عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2011, 04:14 PM
المشاركة 2
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تعتبر رواية الأم لمكسيم غوركي من الروايات المهمة التي تحدثت عن الثورة البلشفية و النضال الذي قام به الثوار في روسيا القيصيرية .. و بالرغم من ان مكسيم غوركي لا من المنادين بالنظام الشيوعي كليا لكنه استطاع بقدرته الروائية المتميزة على نقل التفاصيل بكل براعة لهذه الفترة .. و هذا ملموس أيضا في بقية أعماله و منها " مولد إنسان" و " طفولتي"
شخصية الأم المحورية في الرواية و التي تدور حولها كل الأحداث كانت رمزا لروسيا المنتفضة من الإسار القيصري و المندفعة نحو التحول الاشتراكي.
الأم بيلاجي " نيلوفنا" و التي كانت أمية تعملت القراءة و بدأت في التعرف على العالم من جديد لتكون ركنا هاما في مسيرة التغيير.
هناك رسالة بين السطور لكنها كونية المؤدى قدمها غوركي بين السطور من خلال تأكيده على أهمية العلم في التغيير فكل الذين يقومون بالثورة في الرواية يمتلكون خاصيتين مهمتين و هما العلم و الإيمان . بول فلاسوف غير منحى حياته من سكير كأبيه إلى قائد هام من خلال القراءة و التعلم و كذا والدته ساهمت في التغيير عندما تخلت عن حضور الاجتماعات و هي تنسج الجوارب إلى موقع جديد كمتعلمة ثم كمناضلة ..الأم نيلوفنا المؤمنة و الحريصة على إتمام صلواتها أمام الايقونات كانت عامل توازن أمام إنكار الشيوعيين للدين و لكنها أيضا انتقلت من الإيمان المسيس من قبل الكهنة التابعين للقيصر إلى التعرف للوجه الحقيقي لله الرحيم اللطبف و لأن هذا ليس مطلوبا في رواية يحتفى بها في العهد الشيوعي فقد استطاع غوركي كروائي متميز أن يشير للفكرة من خلال وجود الأيقونات في منزل الأم ثم أعربت عن استيائها من عدم وجودأيقونات في منزل صوفي ثم اكتشافها طريقة أخرى للصلاة دون وساطة أيقونة.
أ. ماجد جابر
أشكرك لهذا الانتقاء الباذخ
تحيتي