to their end


Each changing place with that which goes before


In sequent toil all forwards do contend


Nativity, once in the main of light


Crawls to maturity, wherewith being crowned


Crooked eclipses 'gainst his glory fight


And Time that gave doth now his gift confound


Time doth transfix the flourish set on youth


And delves the parallels in beauty's brow


Feeds on the rarities of nature's truth


And nothing stands but for his scythe to mow


And yet to times in hope, my verse shall stand


Praising thy worth, despite his cruel hand





سونيت 61



أهي إرادتك أن تبقي صورتك جفنيّ مفتوحين


أمام هذا الليل الأليم؟


أأنت الذي ترغب في ذود النوم عن عينيّ


بينما الظلال التي تشبهك تسخر من مشهدي


....


هل هو شبحك الذي بَعَثْتَ به من داخلك


إلى أقصى مكان في موطني للتلصص على أفعالي


واكتشاف المخازي وساعات الصعلكة في حياتي


في رؤى غيرتك وتسلطها


....


لا، فرغم حبك الوافر، فهو ليس عظيما


إن حبي لك هو الذي يُبقي عينيّ يقظتين


حبي أنا الصادق هو الذي يدمر راحتي


ليلعب دور الحارس من أجلك إلى الأبد


....


من أجلك أبقى ساهراً عليك، بينما تسهر أنت في مكان آخر


شديد البعد عني، مع آخرين في غاية القرب منك




ترجمة: بدر توفيق




LXI




Is it thy will, thy image should keep open


My heavy eyelids to the weary night


Dost thou desire my slumbers should be broken


While shadows like to thee do mock my sight


Is it thy spirit that thou send'st from thee


So far from home into my deeds to pry


To find out shames and idle hours in me


The scope and tenor of thy jealousy


O, no! thy love, though much, is not so great


It is my love that keeps mine eye awake


Mine own true love that doth my rest defeat


To play the watchman ever for thy sake


For thee watch I, whilst thou dost wake elsewhere


From me far off, with others all too near

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)