عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2010, 12:24 PM
المشاركة 5
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
وكثيراً ما يصرف شعراء أهل الكلام هذا المعنى في أشعارهم، فيخاطبون المرئي في الظاهر خطاب المعقول الباطن، وهو المستفيض في شعر
النظام إبراهيم بن سيار وغيره من المتكلمين، وفي ذلك أقول شعراً، منه:
ما علة النصر في الأعداء تعرفها*** وعلة الفر منهم أن يفرونا
إلا نزاع نفوس الناس قاطبة*** إليك يا لؤلؤاً في الناس مكنونا
من كنت قدامه لا ينتئى أبداً فهم*** إلى نورك الصعاد يعشونا
ومن تكن خلفه فالنفس تصرفه **إليك طوعاً فهم دأباً يكرونا

ومن ذلك أقول:
أمن عالم الأملاك أنت أم أنسى ***أبن لي فقد أزرى بتميزي العي
أرى هيئة إنسية غير أنه*** إذا أعمل التفكير فالجرم علوي
تبارك منسوى مذاهب خلقه*** على أنك النور الأنيق الطبيعي
ولا شك عندي أنك الروح ساقه ***إلينا مثال في النفوس اتصالي
عد منا دليلاً في حدوثك شاهداً ***نقيس عليه غير أنك مرئي
ولولا وقوع العين في الكون لم نقل*** سوى أنك العقل الرفيع الحقيقي

وكان بعض أصحابنا يسمى قصيدة لي الإدراك المتوهم،
منها:
ترى كل ضد به قائماً ***فكيف تحد اختلاف المعاني
فيأيها الجسم لا ذا جهات ***ويا عرضاً ثابتاً غير فان
نقضت علينا وجوه الكلام ***فما هو مذ لحت بالمستبان

وهذا بعينه موجود في البغضة، ترى الشخصين يتباغضان لا لمعنى، ولا علة، ويستثقل بعضها بعضاً بلا سبب.
والحب أعزك الله داء عياء وفيه الدواء منه على قدر المعاملة، ومقام مستلذ، وعلة مشهاة لا يود سليمها البرء، ولا يتمنى عليلها الإفاقة.
يزين المرء ما كان يأنف منه، ويسهل عليه ما كان يصعب عنده حتى يحيل الطبائع المركبة والجبلة المخلوقة.
وسيأتي كل ذلك ملخصاً في بابه إن شاء الله.

خبر: ولقد علمت فتى من بعض معار في قد وحل من الحب
وتورط في حبائله، وأضربه الوجد، وأنضحه الدنف،
وما كانت نفسه تطيب بالدعاء إلى الله عز وجل في كشف ما به ولا ينطق به لسانه،
وما كان دعاؤه إلا بالوصل والتمكن ممن يحب، على عظيم بلائه وطويل همه،
فما الظن بسقيم لا يريد فقد سقمه ولقد جالسته يوماً فرأيت من إكبابه وسوء حاله وإطراقه ما ساءني
فقلت له في بعض قولي: فرج الله عنك فلقد رأيت أثر الكراهية في وجهه.
وفي مثله أقول من كلمة طويلة:
وأستلذ بلائي فيك يا أملي ***ولست عنك مدى الأيام أنصرف
إن قيل لي تتسلى عن مودته ***فما جوابي إلا اللام والألف

خبر: وهذه الصفات مخالفة لما أخبرني به عن نفسه
أبو بكر محمد بن قاسم بن محمد القرشي. المعروف بالشلشي، من ولد الإمام هشام بن عبد الرحمن بن معاوية
أنه لم يحب أحداً قط، ولا أسف على إلف بان منه،
ولا تجاوز حد الصحبة والألفة إلى حد الحب والعشق منذ خلق.

....يتبع