الموضوع: وجع الحروف
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
13

المشاهدات
8489
 
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي


فاطمة جلال will become famous soon enoughفاطمة جلال will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
8,285

+التقييم
1.58

تاريخ التسجيل
Nov 2009

الاقامة

رقم العضوية
8124
11-13-2012, 08:10 PM
المشاركة 1
11-13-2012, 08:10 PM
المشاركة 1
افتراضي وجع الحروف
[tabletext="width:70%;background-color:black;border:10px double darkblue;"]


وجـــــــع الحروف
للِكتابةِ طَعم المِلــــحِ عَلى عطش,
للكتابة طَعم الدمــــعِ المالـح,
والقلـــبُ يَبكي فِي البراري البعيدة...
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
( 1 )
للَيْلِ رائِحَةٌ مُختًلِفَةٌ , أخاذَةٌ
مُعشَّقَةٌ برائِحَةِ الزهورِ البَرِّيَةِ
لليلِ طَعمُ الأَحلامِ الناعِمَةِ .

( 2 )
أَتَنَفَّسُ بِصُعوبة
حُزنٌ ما يَلُفُ قَلبي
مِلحٌ يَسري في دَمي
وَجَعٌ يَنِزُّ مِن مَفاصِلي
مِن خَلايا جَسَدي
يَضَعُني على حافةِ الهاوِيةِ
أَشهَقُ كَمن يَختَنِق
يُحاصِرُني الملَلُ
و رَتابَةُ الوقتْ
وأَعقابُ السجائِر ِ
والكؤوسُ الفارِغةُ

( 3 )
في مِثلِ هذِه
الساعات الموغِلة في الصمتْ ؛

أُحاوِلُ الرحيلَ إلى عَالمي الورقَّي
فَقد أَرهقتني الحياة بِتفاصيلها
وأَشبَعتني الغُربة وجعاً
وبَعثرتْ رياحها أَوراقي
ونَسَجَت حولَ الروحِ غَلالة من سوادْ.

( 4 )
أَهربُ لممارَسَةِ طقوسِ الَحرفِ
حتى لا تتجَمَّد أَصابِعي
حتى أَظَّل قادِرةً عَلى التَنفس
حَتى أستطيعَ الحياة
فتُنادي على أطيافِ الذكريات
تُشعل في رأسي الحنين ,
فتفوُح رائحةُ الاحتراقِ
يَرتعِشُ القَلَمُ ...
ويتراءى أَمامي أَلفُ سُؤالٍ وسُؤالْ
فوقَ شِفاهٍ أَجِدُبِها الصَمتْ
هَل لي رَغبةٌ في الحَياة ...
هَل ما زِلتُ أَتَنفَّس ...
هَل ما زِلتُ قادِرةً على الكِتابة ...
هَل سَيأتي اليَومُ الذي أَتحدَّثُ فيه عن
الجانبِ المضيءِ مِن القَلبْ
عَن شؤوني الصغيرة
عَن فرَحي البَسيط
عَن أَحلامي الورديةَ
أَمْ أَنني سأَبقى أَسيرةً
لجَدائلٍ قَد طالَتْ
حتى قلَمَتها أَكُفُّ الِنسيان بأصابعِ الغِياب.

( 5 )
صِدقا ...
لَم أَعد قادِرةً على التَّنفُس
كُل هواءِ الأَرضِ لا يكفيني
يخنٌقني زفيرُ الحرفِ
عندما تلفِظُ آهاتهُ الوجعَ المستَعِّر
كيفَ أَعْبرُ إِلى هذا العالم
وكِلانا كطرفي مِغناطيس
كلّما حاولنا الاقترابَ نزدادُ بُعداً

( 6 )
آلا يكفي الروح وجعا
آلا يكفي احْتِضار الفَرح
وذوَبان فَتيل الشَوق
آه من وَجَعِ الحَرفِ
الرابِضِ فوقَ مَدائِنِ وَجعي
إِنّني أذوبُ كالشمعِ في ليالي الأَعياد

( 7 )
ها هُو شِتاءٌ آخر
لم يُدثرني الفَرَح
ولم يمطرني الأَمَل
ولم تَضُمني أَنامل الشوق
وَلمَ أَتنفس إلا شَهقاتِ الحُزن
كيفَ أُداري دمعَتي
وحنيني يَصِلُ إِلى منابِعِ الدَمع ؛

يَصلُ إِلى أَقصى دَرَجاتِ الُحزنْ
عندما تنزِفُ الروح
و تُعكِر الدمعةُ ماءَ البحر


( 8 )
أما آنَ لي أَن أَستريحَ مِن عَناءِ الحَياة
سَأُعلنُ الصّمْتَ
وأَنشرُ للريحِ أَشرِعتي
وأُسْكنُ الدمعَ فوقَ أَهدابِ الغمامِ
وأُحلّقُ وأَجنحة الوجع.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فاطمة جلال
13 نوفمبر لعام 2012

[/tabletext]


تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....