عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
9

المشاهدات
5145
 
أحمد إبراهيم عبد العظيم
مُـفكـر وأديب مصـري

أحمد إبراهيم عبد العظيم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
117

+التقييم
0.02

تاريخ التسجيل
Mar 2010

الاقامة

رقم العضوية
8957
11-12-2014, 04:34 PM
المشاركة 1
11-12-2014, 04:34 PM
المشاركة 1
افتراضي العلبة فيها فيل
إذا أمسكت علبة وأخبرتك أن " فيها فيل ".. هل تصدقني ؟
في بداية الأمر ستجيب مستنكراً .. لا
إذن .. دعني أحاول إقناعك
- سأحضر بعض الحشائش وأوراق الأشجار وأضعها فوق العلبة.
- سأنشر بعض الروائح لخشب الغابات حولها.
- سأشغل ملف صوتي لصوت الفيل.
والآن ما ردك ..هل العلبة فيها فيل؟
الإجابة .. لا .. لكن أحدهم بدأ يتخيل .. جيد .. سأحاول مرة أخرى.
- سأحضر بعض العملاء التابعين لي من المشاهير ومن أقربائك وأصدقائك يتحدثون عن تجربتهم ورؤيتهم للفيل.
- سأكرر جملة " العلبة فيها فيل" مئات أو آلاف المرات عبر جميع الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية.
والآن ماردك؟
الإجابة .. لا .. لكن بدأ البعض يشك .. ممتاز ..
سأحاول معك مرات ومرات فأن لدي هدف أحققه تجاهك..
توقع مني أي أسلوب .. ممكن أن أحضر بعض الرافضين والغير مقتنعين أعذب أحدهم وأقتل الأخر أمامك.
سأربط اعترافك وإقرارك بكلامي بأهداف أمنية أو معيشية وسأوطد حياتك وأحلامك وأهدافك في أعماق العلبة.
سأطمس الحقائق بأعماقك وأشوش خيالاتك وأقيد خياراتك , ليخرج ردك مقتنعاً مُقنعاً " العلبة فيها فيل".
عزيزي .. أرجوك خذ الأمر على محمل الجد , فأنا أرتكب تجاهك جريمة من الدرجة الأولى , تُعد وتصنف من أعلى جرائم البشرية.
تزييف الحقائق وغسل العقول والدعاية السوداء , تدليس وتضليل وقلب المعاني والحقائق , أسلحة فتاكة تُنفق عليها الملايين بل المليارات لتحقيقها , لترويج المنتج .. سواء كان هذا المنتج سياسي .. مجتمعي .. ثقافي .. المهم أنه يخصك يؤثر في حياتك , يتفاعل مع شخصيتك ومستقبلك.
الآلة الإعلامية ماذا تريد منا ؟ لأي مدى تستهدفنا؟ والسؤال الأهم لصالح من؟
نحن الشعوب العربية وبشكل أدق النامية على ماذا نمت عقولنا وأفكارنا وأهدافنا .. هل وقعنا حقاً في الفخ؟!!
هل أجادوا ممارسة اللعبة علينا هل وطئت أقدامهم عقولنا هل غرست أفكارهم ديارنا؟...هل غيرونا؟
هل حاولنا فتح العلبة ورأينا ما فيها ؟ أسئلة تُثار وربما نجيب عليها نحن أو يرد التاريخ عنا.
وسائل كثيرة اُستخدمت بخطط محكمة أهمها تفعيل الجهل , نشر الكراهية , بث الخوف من الحاضر والمستقبل الخوف من الداخل والخارج , دغدغة المشاعر وإثارة الأحاسيس ومداعبة الآمال واستغلال حوائج الناس المادية و الروحانية والعقلية والنفسية.
حوائج البقاء والنمو البشري جعلت الكثير تكاد لا تحصي عدد الفيلة التي عايشتها ورأتها في درب الحياة لكن الأهم هي لحظة الانفصال وعدم التشرنق حتى نصل لكبد الحقيقة والعلب كثيرة.
لا أريد أن أفرض بديل من الذعر وسوء الظن لكن هي دعوة لتفعيل العقل وغربلة الثقات وتمحيص المعطيات وفرز الحقائق والنظر بقناعة تولد الراحة والرفض عند اللزوم والحاجة.
لا نريد لأحدٍ كان أن يدلس أو يلوث عقولنا , الفيل في ضخامته يمثل رمزية الوهم والكذب لمعاني منتفخة والعلبة ما هي إلا غرفة من غُرف الحياة.


اللهم أحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد إبراهيم عبد العظيم ; 11-12-2014 الساعة 05:16 PM سبب آخر: -