الموضوع: خاطرة أدبية 1
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
7

المشاهدات
7488
 
طارق خنفير
من آل منابر ثقافية

طارق خنفير is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
28

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Aug 2012

الاقامة

رقم العضوية
11479
08-25-2012, 01:04 PM
المشاركة 1
08-25-2012, 01:04 PM
المشاركة 1
افتراضي خاطرة أدبية 1
أمسيت على السجال أصبحت على الخراب و أنا بين القفر و الأنقاض أولي بنفسي يمينا شمالا فما من مميز و لا شيء يسر يجمعني و منجزي شغلي الأخيار الكساد الأعظم و رفاق السوء المضللين المخربين و دمار شامل عم ما لطالما كنا نفتخر به و نكسة من كل ما كان يعز علينا فعبثا نسعى إلى ما كنا نروم إليه قديما فما هو إلا سراب مبين حال ما راقت أبدا لرجل أراد لنفسه الاعتبار الأكبر و أراد فرض نفسه سيدا في هذا الكون يعم الفراغ الكبير كياني و ما عدت أجد مفخرة أسمو بها في البلاد و أنا بين الضجر و العطالة أبحث عن بناء نفسي و إيجاد الشأن الأعظم لي و الذي يجعلني أحس بقيمتي كرجل فلا أجد إلا الحيطان تلطمني أصعد يوما أو يومين لأعود لانتكاسة أعظم مما كنت عليه من قبل....... أنا من لم أرض عن الحق بديلا و ما كان من شيمي يوما التملق لسلطان أو بيع الشرف طمعا في إغراءات عدو ثبت على درب العمل و الجهاد الحق و ما عرفت كللا و الجند المغولون من حولي و أسيادهم رياس الطغيان و الفساد يتعقبونني و يتهددونني ليلا نهارا فما هادنتهم و ما كنت من المستسلمين أغراني أعداء الله الخاسئين بعظيم المال و الجاه لأكون تابعا لهم فما كنت إلا عصيا سيدا حرا يقول ما عنده من كلام و رأسه في السماء و ما خشيت بعدها أن يقيموا علي الحد فلا خير في مغامر باع العزة و الأنفة و السيادة و الكبرياء بعد ما زين له من إغراءات أو بعد أن ذعر من بطش السلطان و كثرة جنده الوحوش و قوة عتاده فما هو بعدها برجل على الاطلاق و قد تدنى بنفسه ليصير خائنا عظيما و ساقطا كسابا لكن ما عساي أفعل و قد اجتمع حولي من ذئاب الطاغوت و أعداء الله من أتقنوا الظهور بأجمل الصور و احترفوا تمثيل النصرة و الولاء علي و هم في الخفاء يكيدون لي كيدا كبيرا و نجحوا في خداع الجميع بعظيم فصاحتهم و خطابتهم و بلاغتهم رجالهم كذابون مدارون دجالون جد محترفون و أما النساء فحدث و لا حرج فلهن من عجيب الأساليب و عظيم الحيل ما يظهرهن كأطهر و أشرف النساء يفعلن فعلهن المذهل العظيم الصنعة لصدمة أعلى الرجال شأنا و صعق قلوبهم و زلزلة كيانهم و ترك عظيم التأثير يسري فيهم حتى يتجلين أمامه في أكبر ما يكون من كيان و أعظم ما يكون من صفات و تركه مهموما بهن و في الخفاء لهن من أفضع الشرور و الجرائم ما تتفتت لها أكبر جبال الصخر الصنديد يتقن جيدا خداع الجميع بأنهن جد مميزات ضحيات مظلومات مضطهدات حتى يعطف عليهن أعظم الرجال شأنا و هن في الحقيقة ذئبات أشر ما يكون أكبر المجرمات الظالمات المعتديات تخدير للعقل و صاعقة للقلب فيتبعهن المسكين ليقدنه إلى شر الهلاك و هو لا يدري لهن الخطر الأكبر الذي يهدد العالم بأسره........ وا أسفي على خداعهن لي و دفعي إلى درب خراب و أنا أظن أني أسير في درب الجهاد العظيم حتى وصلت إلى ما أنا عليه من خلع و تشرد و وا عظيم حزني على ما قد يكون ضررا لحق ببشر على يدي و أنا في تمام غفلتي لا أعلم شيئا ما نفع التحسر و لا جلد الذات إذا فالإصلاح و إعادة البناء و إن فهمت العديد من خدع الأعداء و أصبحت أعي كثيرا الدرب الحق تحيط بها الدروب المزيفة و علمت يقينا أن كل الحكايات و الأمور التي أتقنوا إغراق آذاني فيها قبل أن أكتشف أمرهم كلها أوهام و كذب في كذب أريد بها دفعي إلى أرذل السبل و خرابا للأمة فلن أكون رجلا على الإطلاق إن عدت إلى نفس الشؤون و العادات القديمة التي تبين خبثها و بطلانها و لأكونن زعيم الأغبياء إن راهنت على امرأة بعدها و ألزمت نفسي معها راجيا شراكتها الفاعلة حتى نبلغ المجد و العلى و أعطيتها أكبر القدر و الإجلال و أمنتها على نفسي حتى و إن كانت من الشريفات فإن ألزمت نفسك مع امرأة السوء فستجرك إلى هلاك أكيد أما إن ألزمت نفسك مع امرأة خير فسيكون رهانك خاسرا في العادة فما ستأخذه منك أكثر بكثير مما ستعطيك إياه و ستكون عبئا ثقيلا عليك و حبلا متينا في عنقك و مصدر إجهاد لك و لتكونن كبير الحمقى إن ظللت صابرا على الوضع و أنت ترجو الخلاص و النجاح و العز العظيم من عندها و تقنع نفسك أنك ستسمو و تكبر على يديها في يوم من الأيام فاعلم أنك ترجو المستحيل و أنت في خدمتها تهدر جهودك الثمينة هباءا منثورا إلا إذا كانت من النساء العظيمات الخارقات النادرات فستكون هناك حكايات أخرى مختلفة تماما.......... عموما ما نيل البطولة و المجد و العلى بسهل على الإطلاق فمن شاء السمو و الامتياز صوبت كل سهام السخط نحوه فمن عظيم ظلم هذه الدنيا أن يتم الخلط بين البطل و المجرم فالمحرم هو من أفنى عمره للإثم و الخطيئة دون حساب أما البطل فهو من حمل لهذا العالم أعظم الرسائل و اتقد قلبه عزما لتحقيق أنبل الأهداف و أسمى الغايات ثم اتسم بأحسن و أعظم الصفات و عمل جاهدا مجتهدا مضحيا لتحقيق ما يرمو إليه و كسب القوة لذلك و تحدى جميع الأعداء و قاومهم دون مهادنة و لا رضوخ فكم من بطل يقضي أقصى عقوبات السجن ظلما و بهتانا و كم من مجرم ينعم بعظيم الثراء و يحتل أعلى المناصب فإن أراد فارس الصعود في البلاد لقيه جهلة قومه بالجفاء و قلة الفهم و اتهامه بالفسوق في الكثير من الأحيان من جهة و لقيته زبانية الطاغوت و جبابرة الأرض أصحاب الأموال المفسدين المخربين بالتعقب و الكيد و العدوان من جهة أخرى فما أسهل على زبانية الطاغوت تأليب جهلة القوم على البطل العظيم باستعمال خطابات مضللة تضرب سمعته في الصميم و تلفيق تهم باطلة تعد جرائم كبرى ليصير الفارس بين النارين يخاصم العذل و يضربهم و يردهم عنه و عن أنصاره بحزم و يصير من الجهة الأخرى مرمى لسهام جميع جبابرة و مفسدي الأرض يتحداهم التحدي السافر و ما له من خيار إلا ليدخل في حرب مفتوحة معهم فما كان أبدا من شيم الرجال الأبطال الفوارس إهمال الشأن رضوخا للطغاة و مساومة الأشرار على حقوق مشروعة فأن نموت رجالا أبطالا خير من أن نعيش عبيدا أذلاء إذا فقدما لتحدي جميع الأعداء مهما بلغوا من قوة و علينا نحن الآخرون بناء القوة................ ما كان النجاح السريع يوما مقياسا للبطولة و ما كان الثبات واقفا بمنآى عن الانكسارات و السقطات و الانهيارات دليلا على القوة بقدر ما هو دليل على خفة الأوزار و سهولة الدرب فكبير الأبطال يحمل من أوزار الدنيا ما يجعل رأسه في صداع دائم و كتفيه تحملان ثقلا كبيرا و جد معرض للمرض و هو بين الفشل و الهزائم المتكررة في الأول و بين تقوي متطلبات النجاح و تعسر الشؤون العظمى من سنة لأخرى و تكاثر الأعمال المطلوبة و تعاظم المسؤوليات يعرض نفسه لعظيم الإجهاد حفاظا على المقام الرفيع. إن الانكسار للأمور التافهة هو الضعف بعينه أما الانكسار و الانهيار للأمور الكونية العظمى و المسائل القيمية الكبرى الضاربة في الصميم فهو دليل على عظمة البطل فعلا نظرا لبلوغه تلك الأمور الكونية و إدراكه لها و تجرح قلبه لقيم وجودية نبيلة و نقاط سوداء في كيانه و أخطاء فادحة هو خير دليل على الشرف و الخير و الطيبة و جمال النفس و الثبات على طريق الحق فلا خير فيمن لا يحزن و ينهار بعد أن يتجلى أمامه خور محدق في نفسه و سواد في قلبه و خراب و ضرر كبيرين عما على يديه خطأ فإنه بعد ذلك لفي أوضع المقامات ينال الفارس الضربة الأولى فتؤلمه كثيرا لكنه يواصل متحديا ثم الضربة القاضية فتوقع به لكنه ينهض بعدها و يواصل الطريق أكثر عزما و تحديا و سخطا على الأعداء ثم ينال الصاعقة الكبرى ليلبث دهرا ملقى منهارا أعجز ما يكون لكن و ما دام العزم متقدا في قلبه و ما دام الاصرار يهزه و هو في غيبوبته و ما دامت إرادته لأغلى المنى تلهب كيانه و تزلزل الأرض من حوله فسرعان ما سيبدأ بالتحرك و استعادة عافيته ثم ليبدأ باستعادة قوته و بسالته و صلابة كيانه أعظم بكثير مما كان عليه في الماضي ثم ما يلبث أن ينهض من جديد و قد ازدادت قوته أضعاف الأضعاف و أصبح عزمه قوة ما قدرت أعتى الوحوش و أعظم المصائب على قهرها و لو اجتمعت و صار أصلب ما يكون صابرا كل الصبر على الركض و الاجهاد و العمل و الجوع و العطش تقوده شعلته إلى اختراق الصحاري بكل حيوية و حماس و ثبات و قدرة تحمل أقوى ما يكون............
طارق خنفير